الحكومة الإسبانية تعتبر وقف إطلاق النار الذي أعلنته إيتا «غير كاف»

الأحزاب المعارضة ترفضه وتقول إن معدل مصداقية المنظمة يبلغ «صفرا»

TT

رفضت الحكومة الإسبانية والأحزاب السياسية المعارضة الرئيسية وقف إطلاق النار الذي أعلنته حركة إيتا الانفصالية المسلحة في إقليم الباسك ووصفوه بأنه غير كاف، مصرين على أنه يتعين على إيتا أن تتخلى عن سلاحها بصورة تامة.

وأعلن وزير الداخلية الإسباني ألفريدو بيريز روبالكابا، أمس، أن وقف إطلاق النار الذي أعلنته منظمة إيتا الباسكية الانفصالية أول من أمس «غير كاف»، مطالبا إياها بـ«نبذ العنف بشكل كامل ونهائي».

وقال الوزير للتلفزيون الرسمي «تي في إي» إن «هذا البيان بعيد جدا» عن نبذ العنف بشكل كامل ونهائي، الشرط الذي وضعته الحكومة الإسبانية لإيتا وذراعها السياسية حركة باتاسونا. وأضاف أن «وزارة الداخلية لن تغير أبدا سياستها في مكافحة الإرهاب» التي تنتهجها ضد المنظمة الانفصالية المسلحة. وأرجع وزير البنية التحتية خوسيه بلانكو إعلان وقف إطلاق النار إلى ضغط الشرطة والقضاء الذي أضعف إيتا. وقال خوسيه أنطونيو ألونسو، المتحدث باسم الحزب الاشتراكي، الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء خوسيه لويس ثاباتيرو، إن هذه الهدنة ربما تمثل خطوة تكتيكية قبل انتخابات البلديات عام 2011.

وقد دعا حزب «باتاسونا» الجناح السياسي لحركة إيتا إلى وقف إطلاق النار، أملا أن تؤدي تلك الخطوة إلى إقناع المحاكم الإسبانية برفع الحظر المفروض على أنشطة الحزب منذ عام 2003، مما يمنعه من الترشح في الانتخابات.

وقال ألونسو إن معدل مصداقية إيتا يبلغ «صفر»، وذلك بعدما خرقت الحركة وقف إطلاق النار السابق الذي امتد لمدة تسعة أشهر بعدما قامت بتفجير سيارة، مما أسفر عن مقتل شخصين من الإكوادور في مطار مدريد في ديسمبر (كانون الأول) 2006.

ومن جهته، اعتبر زعيم الجناح الباسكي في الحزب الشعبي أنطونيو باساغيتي أن الأمر يتعلق بـ«حركة تكتيكية» من جانب المجموعة السرية.

وعبرت الصحافة الإسبانية من جهتها أيضا عن انتقادات حيال هذه الهدنة. واعتبرت صحيفة «أيه بي سي» المحافظة «أن إيتا تعرض هدنة مخادعة لكي تدخل الانتخابات البلدية» في 2011، بينما أشارت الصحيفة المرجعية «إل بييس» (يسار الوسط) إلى «المأزق» الذي تجد المجموعة السرية نفسها فيه. وحتى خلال محاولات المفاوضات السابقة، رفضت الحكومات الإسبانية مناقشة مطلب حركة إيتا الرئيسي وهو إقامة دولة باسك مستقلة في شمال إسبانيا وجنوب فرنسا.

ويصنف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية حركة إيتا ضمن المنظمات الإرهابية.

وأعلنت ايتا، التي تحملها مدريد مسؤولية مقتل 829 شخصا على مدى نحو نصف قرن من العمل المسلح لنيل استقلال إقليم الباسك، في شريط فيديو الأحد وقف إطلاق النار بعد عام لم تنفذ فيه أي هجوم وتعرض خلاله الكثير من عناصرها وقادتها للاعتقال. ولم توضح المنظمة ما إذا كان وقف إطلاق النار هذا دائما أو مؤقتا.