في ذكرى الانتفاضة العاشرة: مظاهرات في غزة.. وإضراب شامل في مناطق 1948

حماس والجهاد تدعوان الدول العربية لسحب الغطاء عن المفاوضات

TT

خرج عشرات الآلاف من الفلسطينيين المناصرين لحركتي حماس والجهاد الإسلامي في غزة في مسيرات حاشدة يهتفون للانتفاضة في ذكراها العاشرة، وشهدت المدن العربية في إسرائيل إضرابا شاملا إحياء لذكرى 13 فلسطينيا قتلتهم الشرطة الإسرائيلية خلال مظاهرات تأييد للانتفاضة.

وخرج عشرات الآلاف من الفلسطينيين في غزة في مسيرتين منفصلتين، بعد صلاة الجمعة أمس، واحدة لحماس والثانية للجهاد، وهتف المتظاهرون للانتفاضة والمقاومة وضد المفاوضات، ونددوا بإجراءات إسرائيل في القدس والضفة واستمرار الاستيطان، كما أعربوا عن تضامنهم الكبير مع آلاف الأسرى في السجون الإسرائيلية.

وانطلقت مسيرات حركة حماس من مساجد النصيرات والبريج في المحافظة الوسطى، بينما انطلقت مسيرات الجهاد من المسجد الكبير في خان يونس جنوب قطاع غزة.

وقال موسى السماك أحد قياديي حماس إن الجماهير في غزة خرجت «للتعبير عن سخطها ورفضها الكبير للمفاوضات المباشرة التي تقودها السلطة مع العدو» معتبرا أن «هذه المفاوضات لا تجلب إلا الخسائر على الشعب الفلسطيني، وأن الاحتلال هو المستفيد الأول والأخير منها».

وطلبت حماس عبر أكثر من قيادي فيها من الدول العربية ولجنة المتابعة سحب الغطاء الممنوح للرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) من أجل التفاوض مع إسرائيل.

وفي المسيرة التي أطلقتها الجهاد، أعرب القيادي محمد الهندي عن رفض حركته «للمفاوضات التي تريد أن تنهي الانتفاضة بأوسلو جديدة كما قضت على الانتفاضة الأولى، انتفاضة الحجارة».

وقال الهندي مخاطبا المتظاهرين: «إن الاحتلال يستمر في جرائمه وتهويده للقدس متخذا من المفاوضات غطاء لجرائمه.. إن هذه المفاوضات بلا مرجعية وبلا سقف عمل وبلا دعم شعبي، وإن دعم الإدارة الأميركية لهذه المفاوضات جاء للتغطية على فشلها في العراق وأفغانستان».

وأضاف: «اليوم نتذكر عظمة الانتفاضة، القوة، والعزة، والكرامة، والنصر، بينما المفاوضات تبدأ لتخمد قضية العرب والمسلمين الأولى وهي القضية الفلسطينية». وطلب الهندي من السلطة الانسحاب فورا من المفاوضات من دون أن تذهب «لتأخذ غطاء عربيا مهينا لتواصل المفاوضات في ظل الاستيطان» على حد تعبيره.

وفي داخل الخط الأخضر، بدأ العرب يومهم، أمس، بزيارة مقابر أولادهم وأحبائهم الذين سقطوا فيما يصفونه بـ«هبة أكتوبر (تشرين الأول)» لدعم الانتفاضة ودفاعا عن المسجد الأقصى، وعددهم 13، وسط إضراب شامل، شل جميع مظاهر الحياة في المدن والبلدات والتجمعات العربية.

ونظمت لجنة المتابعة العربية في مناطق 1948 أمس مهرجانا حاشدا ومسيرات في الذكرى، بينما أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها رفعت من تأهبها لمواجهة أي أحداث قد تقع خلال المسيرات والمهرجانات المقررة داخل وخارج المدن والبلدات العربية.

وقال عضو الكنيست العربي عن التجمع الديمقراطي جمال زحالقة، وهو يزور أضرحة الضحايا: «إننا لن ننسى ولن نغفر، وسوف نستمر في ملاحقة المجرمين المسؤولين عن قتل أبنائنا في هبة القدس والأقصى في أكتوبر 2000». وأضاف: «نحن نفعل ذلك وفاء للشهداء، وحرصا على حياة أبنائنا لأننا نعرف أن كل جريمة من دون عقاب هي ضوء أخضر للجريمة التي تليها».

ونقل موقع عرب 48، وهو موقع إلكتروني تابع للتجمع، عن زحالقة قوله: «إننا نقطع على أنفسنا عهدا بأن نلاحق المجرمين حتى ينالوا عقابهم، ونؤكد أن شعبنا الذي قدم كل هذه التضحيات يستحق الحرية، ولن يتنازل عن حقوقه مهما كان الثمن..». وقال متسائلا: «وهل هناك ثمن أكثر من أن يضحي الناس بأرواحهم».

وأضاف أنه «في ذكرى هبة القدس والأقصى نؤكد أن القدس والأقصى أمانة في عنق الشعب الفلسطيني، وشعبنا لن يخون الأمانة.. إننا نحيي اليوم ذكرى شهداء الانتفاضة الثانية الذين سقطوا دفاعا عن الحق الفلسطيني، ونشدد على التزامنا بالقضية التي سقط من أجلها الشهداء، وهي الحرية والعدالة لشعب فلسطين».

أما رئيس لجنة المتابعة العربية محمد زيدان، فقال: «إن دم الشهداء لن يذهب هدرا وسوف نستمر في ملاحقة المجرمين القتلة حتى ينالوا جزاءهم عما اقترفوه من جرائم بحق أبنائنا وأبناء شعبنا». وأضاف: «لن تقوى أي جهة على ثني جماهيرنا عن درب النضال الوطني مهما بلغت الملاحقة».