نتنياهو يدرس لقاء عباس في أريحا قبل نهاية سبتمبر ومحاولة لإنهاء مشكلة الاستيطان بتجميده من دون إعلان

أوباما متفائل.. وفي إسرائيل يتحدثون عن اتفاق سلام يطبق خلال 30 سنة

TT

في تهنئة للشعب الإسرائيلي ويهود العالم بمناسبة رأس السنة العبرية، أعرب الرئيس الأميركي، باراك أوباما، عن تفاؤله إزاء إمكانية تحقيق طموحات الشعبين، الفلسطيني والإسرائيلي، في الشرق الأوسط لتحقيق السلام في فترة قريبة. وأكد أن لقاء شرم الشيخ، بين الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يوم الثلاثاء المقبل، هو دليل على جدية المفاوضين. ولكن أوساطا مقربة من نتنياهو، كشفت في تل أبيب أنه ينوي عرض اقتراح بالتوصل إلى اتفاق سلام خلال سنة، على أن يتم تطبيقه بالتدريج في فترة تصل إلى 30 سنة. وهو الاقتراح الذي أثار غضبا عارما لدى الفلسطينيين واعتبروه مماطلة مقصودة تؤكد أن الرجل بعيد جدا عن متطلبات عملية السلام.

وقالت هذه الأوساط لمحرر صحيفة «إسرائيل اليوم» المقربة من نتنياهو، إن الاتفاقية التي يرجى الوصول إليها خلال المفاوضات، هي اتفاقية إطار شبيهة باتفاقية الإطار التي كان قد وقعها الرئيس المصري السابق، أنور السادات، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، مناحيم بيغن، في كامب ديفيد، وكانت أساسا للسلام الإسرائيلي - المصري. وأوضحت أن نتنياهو اقتنع بما قاله الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن) له، بأن عليهما التوصل إلى اتفاق سلام دائم خلال السنة المقبلة، وليس اتفاقا مؤقتا أو مرحليا. ولكنه في الوقت نفسه، يحاول إقناع عباس بأن الاتفاق يحتاج إلى سنين طويلة حتى يتم تطبيقه بنجاح، وذلك لأن الشعبين يحتاجان إلى فترة جدية لتغيير توجههما العدائي كل إلى الآخر ولتثبيت هذا السلام.

وأضاف نتنياهو أن الوضع الفلسطيني الداخلي أيضا لا يتيح تطبيق اتفاقية سلام حاليا، حيث إن التمزق ما بين غزة والضفة من جهة وإصرار حركة حماس على الانسجام مع الأجندة الإيرانية من جهة ثانية، يتسببان في توتر دائم ويهددان بتفجير الأوضاع الأمنية. وهناك حاجة إلى تجربة التسوية على الأرض، خطوة خطوة. وعنصر الوقت عامل حاسم في حل الكثير من المشكلات على طريق تطبيق السلام.

وإزاء الاستنكار الفلسطيني الغاضب لهذه الفكرة والقول إن نتنياهو يثبت من جديد أنه يضيع الوقت ويضلل الرئيس الأميركي والعالم بأسره، قال نتنياهو وفقا للصحيفة المذكورة: «نحن معنيون بالسلام ونثبت ذلك يوميا، ولكن ليس بأي ثمن. فهنالك عقبات كثيرة على الطريق وآمل أن لا يزيد الفلسطينيون عليها عقبات جديدة».

وأطلق تصريحات شبيهة نائب رئيس الوزراء وزير الشؤون الاستراتيجية، موشيه يعلون، فقال خلال خطاب أمام نشطاء حزبه (الليكود): «نعم للأمل ولا للأوهام». وأضاف أن «الحرب علمتنا أن نفتح أعيننا وننظر باستقامة إلى الواقع لا أن نتعلق بالأوهام».

وكانت مصادر إسرائيلية قد ذكرت، أمس، أن التصريحات المتشائمة لا تعبر عن الصورة الحقيقية للعلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين. وأضافت أن هناك اقتراحا يتبلور حاليا خلال الاتصالات الجارية بين الطرفين لحل مشكلة البناء الاستيطاني. وأنه حسب هذا الاتفاق تواصل إسرائيل تجميد البناء الاستيطاني ولكن من دون قرار رسمي، وذلك بواسطة الامتناع عن إصدار تصاريح بناء جديدة. ويعني ذلك أن المستوطنين يستطيعون استئناف البناء في المشاريع التي توجد فيها تصاريح ولكنها جمدت، بينما وزارة الدفاع تراقب هذا البناء وتمنع أي تجاوزات فيه. وفي هذه الحالة سيصطدم نتنياهو مع المستوطنين، ولكنه سيرد عليهم بالقول إن هناك بناء واسعا. وسيصطدم مع الفلسطينيين فيرد قائلا إنه لا يصدر تصاريح بناء.

والجدير بالذكر أن اللقاء الثاني بين نتنياهو وعباس، سيلتئم يوم الثلاثاء المقبل في شرم الشيخ بمصر، تحت إشراف الرئيس حسني مبارك وبمشاركة وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، ومبعوث السلام، جورج ميتشل. وستستمر المحادثات في اليوم التالي في القدس، التي لم يزرها عباس منذ نحو سنتين. وحسب صحيفة «معاريف»، أمس، فإن نتنياهو سيرد هذه الزيارة بالتوجه إلى أريحا لإجراء اللقاء الثالث مع الرئيس عباس، قبل أن ينتهي موعد تجميد البناء الاستيطاني في نهاية هذا الشهر. وقالت الصحيفة إن الحديث عن هذه الزيارة قد بدأ بين الطرفين. ووصفتها بأنها ستكون زيارة تاريخية، لأنها المرة الأولى التي سيزور فيها رئيس حكومة من حزب الليكود بلدة فلسطينية خاضعة للسلطة الوطنية بالكامل، علما بأن إيهود أولمرت زار أريحا بعد أن كان انشق عن الليكود وأقام مع أرئيل شارون وشيمعون بيريس حزب «كديما».

وأكدت أوساط إعلامية مقربة من نتنياهو أن هذه النشاطات لا تأتي صدفة، إنما هي تدل على تقدم ما في العلاقات. وأضافت أن الفلسطينيين لا يتحدثون عنها بعد، لأنهم ما زالوا يشككون في حقيقة نوايا نتنياهو. ولا يصدقون أنه يفتش عن سبيل للتوصل إلى اتفاق، بل يحاول فقط نشر فقاعات في الهواء.