أنباء عن تورط رجل دين شيعي بالعمالة لإسرائيل بعد شهرين من توقيفه في دمشق

نجل المتهم لـ «الشرق الأوسط»: قضية والدي سياسية وتعود إلى مواقفه النقدية المحرجة لحزب الله

TT

بعد مضي قرابة الشهرين على توقيفه على الحدود اللبنانية - السورية في جديدة يابوس، أثناء توجهه وزوجته وشقيقه لأداء مناسك العمرة في المملكة العربية السعودية، وطرح الكثير من التساؤلات حول الغموض الذي اعترى عملية توقيفه من دون الإفصاح عن الأسباب، كشف مصدر أمني لبناني أمس عن أن توقيف إمام بلدة كفرصير الجنوبية الشيخ حسن مشيمش مرتبط بمعلومات «حول تورطه في العمالة لصالح إسرائيل».

وفي حين شكل الخبر صدمة لدى الأوساط الشيعية بشكل خاص في لبنان، نظرا للمكانة الدينية التي يتمتع بها مشيمش من جهة، وللحراك الذي يقوم به على الساحة الشيعية من خارج ثنائية حزب الله - حركة أمل، أفادت المعلومات الأمنية، وفق ما كشفه المصدر الأمني لوكالة الصحافة الفرنسية أمس بأن توقيفه في سورية جاء «استنادا إلى معطيات أرسلها (فرع المعلومات) في قوى الأمن الداخلي إلى السلطات السورية، تشير إلى تورطه في التعامل مع إسرائيل».

وأوضح المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، أن «السلطات السورية تحقق مع مشيمش كونه، كان يقوم بأنشطة التجسس في سورية وليس في لبنان»، مشيرا إلى أن «لبنان عرف بوجود مشيمش في سورية لدى استكمال الملف عنه فقرر إرسال المعلومات إلى دمشق».

ويأتي الإعلان غير الرسمي عن أسباب توقيف مشيمش، بعد سلسلة اتصالات وتحركات قامت بها عائلته والأصدقاء المقربون منه دون جدوى في الفترة السابقة. وكان أهالي بلدة كفرصير، التي يتحدر منها، أصدروا في الثامن عشر من يوليو (تموز) الماضي، بيانا ناشدوا فيه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري التدخل فورا وبصورة أكثر فاعلية في الحادثة.

ونفت العائلة في وقت لاحق أمس الخبر الذي نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، وأشار رضا مشيمش، نجل الشيخ الموقوف، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، إلى أنه «تبين بعد التواصل مع الصحافي الذي نشر الخبر أن كل المعلومات التي أشار إليها مبنية على تحليلات وليس على معطيات»، معتبرا أن «قضية والده مسيسة وليست أمنية». ولمح إلى مسؤولية مباشرة لحزب الله في الموضوع، بعد الإحراج الذي شعر به على خلفية الاتصالات التي تمت على أكثر من مستوى، في معرض الرد على المواقف «النقدية» التي كان يجاهر بها والده تجاه حزب الله. وكشف عن أن «اتصالات تمت على أرفع المستويات مع دمشق ولم يتبن أحد صحة هذه الادعاءات، في ظل غياب كامل لأي دليل مادي». ولفت إلى أن «العائلة لم تتبلغ أي جواب رسمي في الفترة الماضية من الجانب السوري»، معتبرا «بأننا نكذب على بعض إذا قلنا اليوم إن العلاقة بين لبنان وسورية علاقة من دولة إلى دولة، بل هي علاقة بين دولة وصاية ودولة».

ويتحدر مشيمش من عائلة جنوبية قدمت الكثير من الشهداء في صفوف حزب الله، وعلى الرغم من كونه من أوائل المناضلين في صفوف الحزب في بداية مشروعه، فإنه ابتعد عنه في وقت لاحق، وبات معروفا بآرائه النقدية وملاحظاته على أداء حزب الله. ولم يتردد في التعبير عن آرائه النقدية هذه، من خلال موقعه الديني بصفته إمام بلدة كفرصير، ومن خلال حراكه السياسي داخل «اللقاء العلمائي المستقل» الذي يضم مجموعة من رجال الدين الشيعة غير المنضوين في صفوف حزب الله أو حركة أمل برئاسة الشيخ أحمد طالب.

وسبق للعائلة أن توسطت عبر الشيخ طالب لدى الرئيس بري، بحكم العلاقة القائمة بين الطرفين، للاستفسار عن سبب توقيف مشيمش، وجاء الجواب، وفق ما نقلته إحدى المجلات المناطقية في الجنوب عن أفراد من العائلة منذ أيام: «لا شيء واضحا حول التهمة». كما لم تجد نفعا كل الاتصالات السابقة مع مسؤولين وقياديين في حزب الله تربطهم علاقة جيدة بمشيمش في كشف أي معلومات، وربطت بعض المقالات الصحافية بين الغموض الذي أحاط عملية توقيفه ومواقفه «اللاذعة» أحيانا تجاه حزب الله، مستغربة حصول مثل هذا الأمر في وقت عادت فيه العلاقات بين لبنان وسورية إلى سابق عهدها.