الرئيس الألماني: الإسلام صار جزءا من مجتمعنا

مسلمو ألمانيا يفتحون مساجدهم لأتباع الديانات الأخرى في ذكرى الوحدة

TT

أكد الرئيس الألماني كريستيان فولف أمس أن الدين الإسلامي صار جزءا من المجتمع الألماني مثله مثل الدين المسيحي واليهودي. وقال فولف، في كلمة له بمناسبة الذكرى العشرين للوحدة الألمانية: «المسيحية جزء من ألمانيا، واليهودية جزء من ألمانيا، وكذلك الإسلام جزء من ألمانيا».

وتطرق الرئيس الألماني أيضا في كلمته إلى السجال الدائر حول مسألة الهجرة والاندماج، وهي المسألة التي أثارت كثيرا من الجدل خلال الأشهر القليلة الماضية. وقال فولف: «دعونا لا نندفع إلى مواجهة كاذبة»، قبل أن يدعو أتباع جميع الديانات والأعراق إلى العيش معا من دون «أحلام يقظة أو خوف».

بدورها، فتحت مئات المساجد في ألمانيا أبوابها أمس للمواطنين من أتباع الديانات الأخرى بمناسبة ذكرى الوحدة الألمانية؛ ففي العاصمة برلين فتح أكثر من 20 مسجدا ومصلى أبوابها. وتوافد المئات على مسجد «شيتليك» في ضاحية نويكولن ببرلين للتعرف على نشاط المسجد وإجراء حوار مع القائمين عليه. ويعد «اليوم المفتوح للمساجد في ألمانيا» مبادرة أطلقها المجلس المركزي للمسلمين، ويجري تنفيذها منذ عام 1997 في الثالث من أكتوبر (تشرين الأول) لدعم الحوار والتفاهم بين الديانات.

وتأتي هذه التطورات إثر جدل شعبي شهدته ألمانيا مؤخرا بشأن دور المهاجرين الذين كان ينظر إلى معظمهم حتى قبل نحو عشر سنوات على أنهم «عمال زائرون» سيعودون في نهاية المطاف إلى دول أخرى. ويزداد الجدل حول هذه القضية منذ سنوات لأن قوانين الجنسية التي تستند إلى قرابة الدم لم تكن تعترف اعترافا يذكر بسكان البلاد الأحدث وبينهم أربعة ملايين مسلم. غير أن المواقف ازدادت تشددا الصيف الماضي حين اتهم عضو في مجلس إدارة البنك المركزي الألماني المهاجرين المسلمين باستنزاف دولة الرفاه ورفض الاندماج وخفض مستوى الذكاء على مستوى البلاد. وبعد أن نشر أفكاره في كتاب حقق مبيعات كبيرة، أقيل تيلو ساراتسين من منصبه في البنك المركزي تاركا ألمانيا منقسمة بشأن آرائه وكيفية تعامل المؤسسة السياسية معه.

وتعرضت المستشارة أنجيلا ميركل، التي رشحت فولف للرئاسة، لانتقادات لاذعة لطريقة تعاملها مع الخلاف من عناصر محافظة من حزبها وهو الحزب الديمقراطي المسيحي ومن جماعات يمينية متطرفة. ومنذ ذلك الحين حاولت التوفيق بين طرفي الجدل، قائلة إنه يجب أن لا تخاف الشرطة من دخول الأحياء التي يكثر فيها المهاجرون، لكن أيضا يجب أن «تشغل المساجد جزءا من تخطيط مدينتنا أكثر من ذي قبل».

وشهدت ألمانيا أمس فعاليات الاحتفال بذكرى الوحدة الألمانية؛ إذ بدأ الحفل بقداس في كاتدرائية مدينة بريمن بحضور أكثر من ألف مشارك تقدمهم الرئيس فولف والمستشارة ميركل. وأقيم الحفل وسط إجراءات أمنية مشددة بعد المظاهرات التي شهدتها المدينة مساء أول من أمس احتجاجا على الاحتفال بالوحدة الألمانية. وفي العاصمة برلين أقيم حفل عام كبير أمام مقر البرلمان الألماني وألقى رئيس البرلمان نوربرت لامرت كلمة في المناسبة.

ووجه عدد من قادة العالم، مثل الرئيس الأميركي باراك أوباما والروسي ديمتري ميدفيديف، تهنئة للشعب الألماني بمناسبة ذكرى الوحدة. وأعلن البيت الأبيض ليلة أول من أمس أن الرئيس أوباما هنأ الشعب الألماني بمناسبة حلول الذكرى العشرين لتوحيد شطري البلاد، وأضاف أن الرئيس الأميركي أشاد «بشجاعة وقناعة الألمان التي أسقطت سور برلين وأنهت عقودا من التقسيم المؤلم والمصطنع». ووصف أوباما حدث الوحدة الألمانية بأنه «إنجاز تاريخي أطلق السعادة والأمل».

كما بعث الرئيس ميدفيديف ببرقية تهنئة إلى المستشارة ميركل والرئيس فولف بهذه المناسبة. وذكرت مصادر الكرملين أمس أن ميدفيديف أكد في برقيته على الدور الرئيسي لروسيا في إتمام، ليس فقط وحدة ألمانيا وإنما، وحدة أوروبا. وأوضح ميدفيديف أيضا أن الوحدة الألمانية شهدت إرساء قواعد الحوار القائم على الثقة المتبادلة بين البلدين.