أوباما في لقاء مع بوب ودوورد: الحرب جحيم.. وإذا انطلقت فلا تدري إلى أين ستقودك

قال إن أكثر ما يخشاه وقوع السلاح النووي في أيدي إرهابيين

TT

* نشرت صحيفة «واشنطن بوست» نصا جزئيا للقاء تم بين الرئيس الأميركي باراك أوباما وبوب وودورد، وتنشر «الشرق الأوسط» النص الحرفي لهذا المقطع من هذه المقابلة:

أوباما: ...وعليه، سأطرح عليك مثالا واحدا قد يبدو بعيدا بعض الشيء، لكن أعتقد أنه يرتبط مباشرة بما نتحدث عنه. لقد قلت منذ أمد بعيد، عندما كنت عضوا بمجلس الشيوخ، ومضيت قدما في إيماني عندما كنت مرشحا رئاسيا والآن كرئيس، إنه بمقدورنا امتصاص هجوم إرهابي. إننا سنفعل كل ما بوسعنا لمنع حدوث مثل هذا الهجوم، لكن حتى هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، حتى أضخم الهجمات التي وقعت على أراضينا، تمكنا من امتصاصها وخرجنا منها أكثر قوة. إن هذه البلاد التي نحيا بها قوية، ويتمتع شعبنا بصلابة مذهلة. إن الهجوم الذي ربما يبدل قواعد اللعبة برمتها ينبغي أن يتضمن سقوط سلاح نووي في أيدي الإرهابيين، بحيث يستخدمونه في نسف مدينة أميركية كبرى. أو سلاح دمار شامل يستخدم ضد مدينة أميركية كبرى. وبذلك، عندما أراجع قائمة الأمور التي يتعين علي القلق بشأنها طوال الوقت، أجد أن هذه الإمكانية تأتي في مقدمتها لأنه ليس بوسعنا تحمل تكاليف اقتراف أي خطأ على هذا الصعيد. ولذلك، أعلنت من البداية كيف أننا سنبدأ بدفع هذه القضية إلى قلب الكثير من مناقشاتنا المعنية بالأمن القومي، وذلك لضمان أن مثل هذا الهجوم، مهما كانت احتمالية حدوثه ضئيلة، لن يقع قط.

وودورد: بخصوص الخطاب الشهير الذي ألقيته عام 2002 عن «الاحتلال الأميركي غير المحدد الأجل ولا التكلفة ولا العواقب»، ألا تتفق معي أن هذه هي طبيعة كل الحروب، أنها غير محددة الأجل ولا التكاليف ولا العواقب؟.

أوباما (ضاحكا): حسنا... أنت صائب تماما بشأن...

وودورد: أطرح هذا التساؤل لأنك تناضل في تناولك هذه الفكرة...

أوباما: مثلما قال أميركي شهير من قبل، فإن «الحرب جحيم». وبمجرد إطلاق العنان للحرب، فإنك لا تدري مطلقا إلى أين ستقودك. عندما توليت الرئاسة، كنا نخوض حربين. وبذلك فإنه بمجرد توليك المسؤولية تصبح مهمتك محاولة فرض حالة من الوضوح على الفوضى الدائرة.

أوباما: إن ما شهدناه هو تفشّ لـ«القاعدة»، حيث ظهرت مجموعة واسعة النطاق من الجماعات الآن المرتبطة ببعضها عبر شبكة مهلهلة لديها القدرة والطموح على تجنيد وتدريب عناصر لشن هجمات قد لا تكون بمستوى هجمات 11 سبتمبر، لكن يبقى بإمكانها...

وودورد: هل تعني أن ينفذ كل من أعضائها هجوما بعبوة ناسفة لتصبح المعادلة كل فرد تقابله قنبلة.

أوباما: تتحقق معادلة رجل واحد بقنبلة واحدة في تايمز سكوير والمترو...الأمر الذي قد يخلف تداعيات كبرى غير عادية على الوطن. ويزيد هذا الأمر مهمتنا صعوبة، فهو يعني أن المعلومات التي نحتاجها للتصدي لهذه الشبكات مشتتة ومتفرقة، وأنه يتحتم علينا الحصول على معلومات أكثر دقة. وهذه تحديات كبيرة بالتأكيد.