رئيس سابق للموساد يحذر من تأثير قيم إسلامية تشربها أوباما في صباه على العلاقات مع إسرائيل

اتهم حكومة نتنياهو بالانشغال بالسياسة الحزبية التنظيمية وليس بسياسة الدولة

TT

حذر رئيس سابق لجهاز الموساد من تأثير القيم الإسلامية التي اكتسبها الرئيس الأميركي باراك أوباما في صباه على العلاقات الأميركية - الإسرائيلية. وقال شبتاي شفيط، رئيس المخابرات الإسرائيلية الخارجية (الموساد) الأسبق، في محاضرة ألقاها أمام المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب: «يجلس في البيت الأبيض للمرة الأولى رئيس لم يجعله مسار حياته منذ ولادته يلتقي مع القيم اليهودية، والتضامن الطبيعي في عقله الباطني هو مع السود في الولايات المتحدة وروايتهم التاريخية. وينبغي أن نتذكر أن هذا الرئيس احتك في صباه واكتسب قيما إسلامية».

وادعى شفيط أن حلم الرئيس أوباما هو أن يكون الرئيس الأميركي الذي يتوصل في عهده إلى تفاهم مع الأمة الإسلامية، «وفي الطريق لتحقيق هذا الحلم توجد عقبات كثيرة إحداها هي إسرائيل، وإذا أردنا اقتباس المقربين من الرئيس فإنا سنسمع أن إسرائيل هي حجر العثرة أمام الرئيس».

وقال رئيس الموساد الأسبق إنه «ولأول مرة منذ قيام دولة إسرائيل وعهد الرئيس الأميركي هاري ترومان، يتم تفريغ التضامن بين الولايات المتحدة وإسرائيل من مضامينه»، مشيرا إلى أن «هذا التضامن كان يستند إلى مجموعة القيم اليهودية المسيحية، وحل محله تضامن آخر مسيحي إسلامي».

وهاجم شفيط بغضب نية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعيين لواء في الجيش، لم ينجح في تولي منصب رئيس هيئة الأركان، في منصب رئيس الموساد. وأضاف أن «تحويل منصب رئيس الموساد إلى جائزة ترضية استهتار لا مثيل له ولا يمكن أن يتحمله العقل، وهذه خدعة وتحايل، وتخيلوا أي رسالة تبثها خدعة كهذه لآلاف العاملين في الموساد». وشدد شفيط على أن رئيس الموساد «يجب أن يأتي من داخل الموساد مع جواز سفر أجنبي في جيبه وليس مع منظار دبابة بين عينيه ولا لواء يتم إنزاله من الجيش الإسرائيلي». وانتقد شفيط بشدة حكومة نتنياهو، مشيرا إلى أنها منشغلة بالسياسة الحزبية التنظيمية وليس بسياسة الدولة، واسم اللعبة هو صراع البقاء والغاية تبرر الوسيلة. وقال إنه «عندما يقف العالم كله ضدك فعليك أن تغير الأسطوانة، وتوقف عن كونك محقا وابدأ في التصرف بحكمة»، في إشارة إلى العزلة السياسية التي تواجهها إسرائيل في العالم بسبب تصلب مواقفها بشأن عملية السلام مع الفلسطينيين.

وحث شفيط على تغيير تركيبة التحالف الحكومي بحيث يتم ضم حزب «كديما» المعارض برئاسة تسيبي ليفني وإخراج حزب شاس الذي يرفض الدخول في مفاوضات مع الفلسطينيين مقابل تجميد البناء في المستوطنات.

إلى ذلك، دعا شفيط وخليفته في المنصب داني ياتوم الولايات المتحدة إلى قيادة تحرك دولي لضرب المنشآت النووية الإيرانية. وقال ياتوم في محاضرة أمام المؤتمر: «لا أريد أن أكون ضمن تجارب الإيرانيين، وجولة العقوبات الحالية لا تؤثر ولن توقف، فعلى العالم أن يتدارك الأمر ويتوصل إلى استنتاج مفاده أنه يجب مهاجمة قسم من المنشآت النووية الإيرانية». وأضاف: «صحيح أن جزءا من المنشآت منتشر في مواقع كثيرة وبعضها مدفون عميقا في باطن الأرض، لكن صحيح أيضا أنه عندما يتم تجنيد قدرات أسلحة الجو في العالم بقيادة الأميركيين فإن ثمة إمكانية للتسبب في إرجاء التهديد الإيراني لسنوات طويلة إن لم تتم إزالته».