تباين داخل فريق «8 آذار» من حكومة الحريري بعد قرار المحكمة الدولية

وزير لبناني سابق يعتبرها ميتة سريريا

TT

تباينت المواقف داخل فريق الثامن من آذار، حول تشخيص حالة الحكومة الحالية، وما سيكون عليه وضعها بعد صدور القرار الاتهامي في قضية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق، رفيق الحريري، ففي الوقت الذي اعتبر فيه الوزير السابق وئام وهاب، المقرب جدا من القيادة السورية، أن «الحكومة دخلت في موت سريري، وأن تغييرها سيكون في حدود رأس السنة»، أكد المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب، النائب علي حسن خليل، أن «حكومة الوحدة الوطنية الحالية قادرة على أن تدير نقاشا جديا مسؤولا، باعتبار أن كل القوى السياسية موجودة فيها، وهي قادرة على فتح المسارات وتصويب الأمور والدفع في اتجاه معالجات جدية لما طرح خلال المرحلة الماضية».

واعتبر حسن خليل أن «هناك الكثير من المجالات التي يمكن أن تشكل قاعدة للخروج من الأزمة»، وقال: «نعرف أن الأمر دقيق وصعب، لكن الأصعب منه أن نسلم للغة الانقسام، وأن نسلم لمن يريد أن يعيدنا إلى مرحلة الانقسام والتشرذم، من أجل خدمة بعض الأهداف أو الأحلام أو الأوهام لدى البعض الذين يتصدون للمسؤولية العامة»، ورأى أن «مصلحة الجميع في الحفاظ على الاستقرار الداخلي وإعادة تقييم موضوعي لمسار المرحلة الماضية كلها، منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وحتى اليوم، والابتعاد عن شبح اتهام بعضنا البعض باللاوطنية، وعدم رمي المسؤوليات على من يريد لنا الخراب والدمار ويدفع بالأمور نحو الهاوية».

وإذ استبعد النائب عن الحزب القومي السوري الاجتماعي، مروان فارس، «حدوث انفجار في لبنان، وأن الوضع سيظل مستقرا حتى بعد صدور القرار الاتهامي في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، لعدم امتلاك الطرف الآخر، القوة الكافية للمواجهة وأن المقاومة هي الأقوى»، اعتبر أن «عمر الحكومة الحالية سيكون قصيرا جدا، لأن المقاومة لن تكون غطاء لأحد في الحكومة مع صدور القرار الاتهامي».

أما الوزير السابق وئام وهاب، فرأى أن «الحكومة لا يمكنها أن تعيش أكثر من رأس السنة، وهي دخلت الآن في حالة غيبوبة أو موت سريري، سيؤدي في النهاية إلى تغيير حكومي سيكون بدوره على حساب أكثر من طرف»، معتبرا أن «هناك ميزانا قويا جديدا في البلد يجب أن ينعكس في الحكومة، إذ إنه في الحكومة المقبلة سيأخذ رئيس الحكومة، سعد الحريري، وحلفاؤه الثلث، في حين أن الثلثين سيتوزع على أطياف المعارضة، وإذا لم يقبل الحريري بهذه المعادلة فسيأتي غيره إلى رئاسة الحكومة». وقال: «الحريري راغب في علاقة جيدة مع سورية، لكن هناك علامات استفهام حول قدرته على إدارة هذه العلاقة»، ورأى أن الحريري «تعاطى بشكل خاطئ مع سورية بعد تشكيل الحكومة»، وقال «سورية كانت شريكة لرفيق الحريري في سلطته، بينما سعد الحريري قال إنه خرج من الانقلاب الذي نفذه في عام 2005، لكنه أبقى في الوقت نفسه على رموز هذا الانقلاب جميعا وعزز وضعهم بانتظار ظروف انقلاب آخر، ولكنه يجب أن يعلم أن مع السوري، لا إمكانية للتسلية، وعلى الأقل السوري، عندها لا يساعده، ولماذا سيساعده في هذه الحال؟».

في المقابل حذر عضو كتلة الكتائب، نديم الجميل، من «الانقلاب على النظام الديمقراطي ومنطق العدالة من قبل القوى السياسية القمعية، التي لا تؤمن بالحوار الحر والديمقراطي». وشدد على «الحفاظ على رسالة لبنان في الشرق، وهي إرساء مفهوم الديمقراطية والحرية والانفتاح».