البحرية الإسرائيلية تسيطر على سفينة يهودية متجهة إلى غزة وتعتقل ركابها

مصادر إسرائيلية لمحت إلى وقوف تركيا وراء الرحلة

نشطاء من اليسار الإسرائيلي يرفعون شعارات «الحرية لغزة» خلال مظاهرة بأسدود جنوب إسرائيل أمس (أ.ب)
TT

سيطر الجيش الإسرائيلي، أمس، على سفينة صغيرة تحمل اسم «إيرين» في مياه البحر المتوسط، وكانت تقل متضامنين يهودا كانوا في طريقهم إلى قطاع غزة، يحملون أدوية وألعاب أطفال وبعض المساعدات الإنسانية.

وقام الجيش الإسرائيلي بتوجيه تحذير للسفينة التي تحمل تسعة نشطاء من إسرائيل وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة، من مغبة الاستمرار في السير نحو القطاع، ومن ثم سيطرت البحرية الإسرائيلية على السفينة من دون عنف، واقتادتها إلى ميناء أسدود.

وقال بيان عسكري إسرائيلي إنه جرت السيطرة على طوف يرفع علم بريطانيا ويحمل اسم «إيرين» داخل المنطقة التي تعتبرها إسرائيل المياه الإقليمية لغزة والتي تمتد عشرين ميلا بحريا. واقتيد الطوف إلى ميناء أسدود.

وأبدى أفي بناياهو كبير المتحدثين باسم قوات الدفاع الإسرائيلية أسفه لحقيقة أن يجري صرف القوات البحرية والمقاتلين عن مهمتنا الأساسية إلى «مهمة سريالية» تتعلق باعتراض قارب محمل بالنشطاء.

وأضاف «أن الهدف بشكل كامل هو إثارة اهتمام الإعلام وإثارة استفزاز. وهذا الأمر مؤسف بشكل خاص لأننا نتحدث عن مجموعة من اليهود والمواطنين الإسرائيليين».

وكان المتحدث يشير إلى الناشط يوناتان شابيرا وهو طيار سابق في القوات الإسرائيلية وعضو الآن في جماعة مقاتلين من أجل السلام. وكانت السفينة انطلقت الأحد من مرفأ فاماغوستا بشمال قبرص نحو سواحل قطاع غزة. واستغربت مصادر دبلوماسية كبيرة في إسرائيل حقيقة اختيار منظمي رحلة السفينة اليهودية إلى قطاع غزة ميناء فاماغوستا في شمال الجزيرة القبرصية الذي تحتله تركيا للانطلاق إلى قطاع غزة.

وقالت المصادر: «إنه يجب طرح أسئلة حول التمييز الجاري بين ما يوصف بالاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة والاحتلال التركي لشمال الجزيرة القبرصية».

وأشارت المصادر إلى «أن نحو 200 ألف قبرصي يوناني قد تم ترحيلهم من الجزء الشمالي من قبرص بعد الاجتياح التركي للجزيرة عام 1974»، مضيفة أن «تركيا هي الدولة الوحيدة التي تعترف بجمهورية شمال قبرص».

ووصلت السفينة لاحقا إلى ميناء أسدود، وقال السلطات الإسرائيلية إنه تم اعتقال المواطنين الإسرائيليين الذين كانوا على ظهر السفينة، بينما ستتكفل وزارتا الخارجية والداخلية بشؤون الركاب اليهود الأجانب. وقد تظاهر في شاطئ أسدود بالقرب من الميناء 15 شخصا لإبداء الدعم لتوجه السفينة إلى قطاع غزة قائلين إن الاحتلال الإسرائيلي هو الذي يعزز حركة حماس مع أنهم لا يدعمون هذه الحركة.

وحذر الجيش الإسرائيلي من المعلومات التي تتوارد حول نية عدة قوافل بحرية أخرى التوجه إلى قطاع غزة خلال الأشهر القريبة، وقال الجيش إنه مصمم على تطبيق الحصار البحري المفروض على القطاع بصرامة وحزم.

واستنكرت اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار محاصرة الزوارق الحربية الإسرائيلية سفينة التضامن «إيرين» وشددت على حق السفينة المدنية في الوصول لغزة والاطلاع على آثار الحصار من أجل العمل على كسره ونقل رسالة المحاصرين للعالم. ودعت اللجنة المجتمع الدولي والجهات المعنية والمسؤولة وجميع أحرار العالم للتدخل السريع من أجل حماية السفينة السلمية وطاقمها وتأمين وصولهم إلى غزة، كحق لهم وكذلك حق للشعب الفلسطيني في استقبال المتضامنين معه عبر ممره المائي.