احتفل المسلمون أمس على امتداد العالمين، العربي والإسلامي، وفي مناطق أخرى بعيد الفطر المبارك الذي تزامن هذا العام مع ذكرى هجمات سبتمبر (أيلول) التي ضربت الولايات المتحدة، وسط دعوات من مسيحيين متطرفين لحرق القرآن الكريم، كتعبير عن المخاوف من «أسلمة» المجتمعات الغربية. وعلى الرغم من الأزمات التي تشكو منها دول عربية ومسلمة، كفلسطين والعراق ولبنان والسودان والصومال وغيرها، فإن المسلمين احتفلوا بعيد الفطر في أجواء من الفرحة والبهجة قد لا تكرر كثيرا على مدار السنة. وشارك مئات الآلاف من المسلمين في تأدية صلاة عيد الفطر المبارك في المسجد الحرام بمكة المكرمة. وهنأ الرئيس الأميركي، باراك أوباما، وزوجته، ميشيل أوباما، المسلمين داخل الولايات المتحدة وحول العالم بمناسبة حلول عيد الفطر. وذكر أوباما في بيان صدر عن البيت الأبيض أن عيد الفطر يمثل مناسبة بارزة لإبراز أهمية أعمال الخير والتعاون والمؤاخاة، كما يعكس السماحة الدينية، ويؤكد على الدور الذي يقوم به ممثلو الديانات المختلفة، ومنها الجالية المسلمة، في بناء الولايات المتحدة.
وشهدت صلاة عيد الفطر المبارك هذا العام أكبر تجمع للمهاجرين المسلمين في اليونان، ويعتبر الأول من نوعه، وجاء هذا التجمع بدعوة من رابطة المسلمين في اليونان، التي تقدمت بطلب إلى محافظة أثينا بتخصيص ميدان كوتزيا المواجه لمبنى المحافظة وسط أثينا، لصلاة عيد الفطر من الساعة السابعة والنصف صباحا، حتى التاسعة والنصف بالتوقيت المحلي. ولأول مرة يتم الموافقة على مثل هذا الطلب، حيث لبت المحافظة طلب المسلمين الذين يرغبون في أداء صلاة العيد في الخلاء، وتواجد في الصلاة نائب عمدة أثينا، وكثير من المسؤولين، وقوات الشرطة التي وفرت الأمن والطمأنينة للمصلين، كما أغلقت شرطة المرور الطرق المحيطة بمكان الصلاة، وأم الصلاة الشيخ حسن عرفة، مبعوث وزارة الأوقاف المصرية. كما نقل التلفزيون اليوناني صورا حية ولقطات مباشرة من الصلاة والاحتفال بالعيد، وأقام بقية المهاجرين المسلمين باليونان صلاة العيد في الزوايا والمساجد الصغيرة، وكان أكبر تجمع في المركز اليوناني الإسلامي للثقافة والحضارة بضاحية موسخاتو غرب أثينا, وقد لبى عدد كبير من أبناء الجالية المصرية والمسلمة المقيمين باليونان الدعوة، في جو أسري تسوده الفرحة والابتسامة. وعلقت الحكومة اليونانية مرارا الخطط الخاصة بإقامة مسجد ومدفن للمسلمين.