تركيا على مفترق طرق.. العلمنة والأسلمة (2): سعاد كينيكلي أوغلو لـ«الشرق الأوسط»: تركيا تتكامل مجددا مع المنطقة وتعيد اكتشاف هويتها

مساعد أردوغان ومسؤول العلاقات الخارجية في حزب «العدالة»: التأثير متبادل.. فنحن نشعر بالفخر حين نرى شعبية مسلسلاتنا وأنديتنا بالمنطقة.. وأنا أستمع أيضا إلى أم كلثوم وفيروز

سعاد كينيكلي أوغلو
TT

يشغل سعاد كينيكلي أوغلو الكثير من المواقع داخل «اللعبة القيادية» في حزب العدالة والتنمية الحاكم، فهو يقف إلى جانب رئيس الحزب والحكومة التركية رجب طيب أردوغان مساعدا للشؤون الخارجية، وهو نائب في البرلمان التركي وعضو فاعل في لجنة الشؤون الخارجية، بالإضافة إلى كونه مسؤول العلاقات الخارجية في حزب «العدالة».

وفي الحلقة الثانية من ملف «تركيا تستعد للاستفتاء» حاورت «الشرق الأوسط» كينيكلي أوغلو، الشاب الجديد الوافد إلى البرلمان التركي، الذي قال إن ما يحدث في تركيا اليوم هو أنها «تعيد اكتشاف هويتها» وأكد أن تركيا ليست واقعة تحت «وهم» خلق إمبراطورية عثمانية جديدة، مشيرا إلى أنه يعرف تماما وقع هذه في أذهان العرب، مشددا في المقابل على أن حزبه لا يسعى إلى «تغيير وجه تركيا.. إننا نجعل تركيا تصبح نفسها مجددا بعدما كانت لوقت طويل بعيدة عن هويتها». قائلا إن تركيا لا تزال راغبة في دخول الاتحاد الأوروبي. لكنها، في المقابل، لا تملك الصبر السياسي - الجغرافي لانتظار قيام الأوروبيين بتحديد موقفهم النهائي من هذا الموضوع. مشبها تركيا بأنها شاب يحمل الغيتار ويعزف الموسيقى تحت شرفة الفتاة الجميلة (أوروبا)، لكنها لا تخرج إلى شرفتها. وهو لا يمكنه أن يجبر الفتاة على الخروج إلى الشرفة، لكن لا يمكن أن ينتظرها إلى الأبد، فيذهب إلى شرفة أخرى. قبل أن يستدرك قائلا إن بلاده لا تزال متمسكة بالدخول إلى أوروبا التي أعطاها الفضل في بعض التغييرات السياسية في بلاده، مشيرا إلى أن «جزءا من جاذبية تركيا هو أنها تضع قدما في الغرب».

ونفى كينيكلي أوغلو وجود «تنافس» مع الدول الفاعلة في منطقة الشرق الأوسط، كما نفى وجود «تقاسم» للنفوذ في المنطقة مع الإيرانيين. مشيرا إلى أن تركيا حثت الإيرانيين على «أن لا يجعلوا من الهوية الشيعية، أو من الشيعة في العراق أولوية بالنسبة إليهم». قائلا: «نحن يهمنا أن يكون العراق مستقرا، وليس مهما بالنسبة لنا ما إذا سيطر الشيعة أو السنة. وقد أوضحنا مؤخرا للإيرانيين أن الأولوية في العراق يجب أن تكون لقيام حكومة مستقرة».

وفي ما يأتي نص الحوار:

* ما الذي تقوم به تركيا في المنطقة حاليا؟

- إن تركيا تتكامل مجددا مع المنطقة، وأنا أقول ذلك لأن بعض الناس لديهم ذاكرة تاريخية قصيرة الأمد، فيعتقدون أن تركيا قادم جديد إلى هذه المنطقة. ومن يعرف التاريخ يعلم أن تركيا كانت في المنطقة منذ قرون. وهذا الدور يحظى بترحيب ودعم واسعين في الشرق الأوسط، لكنه يأتي أيضا مع مسؤوليات ثقيلة، فنحن لا نريد أن نكون مصدر سعادة قصيرة تتلوها خيبة أمل؛ نحن نعمل بثبات وواقعية في العمل على إعادة التكامل بنجاح مع الجيران، كسورية والعراق والأردن ولبنان، فأنا اعتقد أن هناك تفاهمات مشتركة يمكن أن يتم تطويرها. في المقابل، أنا ألمس عندما أتحدث مع أصدقائي في الشرق الأوسط كثيرا من الحماس حيالنا، خاصة بعد حادثة الأسطول، لكن علينا أن نكون صبورين وواقعيين إزاء هذا، فكثير من أصدقائنا أرادوا منا قطع العلاقات مع إسرائيل، لكن تركيا تتعامل مع وقائع في هذا الموضوع. فهي لم تباشر قطع العلاقات مع إسرائيل، ونحن نريد لها أن تكون لاعبا بناء في الشرق الأوسط يعمل مع جميع الأطراف، وأؤكد على كلمة «جميع الأطراف»، لأن هناك بعض القادة في بعض الدول يمتلكون شكوكا حيال الدور التركي. ونحن نقول في كل مكان، كما أقول لكم الآن، نحن لسنا في منافسة مع أي كان. لا نية لدينا في منافسة أي أحد أو أخذ دوره في المنطقة. لدينا دورنا الذي نلعبه، لكننا أيضا نريد أن نتعاون مع جميع الدول في هذه المنطقة، وهذا ما نفعله. وأنا أريد أن أقول لأصدقائنا العرب من خلالكم: اطمئنوا، يمكننا أن نعمل معا. ولا ضرورة للتوتر حيال هذا الدور. وبالنسبة لي كشخص يعمل في الشؤون الخارجية مع رئيس الوزراء والحزب وفي البرلمان، أجد أن العودة إلى لعب دور في المنطقة أمر طبيعي جدا، فنحن نشعر بالألفة والراحة التامة خلال زياراتنا في بيروت وعمان ودمشق والرياض. نحس بشعور جيد، وبأن الأمر طبيعي جدا أن نكون هناك، كأفراد في عائلة كبيرة.

* ما العائلة الكبيرة؟

- يمكنك أن تصفها على أنها عائلة شرق أوسطية، أو إسلامية، لكنها عائلة نحن متآلفون معها. بالطبع هناك اختلافات، فتركيا دولة أكثر علمانية في نظامها السياسي، ولديها ديمقراطية فاعلة. وتركيا لديها قدم في الغرب ولا شك في ذلك. وأعتقد أن واحدة من نقاط القوة الأساسية في نظامنا، هو أننا استطعنا إنشاء ديمقراطية فاعلة في مجتمع يهيمن عليه المسلمون، مع قيم تحفظ حقوق الأقليات والمساواة بين الجنسين. بالتأكيد، ديمقراطيتنا ليست كاملة، فهناك بعض القضايا، لكن التطور الديمقراطي لا يمكن أن نتعلمه في الكتب. علينا تصحيح أنظمتنا من خلال التجربة والتعايش والتطبيق.

* نعود إلى الشرق الأوسط، كيف هي مقاربتكم للدور الجديد فيه؟

- حين نرى أن لمسلسلاتنا ولفرق كرة القدم لدينا شعبية في المنطقة، نشعر بالفخر. وفي المقابل، نحن نفعل الشيء نفسه. فأنا أستمع إلى أم كلثوم وفيروز. التأثير ليس من طرف واحد، فهو متبادل. وما يجب التأكيد عليه هو أن عودتنا إلى المنطقة هي جزء من استراتيجية كبرى لدينا في منطقتنا. نحن لا نعود فقط إلى الشرق الأوسط، بل إلى البلقان والبحر الأسود والقوقاز وشرق المتوسط، وهذا عائد إلى استراتيجية أعدها وزير خارجيتنا أحمد داود أوغلو وشرحها في كتابه، التي يطبقها مع رئيس وزرائنا.

* ماذا يقول هذا المبدأ؟

- التفكير في تركيا على أنها مركز الوسط لسبع مناطق، بدلا من التفكير فيها على أنها طرف أوروبا، أو زاوية الجنوب الشرقي لحلف الناتو. فتركيا تقع وسط البلقان والبحر الأسود والقوقاز وشرق المتوسط وأوروبا. نحن الآن نعمق حوارنا مع جيراننا ونزيد علاقاتنا الاقتصادية، ونشجع على التفاعل المباشر، والآن بإزالة أنظمة «الفيزا» بيننا، نزيد حركة التبادل هذه ونخلق حرية الحركة للأشخاص والبضائع والأفكار. نحن نريد لرجال أعمالنا أن يطيروا إلى عمان أو بيروت مباشرة ومن دون الحاجة إلى تأشيرة دخول، ونريد العكس أيضا؛ بأن يأتي رجال الأعمال إلى إسطنبول من دون تأشيرة. كنت الشهر الماضي في بيروت، وكنت أعتقد أن هناك رحلة واحدة بين البلدين يوميا، لكني اكتشفت أن هناك 5 رحلات يومية، ثلاث منها للخطوط الجوية التركية ورابعة لشركة طيران تركية خاصة وخامسة لشركة الطيران اللبنانية، وهذا دليل كبير على التكامل في منطقة الشرق الأوسط. ونحن الآن نطبق نظام إلغاء التأشيرات مع 62 بلدا في المحيط والعالم، وهذه الاستراتيجية في كل الاتجاهات، وليست فقط في اتجاه الشرق الأوسط، وأعتقد أنها سوف تستمر.

* ما الذي تتوقعون من هذه السياسيات؟

- نريد أن نخلق حالة من الترابط بيننا وبين جيراننا، تماما كما في حالة الاتحاد الأوروبي الذي بدأته فرنسا وألمانيا بترابط مماثل. هناك ترابط مماثل بين تركيا وسورية، وبينها وبين العراق وإيران، بحيث إن النزاعات بيننا يمكن أن تكون معدومة نتيجة هذا الترابط لأنها ستحل بالحوار، وهذه هي روحية الاتحاد الأوروبي، فقد خلقوا نوعا من الترابط بحيث إن الصراعات والحروب ذابت بينهم. إذا خلقنا أجواء مواتية للأعمال وعلاقات ثقافية واقتصادية مع جيراننا، فإن الأمور ستكون مختلفة في المنطقة. لقد زرت البرلمان الأوروبي الأسبوع الماضي وتحدثت عن هذه المبادئ، لكنني رأيت في عيون من حدثتهم أنهم لا يعتقدون بذلك، إنهم يظنون أننا نحلم، وأنا لا أشاركهم الرأي، لأننا نعتقد أن هذه المنطقة يجب أن لا تبقى ملعونة إلى الأبد بالصراعات والحروب وعدم الاستقرار، وعلى أحدٍ ما أن يقوم بشيء في هذا الخصوص، ونحن نقوم بحصتنا. نحن لا نعرف إذا ما كان الأمر سينجح أم لا، لكننا مصممون كحكومة، على أن نعطي الأمر محاولة صادقة. وأعتقد أننا سنرى في المستقبل اندماجات في المنطقة، ومناطق تجارية موحدة بين تركيا وسورية والعراق ولبنان، وربما يأتينا نفط الخليج عبر العراق إلى تركيا ومنها إلى السوق العالمية. سوف نرى ازديادا في العلاقات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وهذا أمر جيد للجميع وليس لتركيا فقط.

* هل نتحدث هنا عن نوع جديد من اتحاد جديد تحاولون إطلاقه في المنطقة بديلا عن انضمامكم للاتحاد الأوروبي؟

- ليس الأمر كذلك.

* هل تحاولون إنشاء اتحادكم الخاص؟

- كلا، تركيا لا تزال راغبة في دخول الاتحاد الأوروبي. لكن تركيا لا تملك الصبر السياسي - الجغرافي لانتظار قيام الأوروبيين بتحديد موقفهم النهائي من هذا الموضوع. في تركيا هناك مثل يقول إن طالب يد المرأة قد يلح في طلبه، لكن إذا استمرت المرأة في الخجل والتمنع فهو سيستسلم في النهاية، هناك حدود. الشاب يحمل الغيتار ويعزف الموسيقى تحت شرفة الفتاة الجميلة، لكنها لا تخرج إلى شرفتها. لا يمكنه أن يجبر الفتاة على الخروج إلى الشرفة، لكن لا يمكن أن ينتظرها إلى الأبد، فيذهب إلى شرفة أخرى (ضاحكا).

* وهل ستذهبون إلى شرفة أخرى؟

- نحن نفكر..

* لا زلتم تغنون تحت الشرفة الأوروبية؟

- نعم، ما زلنا نفعل ذلك. لا أعتقد أن ما نقوم به يتناقض مع مساعينا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. فتركيا التي تتناغم مع جيرانها وتحتفظ بعلاقات تجارية وسياسية جيدة معهم، هي عنصر قيم جدا للاتحاد الأوروبي، بدلا من تركيا التي لديها صراعات ومشكلات مع محيطها. وكما نعلم، فإن البعض الذي يعارض انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي يفعل ذلك انطلاقا من أن انضمامها إلى الاتحاد يجعله على حدود دول يراها هؤلاء «مسببة للمشكلات» كسورية والعراق وإيران، ونحن لا نوافقهم الرأي على أنها كذلك. نحن لا نعرف إلى أين سينتهي مسعانا للانضمام، لكننا لم نستسلم بعد. نحن ندرك أن بعضا من جاذبية تركيا في المنطقة هي أنها تضع إحدى قدميها في الغرب، كما أن بعض التغييرات في الداخل التركي حصلت بسبب السعي للالتزام بالمعايير الأوروبية. لدينا حكومة فريدة من نوعها في تركيا الآن، ولدينا رئيس وزراء هو رجل الشعب ومسلم ملتزم، وهو رجل يعرف قيمة الجوار، خاصة الشرق الأوسط، كما أنه يعرف أيضا ويفهم أهمية الروابط التركية مع الغرب، ونحن محظوظون جدا لأن يكون هو رئيس وزرائنا. ولهذا هو يحظى بشعبية واسعة هنا، وأيضا في الشرق الأوسط. وقد قال لي أحد أصدقائي إنه (أردوغان) لو ترشح في أي بلد في الشرق الأوسط للرئاسة فسيفوز حتما.

* ماذا عن علاقتكم بإيران، هل تتعاونون معها في المنطقة وتتقاسمون النفوذ والأدوار؟ أم تتصارعون معها؟

- إيران جارتنا، و11 في المائة من الغاز الطبيعي نستورده منها، وحجم التبادل التجاري معها يقارب العشرة مليارات دولار سنويا الآن. لكن في العلاقات الدولية، هناك مناطق تتوافق فيها مع الآخر، وأخرى لا تتفق معه فيها. نحن نحث الإيرانيين الآن على أن لا يجعلوا من الهوية الشيعية، أو من الشيعة في العراق أولوية بالنسبة إليهم. نحن يهمنا أن يكون العراق مستقرا، وأن يتحول العراق إلى بلد طبيعي مع رحيل الأميركيين، فلا يصبح هناك عنف، أو صراعات. ليس مهما بالنسبة لنا ما إذا سيطر الشيعة أو السنة. وقد أوضحنا مؤخرا للإيرانيين أن الأولوية في العراق يجب أن تكون لقيام حكومة مستقرة. أعتقد أن هناك أطرافا في إيران لا تتفق معنا، لكن في الملف النووي مثلا، نحن نعتقد أن الجهود الدبلوماسية هي الأساس في هذا الملف. ويعود للقيادة الإيرانية الآن أن تقرر التعاون مع المجتمع الدولي أم لا، لكن المهم جدا بالنسبة لنا هو الاستقرار. تركيا لم تكن جزءا من عملية احتلال العراق، وجزء من مشروعيتنا في المنطقة، هو أننا رفضنا المشاركة في هذا الغزو. ومع إيران، تتعاطى تركيا بحذر في هذا الملف. وبالعودة إلى السؤال، أقول إن تركيا وإيران والمملكة العربية السعودية ومصر هي دول أساسية في المنطقة. ونحن لسنا في تنافس مع أي منها، كما أننا لسنا على اتفاق تام مع أي منها حول هذه القضايا، وهذا أمر طبيعي، فهذه منطقة معقدة جدا، وهناك كثير من اللاعبين فيها، فمن الطبيعي أن نتفق في قضايا، ولا نتفق في أخرى.

* حزب العدالة والتنمية متهم الآن بالسعي إلى تغيير وجه تركيا، فهل أنتم تحاولون تحويلها مجددا إلى بلد إسلامي؟ أنتم الآن تغيرون الدستور، وتبدون في بعض الأحيان كأنكم تريدون العودة إلى السلطة العثمانية؟

- ليس واردا لدينا خلق إمبراطورية عثمانية جديدة. لم نستعمل تعبير «العثمانية الجديدة» ولا نوافق عليها، ونعرف تماما كيف تنعكس في أذهان العرب، ولهذا نحن حساسون حيالها. نحن نمارس سياسية الجوار. نعيش في عالم انهارت فيه الإمبراطوريات، وتركيا ليست واقعة تحت وهم خلق الإمبراطوريات. ثانيا، لسنا نغير وجه تركيا، بل أعتقد أننا نجعل تركيا تصبح نفسها مجددا. تركيا كانت لوقت طويل بعيدة عن هويتها، وهي الآن تعيد اكتشاف هويتها وتعيد توازن مؤسساتها. لسنا وحدنا من قال إن البلاد تحتاج إلى دستور جديد، كل الأحزاب الأخرى طالبت به. هذا الدستور ناجم عن انقلاب عسكري حصل عام 1982، وهذا الدستور يضع الدولة في المقدمة، والشعب في الدرجة الثانية. ونحن كحركة ديمقراطية نريد أن نجعل الشعب أولا؛ أن يكون المركز وأن تكون الدولة في خدمته. ويصادف أن الشعب في هذه البلاد هو مسلم، وأن نجعل الشعب يعيش مع دولة تتناغم مع هوية شعبها، فهذا أمر طبيعي جدا. لكن لا ترتكبوا أية أخطاء، فتركيا جمهورية علمانية، لا حزب «العدالة» ولا غيره يريد تغيير الطبيعة العلمانية للدولة. نحن نعتقد أن النظام العلماني الحديث، لا ذلك النوع من العلمانية الذي فرضته الانقلابات العسكرية لعقود، هو النظام المثالي لتركيا.

البعض يترجم الاستفتاء الذي سيتم في 12 سبتمبر (أيلول) المقبل على أنه محاولة لتغيير النظام، هذا ليس صحيحا. نحن حزب مهيمن في الحياة السياسية، لدينا أغلبية برلمانية واضحة، ورئيس الوزراء والحزب (أردوغان) شخص محبوب جدا من الشعب، والرئيس شخص أتى من حزبنا. المشكلة هي أن المعارضة التركية، لا تزال غير قوية بما فيه الكفاية لإحداث توازن. ولهذا يحاول البعض أن يبرر عدم التوازن بتوجيه الاتهامات إلينا بالسعي لتغيير النظام وما إلى ذلك. لا نريد تغيير النظام، بل نحن سعداء جدا به. حزبنا ليس مهتما بتغيير النظام، لكننا نريد تعديل الدستور، وهذا حق ديمقراطي لنا.

* لكن يبدو أن هناك نوعا من الصراع بينكم وبين الجيش والمحكمة الدستورية للتقليل من نفوذهم في السياسة؟

- هذا صحيح. فنحن نؤمن بأن الناس غير المنتخبين يجب أن لا يسيطروا، بل أولئك الذين اختارهم الناس في صناديق الاقتراع. أنا أذهب إلى الانتخابات مرة كل 4 سنوات، وإذا لم يعجب الناس ما أقوم به، فهم لن يصوتوا لي. لكن إذا كان الجيش أو المحكمة الدستورية يريدون أن يقوموا بدور غير ذلك المحدد لهم في الدستور فعندها أختلف معهم، وهذا هو واقع الحال في تركيا اليوم. على المحكمة والجيش أن يقدرا أن البرلمان والحكومة هما القوة المسيطرة، وأعتقد أنهما يفهمان ذلك الآن. وتركيا الآن في طريقها لأن تصبح ديمقراطية طبيعية حيث الناس يقررون مصير الحكومة وكيفية إدارة البلاد، وليس مجرد جنرال لا يعرف اسمه الناس، بل رئيس الوزراء المنتخب من قبلهم، الذي إذا أخطأ يحاسب من الناس. تركيا اليوم تغيرت، وعندما سيكتب التاريخ، سيقول إن حزب العدالة أتى إلى السلطة وبعد 10 سنوات حول تركيا إلى ديمقراطية طبيعية.

* هل تتوقع «نعم» في الاستفتاء؟

- أجل بالتأكيد.

* بنسبة؟

- 57 في المائة على ما أعتقد. الحملة التي نقوم بها تسير جيدا، ورئيس الوزراء أردوغان يقدم الرسائل المناسبة في هذا المجال، وهو يتجول كل يوم في مدينة من أجل ذلك.