الشرطة الأميركية تمنع إحراق مصاحف في فلوريدا

التوتر مستمر بعد يوم من ذكرى الهجمات

الشيخ محمد شحاتة من أئمة فلوريدا يصافح الحاخام ألبرت جابي قبل عقد مؤتمر عن التسامح الديني حضره عدد من القيادات الدينية من الديانات الثلاث أول من أمس (أ.ب)
TT

على الرغم من أن القس الأميركي تيري جونز، الذي كان هدد بحرق المصحف الشريف، غير رأيه، فإن رجلا حاول إحراق مصحف أمام كنيسته الصغيرة في غينزفيل (ولاية فلوريدا)، لكن سارعت الشرطة واعتقلته.

وقال لوك جونز، نيابة عن والده القسيس: «حتى لو اضطررنا للإلغاء، لا بأس، كانت مبادرة جيدة جدا لأن الناس في الولايات المتحدة يخافون من الإسلام».

وتظل الكنيسة مركز مظاهرات مؤيدة ومعارضة. وأمس، كانت الملصقات الحمراء التي تقول «الإسلام من الشيطان» لا تزال معلقة أمام كنيسة «دوف وورد أوتريتش» (كنيسة الحمامة للتقارب العالمي). لكن، أزيلت لافتة كبيرة عن إحراق المصحف.

ونقل تلفزيون «إن بي سي» مقابلة في نيويورك مع جونز قال فيها: «لن نحرق مصاحف. ليس اليوم ولا في أي وقت آخر».

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية من غينزفيل أنه، للمحافظة على الأمن، حاصرت الشرطة الكنيسة. ونشرت أعدادا كبيرة من عناصرها في الشوارع. ودققت مع كل سائقي السيارات قبل دخولها المنطقة. وأنه، عصر السبت، حاول رجل إحراق مصحف لكن الشرطة سحبته منه. وقال الرجل، سيباستيان باغبي، من أتلانتا (ولاية جورجيا): «أردت أن أظهر تأييدي لهذه الكنيسة وأقوم بإحراق مصحف رمزيا».

وتجمع ناشطون من مؤيدي ومعارضي إحراق المصحف في الشوارع القريبة من الكنيسة.

ومنعت الشرطة دخول سيارة عليها صورة الهجوم على مركز التجارة العالمي في نيويورك، وعبارة «في هذه الذكرى.. احرقوا مصحفا». ورفع متظاهرون لافتات كتبت عليها عبارات مثل: «لا لبناء مسجد في مكان الهجوم» و«أقيلوا أوباما».

وقال رجل إنه صديق للقسيس جونز وهو يحمل علمين أميركيين: «جئت لدعم هذه الكنيسة ولإدانة الإرهاب الإسلامي». وقال آخر: «انظروا إلى رمز المسيحية.. لقد تحطم». وكان يشير إلى الصليب الكبير على مبنى الكنيسة الذي تضاء أنواره ليلا التي تحطمت بعدما رماها شخص بحجارة.

وفي نيويورك، بعد يوم من مظاهرات ذكرى الهجوم، سألت وكالة الصحافة الفرنسية: «الموضوع المباشر الآن هو هل يمكن بناء مركز ثقافي إسلامي في مكان قريب من موقع الهجوم؟ لكن السؤال الأكبر الذي يقسم الولايات المتحدة بعمق هو كيف يمكن التعايش مع المسلمين وحتى مع الأميركيين المسلمين».

وكانت هناك مظاهرات أول من أمس غلب عليها الطابع العدواني ضد الإسلام، وضد الرئيس باراك أوباما الذي كان قال، في اليوم نفسه، إنه لا يمكن تحميل الإسلام كدين مسؤولية الهجوم. وصفق ألفا شخص عندما قال الخطباء إن المركز الإسلامي هو غطاء لخطة لإسلاميين جهاديين يريدون غزو الولايات المتحدة وإقامة نصب لتكريم إرهابيين. وتمثل اليمين البريطاني المتطرف في مظاهرة لأعضاء من رابطة الدفاع الإنجليزية انضموا إلى زملاء أميركيين. وقال النائب الهولندي المعادي للهجرة خيرت فيلدرز: «ارسموا خطا حتى لا تصبح نيويورك مكة جديدة».

وعلى مسافة قريبة، كان أكثر من ألف متظاهر يؤيدون بناء المركز الإسلامي. وفصلت الشرطة بين المجموعتين. وردد مؤيدو بناء المركز هتافات «عنصريون، اخرجوا من نيويورك». وفي واحدة من المواجهات، اقترب رجل ضخم من آخر على دراجة يحمل لافتة تؤيد بناء المركز الإسلامي، وقال: «ما الفائدة من بناء مسجد.. سنتمكن من إحراقه». وأثارت امرأة تمثلت شكل تمثال الحرية غضب رجل من معارضي المشروع، وقالت له: «كمسيحية أؤمن بحرية الديانات».

وأكد شاب من مؤيدي مشروع بناء المركز الإسلامي وهو يهتف وسط حشد من المعارضين وقد وضع قبعة كتب عليها «تشي غيفارا» (مناضل من بوليفيا): «إنهم يكرهون أوباما (لأنه أول رئيس أسود لنا)».

وقال مراقبون في واشنطن إن استطلاعات الرأي الأخيرة أوضحت أن أغلبية كبيرة وسط الأميركيين تعارض بناء المركز الإسلامي في مكانه الحالي، وإن هذا يوضح أن أغلبية الأميركيين لا تزال تربط بين الإسلام والإرهابيين الذين نفذوا الهجوم قبل تسع سنوات.

وأشار المراقبون إلى أن الرئيس أوباما أكد مرات كثيرة الحق الدستوري لكل المجموعات الدينية في إقامة دور للعبادة في أي مكان تريد. ويوم السبت، أكد في خطابه بمناسبة ذكرى الهجوم أن أميركا ليست في حرب ضد الإسلام، بل ضد «القاعدة». ودعا الأميركيين إلى عدم الاستسلام «للكراهية». وقال: «كما ندين التعصب والتطرف في الخارج سنبقى أوفياء لتقاليدنا هنا كأمة متنوعة ومتسامحة».

إلى ذلك، قال مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية في واشنطن (كير) أمس إن مصحفا محروقا وجد في مسجد في ساوثفيلد (ولاية ميتشغان)، حيث تعيش جالية عربية وإسلامية كبيرة، وإن مجهولين هجموا على المسجد بالليل، وأحرقوا مصحفا، وشتتوا أوراق آخر، وتبرزوا على مصحف. وقال المركز إن المسؤولين عن المسجد استدعوا الشرطة.