عرمان يدعو البشير لتغيير سياساته: مشاكل السودان تحل في الخرطوم.. وليس نيويورك

الحركة الشعبية تقر بفشل اجتماع مؤسسة الرئاسة الأخير حول ترتيبات الاستفتاء في الجنوب

TT

أقرت الحركة الشعبية الحاكمة في جنوب السودان، بفشل اجتماع مؤسسة الرئاسة السودانية بمشاركة الرئيس السوداني عمر البشير ونائبيه سلفا كير ميارديت وعلي عثمان محمد طه الذي انعقد أخيرا بهدف حل القضايا العالقة بين شريكي الحكم بالبلاد، حول ترتيبات استفتاء الجنوب، ودعت حزب المؤتمر الوطني إلى تقديم عرض دستوري جديد يتضمن تغييرا في سياسات الخرطوم.

وحمل نائب الأمين العام للحركة الشعبية عضو مكتبها السياسي ياسر عرمان في تصريحات صحافية المؤتمر الوطني بزعامة الرئيس البشير مسؤولية عدم التقدم في الملفات العالقة إلى الأمام، مطالبا بضرورة الوصول إلى خارطة طريق واسعة في المرحلة القادمة بشأن الاستفتاء تؤدي بالسودان إلى سلام دائم، مشددا على أن قضايا البلاد في حالة عدم حلها بالداخل فإنها لن تحل في نيويورك أو واشنطن، في إشارة للاجتماع المزمع عقده بين نائبي الرئيس السوداني سلفا كير ميارديت وعلي عثمان محمد طه في نيويورك بدعوة من الإدارة الأميركية لمناقشة القضايا العالقة في الاستفتاء وتنفيذ اتفاقية السلام الشامل، مقللا من الاجتماع في نيويورك، وقال إن القضايا العالقة يمكن التوصل إلى حلول فيها بالخرطوم.

وقال عرمان إن المؤتمر الوطني لا يزال يشتري الوقت، معتبرا أن الإرادة السياسية غير واضحة حتى الآن، وقال «يجب أن نذهب للاستفتاء وتحقيق السلام الدائم»، مشيرا إلى أن القضايا العالقة بالإمكان حلها خلال شهر واحد سواء كانت من ناحية الدعم المالي لمفوضية استفتاء الجنوب أو القضايا الفنية، وأضاف «الغائب الآن هي الإرادة السياسية التي لا يمكن علاجها بالزمن»، قاطعا الطريق أمام الحديث عن بدائل للاستفتاء، وقال «قانون الاستفتاء لم يتجاوزه الزمن وإنما شراء الوقت تجاوزه الزمن»، وأضاف «إذا أراد المؤتمر الوطني الوحدة عليه تقديم عرض دستوري جديد»، وقال إن الانفصال إذا حدث فيجب أن تكون العلاقة بين الشمال والجنوب علاقة تعاون واسع ومشترك»، وقال إن العرض الدستوري الجديد يكمن في تغيير سياسات الخرطوم وأن يقدم المؤتمر الوطني عرضا جديدا في السلطة والثروة.

وأضاف عرمان أن البدائل أمام الحركة كثيرة في حال فشل الاستفتاء، من ضمنها أن الحكومة الاتحادية الحالية ستفقد الشرعية في يوليو (تموز) القادم، وتابع «يمكن أن تقوم القوى السياسية في الشمال والجنوب بتقديم بديل جديد»، غير أنه عاد وقال «يجب أن ننفذ اتفاقية السلام الشامل وتلك مرحلة لم نصل إليها بعد»، مشددا على أن الفترة المتبقية كافية لإجراء الاستفتاء، مشيرا إلى أنه لا يمكن الحديث عن تعطيل أو زيادة للزمن ما دامت المفوضية نفسها أكدت على أن الوقت المتبقي كاف.

في سياق آخر أجرى عرمان لقاء مع رئيس المجلس الوطني في جنوب أفريقيا القيادية في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي فاليكا بيتي. وأبلغ عرمان الصحافيين بأن الاجتماع تناول ضرورة إجراء استفتاء جنوب السودان في موعده المحدد واحترام نتائجه، بالإضافة إلى أن يكون حرا ونزيها وشفافا، مشيرا إلى أن الاجتماع ناقش قضايا التحول الديمقراطي وحل قضية دارفور. وقال إن السودان قبل وبعد الاستفتاء يجب أن يتجه إلى سلام دائم، وأضاف أن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي من أهم الأحزاب في القارة السمراء، مشيدا بنضالاته من أجل الحريات وكرامة الإنسان.

ومن جانبها قالت بيتي بأنها اطلعت على التحضيرات التي تمت والتي تجري قبل إجراء الاستفتاء مطلع العام المقبل، مؤكدة اهتمام بلادها بالتحضيرات والسعي للاستفتاء في يناير (كانون الثاني) المقبل. وشددت على ضرورة أن يتم الاستفتاء بنزاهة وحرية وتقبل نتائجه. وقالت إن اجتماعها مع عرمان كان مهما لحرصها على الالتقاء بقيادي من الحركة الشعبية يمثل شمال السودان له تطلعاته وآرؤه التي تتعلق بالعمل لإجراء استفتاء الجنوب والخروج بنتيجة ترضي شعب جنوب السودان. وأضافت أن حزبها مهتم بالوحدة ولكن يجب أن تقوم على التنوع الثقافي والديني والسياسي.