إطلاق المعتقلة الأميركية من سجن «أيوين» الإيراني بعد تقارير بدفع نصف مليون دولار

أوباما وكلينتون يشيدان بالدور العماني والسويسري

TT

بعد 410 أيام من اعتقالها، تم إطلاق الأميركية سارة شورد من السجن في إيران في عملية لم تكشف كل تفاصيلها في الساعات الأولى من إطلاقها. وكان من المرتقب إطلاق شورد يوم السبت الماضي إلا أنه تم تأجيل الإفراج عنها حتى يوم أمس، لتغادر طهران مباشرة، بعدما كانت معتقلة فيها منذ 31 يوليو (تموز) 2009.

ولعبت سلطنة عمان دورا مهما في ضمان إطلاق شورد، كما من المتوقع أن تواصل مسقط دور الوساطة خلال الفترة المقبلة لضمان إطلاق رفيقيها اللذين اعتقلا معها، شاين باور وجوش فاتال. وأفادت قناة «برس تي في» التلفزيونية الإيرانية بأن كفالة بقيمة 500 ألف دولار دفعت لإطلاق شورد، وجاءت عبر بنك «ميلت» في عمان. وعبر الرئيس الأميركي باراك أوباما عن امتنانه للدور العماني، بالإضافة إلى الجهود السويسرية لضمان إطلاق شورد. وقال أوباما في بيان إن «كل الأميركيين يشاركون والدتها الشجاعة وعائلتها في الاحتفال بعودتها إلى الوطن التي طال انتظارها». وأضاف «نحن ممتنون للسويسريين وسلطنة عمان وغيرهم من الأصدقاء والحلفاء حول العالم الذين عملوا جاهدين وبطريقة تثير الإعجاب خلال الأشهر الماضية». وعبرت وزيرة الخارجية الأميركية عن الشعور نفسه، قائلة «أقدر جهود كل الذين عملوا لإطلاقها، وبشكل خاص البعثة السويسرية في طهران والحكومة العمانية والكثير من القادة حول العالم الذين أثاروا هذه القضية وقضية معتقلين أو مفقودين أميركيين آخرين».

وبينما عبرت الإدارة الأميركية عن سعادتها لإطلاق شورد، إلا أن مصير باور وفاتال ما زال غامضا. وقال أوباما «بينما أطلقت سارة، فإن شاين باور وجوش فاتال ما زالا سجينين في إيران مع أنهما لم يرتكبا أي جريمة»، مضيفا «نبقى على أمل أن تظهر إيران الرحمة مجددا بضمان عودة شاين وجوش وكل المعتقلين أو المفقودين الأميركيين» في إشارة إلى العميل السابق في مكتب المباحث الفيدرالية (إف بي آي) روبرت ليفنسون الذي اختفى خلال زيارة جزيرة كيش الإيرانية قبل أكثر من عامين.

وأعلنت النيابة الإيرانية على موقعها الإلكتروني الإعلان عن «تسليم سارة شورد إلى المسؤولين في السفارة السويسرية في إيران، التي تمثل المصالح الأميركية بعد الإفراج عنها من السجن». وأضافت النيابة أن «المحقق في القضية أبلغ المدعين في طهران بشأن ضمانة مصرفية خاصة بالكفالة. وبعد موافقة المدعي أصدر أمرا بالإفراج عنها». وأكد مسعود شافعي محامي شورد كذلك الإفراج عنها. ونقلت وكالة «إسنا» الإيرانية للأنباء عن شافعي قوله «لقد تم الإفراج للتو عن موكلتي من سجن أيوين»، مضيفا «لا شيء يحول دون مغادرة موكلتي البلاد». وأوضح الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، بي جي كراولي، أن السفارة السويسرية، الراعية للمصالح الأميركية في إيران، عملت على التواصل مع السلطات الإيرانية لمعرفة مصير شورد خلال الأيام الثلاثة الماضية بعد أن تضاربت المعلومات حول قرب إطلاقها. وحتى مساء أول من أمس كانت الأمور «غير واضحة»، بحسب كراولي.

وبينما أفادت قناة «برس تي في» الإخبارية الإيرانية بأن فدية بقيمة 500 ألف دولار دفعت لإطلاق شورد، أكدت ناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» أن «الحكومة الأميركية لم تدفع أي أموال». وأكدت الناطقة أن السلطات الأميركية تواصل عملها لضمان الإفراج عن المعتقلين الآخرين، باور وفاتال، وعمرهما 28 عاما، وتم اعتقالهما مع شورد قبل أكثر من عام. ومن المتوقع أن تواصل عمان دور الوساطة في السعي لإطلاقهما.

ويذكر أن عائلات شورد وفاتال وباور، وخاصة أمهاتهم، بقوا مترابطين خلال هذه الفترة وعملوا معا لإطلاق سراحهم. وفي بيان حصلت «الشرق الأوسط» نسخة منه أمس، قالت عائلات شورد وفاتال وباور «كلنا نشعر بالارتياح والسعادة بأنه تم إطلاق سارة، ولكن ينكسر قلبنا بسبب إبقاء شاين وجوش محرومين من حريتهما من دون سبب عادل». وأضافت العائلات «نحيي السلطات الإيرانية لإظهار الرحمة في قضية سارة ونطالبهم مجددا بأن يفعلوا الأمر الصحيح ويطلقوا شاين وجوش فورا».