الزعيم العلوي رفعت عيد لــ«الشرق الأوسط»: طرابلس صارت «قندهار رقم 2»

مصدر إسلامي: التسلح «على أشده».. وتوزيع الأموال «على الخفيف»

TT

لا يخفي أحد في طرابلس تخوفه من انفجار الوضع الأمني في أي لحظة. وجاء سقوط قذيفة «إنيرغا»، مساء أول من أمس، في منطقة «جبل محسن» الحساسة أمنيا وذات الغالبية العلوية، وإصابة شخصين بجروح، وانفجار قنبلة في منطقة سنية مجاورة لترتفع وتيرة المخاوف بشكل جدي. وبدا رفعت علي عيد، مسؤول العلاقات السياسية في الحزب العربي الديمقراطي، غاضبا أمس، من وقوع جريحين في منطقته، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الوضع خطير للغاية وما عاد يحتمل. تتدفق على منطقة الشمال اللبناني منذ مدة عناصر سلفية بينهم نيباليون، ومصريون، وصوماليون، ومن جنسيات أخرى، وهم يدخلون برا وبحرا وجوا، هذا عدا الأسلحة التي باتت تدخل بكميات كبيرة. لقد تحول الشمال بسبب هذه الجماعات إلى (قندهار رقم 2) والدولة اللبنانية تعرف أين يتمركزون، وما الذي يخطط؟ لقد باتت رؤوس المعارضة مطلوبة، ونحن كحزب نأتي في آخر اللائحة، قبلنا أسماء كثيرة، مطلوب تصفيتها في طرابلس وعكار والضنية والمنية، وفي كل مناطق الشمال». ويتابع عيد: «بالأمس (أول من أمس) عشنا أجواء حرب حقيقية بسبب الانفجارين، اللذين تزامنا مع تشنج سياسي كبير».

وعمن يحرك هذه العناصر قال عيد: «نحن حذرنا منذ مدة طويلة من وجود مخابرات مصرية تعمل في الشمال، وكذبونا حينها. وها هو سمير جعجع يعترف بعضمة لسانه بأنه في حال حدوث قلاقل، فإن قوات مصرية ستدخل إلى لبنان، ألا يعني هذا أننا كنا على حق ولا نزال». ويتساءل عيد بعد أن يؤكد أن مصدرا أمنيا أعلمه أن واضع القنبلة قريبا من منطقته، هو من القوات اللبنانية، ويقول: «أريد أن أعرف ما الذي تفعله القوات اللبنانية في طرابلس، وكيف نسي السنة دم رشيد كرامي؟ وإذا كان الأمر كذلك فليتسامحوا بدم غيره»، في إشارة إلى التنازل عن محكمة رفيق الحريري. ويؤكد عيد أن علاقته الشخصية مع الرئيس سعد الحريري جيدة، لكنه يعتبر أن الصراع الموجود بن الأجهزة الأمنية، يخلق هذه الفوضى العارمة، ويناشد قائد الجيش، أن يسعى لأن يكون هناك جيش يحافظ على البلد، أو أنه لن تكون دولة، منهيا كلامه بأنه «متشائم جدا مما سيحمله الغد».

الجماعة الإسلامية التي لها ثقل أساسي في شمال لبنان والقريبة من قوى 14 آذار، تقوم بمساع للتهدئة لدى جميع الأطراف، وأصدرت أكثر من بيان، عبرت فيه عن مخاوفها من انفجار الوضع في طرابلس. ويوافق النائب السابق وعضو المكتب السياسي للجماعة الإسلامية، أسعد هرموش، على أن الوضع متأزم بسبب أجواء التعبئة السياسية والمذهبية، لكنه يرفض أن تكون طرابلس قد «تحولت إلى قندهار أو تورا بورا» حسب قوله. ويضيف: «صحيح أن الجو محافظ في المدينة، والمخاوف موجودة حين تكون التعبئة المذهبية عالية الوتيرة، لكنني لا أرى سلفيين يأتون من أي مكان، وأطمئن إلى أن هذا الكلام للتهويل الإعلامي. 14 آذار يقولون إن حزب الله يوزع السلاح، فترد عليهم المعارضة بأن أصوليين وصلوا لإشعال الفتنة. وهذا كلام فيه تناقض، إذ كيف يجلب فريق 14 آذار سلفيين لمساعدته، فيما يضع 800 سلفي في السجون اللبنانية، ويطارد آخرين؟».

لكن هرموش في المقابل لا ينفي أن يكون بعض الأفراد يتسللون من هنا أو هناك. فلبنان بلد سياحي مفتوح، وكثيرون يستطيعون الدخول، بما في ذلك أجهزة أمنية ومخابراتية. لكن هؤلاء لا يستطيعون العمل أو التخريب إلا في حال أتاح لهم أهل البلد ذلك. لذلك».

مصدر إسلامي مطلع في طرابلس، رفض الكشف عن اسمه، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «ثمة تسلحا في المدينة يسير على قدم وساق»، وذكر المصدر أسماء معروفة في طرابلس، وفي جوارها أوكل لها هذا الأمر. ويشرح: «مجموعات المعارضة مسلحة وليست في حاجة إلى مزيد من السلاح، التأهب الآن يتم على الجانب الآخر، الذي أعتقد أنه لا يستطيع أن يربح أي معركة، لأن المعارضة في الشمال قوية جدا. يوجد الحزب القومي ومجموعات إسلامية متعددة، إضافة إلى بعض الطرابلسيين في منطقة التبانة، الذين هجروا تيار المستقبل». ويضيف: «السلاح موجود مع كل الأطراف، لكن سلاح مَن منهم هو الذي يستطيع أن يحقق نتيجة ميدانية؟ هذا هو السؤال الجوهري اليوم؟».