وزارة الخارجية الإسرائيلية تحمل الإدارة الأميركية «انهيار» المفاوضات

لأنها حولت تجميد الاستيطان إلى أولوية فلسطينية

TT

اتهمت وزارة الخارجية الإسرائيلية الإدارة الأميركية بالتسبب في فشل المفاوضات المباشرة مع السلطة الفلسطينية. وأكدت الوزارة في تقرير داخلي أن وصول المفاوضات إلى أبواب موصدة لا مخرج لها، كان بسبب السياسة الأميركية الحالية التي دعمت مشروع تجميد الاستيطان. وقالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أمس إن الوثيقة التي أعدها مركز البحوث السياسية في وزارة الخارجية الإسرائيلية، حملت السياسة الأميركية المتعلقة بالاستيطان المسؤولية عن انهيار المحادثات، وأثرت سلبيا على سياسة السلطة الفلسطينية ذاتها، وقوت من موقف الشعب الفلسطيني وقوى المعارضة. وتقول وزارة الخارجية الإسرائيلية إن موقف واشنطن من تجميد الاستيطان، حوّل القضية إلى أولوية أساسية في السياسة التي ينتهجها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بحيث أصبح التراجع عن هذا الموقف يشكل خطرا كبيرا على عباس وعلى سلطته. وجاء في الوثيقة، أن رفض الرئيس الفلسطيني استمرار المفاوضات المباشرة دون تمديد فترة التجميد نابع في الأساس من التصرفات الأميركية التي رفعت راية موضوع البناء في المستوطنات. وقالت «معاريف» إن خطاب الرئيس الأميركي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي، الذي صرح فيه بإمكانية إقامة الدولة الفلسطينية خلال عامين، أدى إلى تغيير موقف الرئيس عباس وتصلبه حيال المفاوضات والاستيطان.

وترى مصادر إسرائيلية أن عباس يدرس كيفية استغلال الدعم الأميركي للسلطة الفلسطينية وإقامة الدولة، ليظهر أن إسرائيل هي التي تسببت في انهيار المفاوضات وتحميلها المسؤولية، ليس فقط أمام الإدارة الأميركية وإنما أمام المجتمع الدولي، وذلك من أجل تجنيد أكبر دعم دولي للموقف الفلسطيني، دعما للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967.

وتوقفت المفاوضات المباشرة فورا، بعدما استأنفت إسرائيل الاستيطان في 27 من الشهر الماضي، بعد توقف جزئي استمر 10 أشهر. وتشير تقديرات وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى استمرار واشنطن في جهودها في المفاوضات غير المباشرة حتى انتخابات الكونغرس الأميركي، حيث ستقوم بعد ذلك بممارسة الضغوطات من جديد على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، للعودة إلى المفاوضات المباشرة.

وترى وزارة الخارجية الإسرائيلية أن ذلك يتناغم مع الموقف العربي، الذي أعلن في القمة العربية إعطاء الإدارة الأميركية فرصة شهرا آخر للبدء مجددا في المفاوضات المباشرة بعد التأثير على الحكومة الإسرائيلية وتغيير موقفها في موضوع الاستيطان.

وكان الرئيس الفلسطيني قد اقترح على الزعماء العرب السعي للحصول على تعهدات من الولايات المتحدة بالاعتراف بدولة فلسطين في المستقبل على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967، أو التوجه إلى مجلس الأمن للحصول على اعتراف جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.