أحد المشبوهين باغتيال المبحوح مسجل كقتيل في حرب أكتوبر والثاني مواطن بلا عنوان في تل أبيب

اسم مواطن إسرائيلي آخر يرتبط بملف اعتقال القائد الحماسي في دبي

TT

بعد أن نشرت صحيفة أميركية معلومات جديدة حول اغتيال القائد الحماسي، محمود المبحوح، في مطلع العام الحالي في دبي، تبين أن الشخص الجديد الذي ذكر على ذمة القضية اسمه كريستوفر لوكوود، وهو مواطن إسرائيلي مسجل في سجلات وزارة الداخلية مرتين، في إحداهما أنه جندي برتبة شاويش كان قد قتل قبل 37 سنة، وبالضبط خلال معارك حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، على الجبهة المصرية، فيما سجل مرة ثانية كمواطن في تل أبيب بلا عنوان.

ومع أن صحيفة «وول ستريت جورنال»، قالت في عددها يوم الجمعة الماضي، إنه «بعد مرور 8 أشهر على اغتيال القيادي في حركة حماس، محمود المبحوح، فإن شرطة دبي تصطدم بعقبات جديدة في الوصول إلى الشخص الذي يعتبر مركزيا في التحقيق في عملية الاغتيال، وهو يحمل جواز سفر بريطانيا، باسم كريستوفر لوكوود، إلا أن التقديرات في إسرائيل تقول إن الحلقة تضيق شيئا فشيئا لتوجيه التهمة بشكل شبه قاطع لجهاز «الموساد» (المخابرات الإسرائيلية الخارجية). فمع أن منفذي الاغتيال ينجحون في إخفاء معالم الجريمة، كل يوم أكثر من اليوم الذي سبقه، فإن الأسماء التي تذكر في الموضوع معظمها إسرائيلية.

وأجرت صحيفة «هآرتس» تحقيقا خاصا بها نشر على صدر صفحتها الأولى، أمس، يقول إن لوكوود مسجل مرتين كمواطن إسرائيلي. مرة يتضح أنه من عائلة إسرائيلية اضطرت إلى السفر والعيش في بريطانيا واسكوتلندا، وولد هناك ولكنه عاد ليصبح إسرائيليا، والثانية سجل كمواطن من تل أبيب يسكن في كشك خشبي بشكل مؤقت.

وبحسب الصحيفة، فإن التحقيق أشار إلى أن الجهات التي كانت تقف وراء عملية الاغتيال انتحلت شخصية يهودا لوستيج، وهو جندي إسرائيلي قتل في حرب 1973. وكان هدف المنتحلين هو إصدار جواز سفر بريطاني باسم لوكوود. ولكن تحقيق صحيفة «هآرتس» بين أن لوستيج مسجل أيضا في وزارة الداخلية كأعزب يعيش في عنوان وهمي في تل أبيب. وأشارت الصحيفة إلى أن الجهات التي تحقق في عملية الاغتيال تواجه صعوبة في الوصول إلى منفذي الجريمة، مع أنها تعمل سوية مع الإنتربول ومع فرنسا وبريطانيا. وأشارت في الوقت نفسه إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل لا تتعاونان معها. وأضافت أنه بعد دراسة 10 آلاف ساعة من أشرطة التصوير التي التقطت الصور بواسطة 1500 كاميرا في الفندق الذي استشهد فيها المبحوح، بدأت عملية التحقيق تتعقد. وفي حين لم تحقق شرطة دبي أي تقدم لدى التحقيق مع النشيطين الفلسطينيين في حماس اللذين تم اعتقالهما بشبهة تقديم المساعدة لأعضاء الخلية التي ارتكبت الجريمة، يتضح من التحقيقات أن اثنين من المشتبهين، اللذين استخدما جوازات سفر مزورة، غادرا فور عملية الاغتيال إلى الولايات المتحدة، لكن وزارة الأمن الداخلي الأميركية ترفض التعاون، وتنفي أنهما مسجلان لديها.

وفي المقابل، فإن المعتقل الغربي الوحيد في القضية هو أوري برودسكي، الذي اعتقل في بولندا بشبهة المساعدة في الحصول على جواز سفر ألماني مزور لأحد المشاركين في عملية الاغتيال. وتم تسليم برودسكي لألمانيا، إلا أنه أطلق سراحه بسبب نقص الأدلة، وعاد إلى إسرائيل. وتبين من التحقيق أن لوكوود، 62 عاما، قدم المساعدة لفرقة الاغتيال، وقام بشراء تذاكر للعبارة التي نقلت الفرقة إلى دبي في أغسطس (آب) 2009، في زيارة تدريبية لتنفيذ عملية الاغتيال. وبحسب التحقيقات فإنه في عام 1994 تبين أن لوكوود هو يهودا لوستيج، الذي ولد عام 1948، وتم تسجيله في وزارة الأمن الإسرائيلية، على أنه أحد القتلى الذين سقطوا في عام 1973. ويعتقد المحققون أن لوستيج لوكوود قام بتغيير الاسم لكي يتمكن من التنقل في الشرق الأوسط من دون أن يثير أي شبهات.

ونشرت صحيفة «هآرتس» صورتين، الأولى للوستيج، والثانية للوكوود، وتظهران التشابه الكبير في الملامح.

كما لفتت الصحيفة إلى أن يهودا لوستيج مسجل في وزارة الداخلية الإسرائيلية، ولديه سيرة حياة مماثلة لمن يفترض أنه جندي إسرائيلي قتل في حرب 1973، وبالتفاصيل الشخصية نفسها، إلا أنه بحسب وزارة الداخلية مسجل كأعزب ولم يقتل في الحرب، بل يعيش في شارع «أللينبي 10 في تل أبيب»، علما بأنه في هذا العنوان لا يعيش أحد، وإنما هو أحد الأكشاك في الشارع. وتبين أيضا من التحقيقات الصحافية أن لوكوود كان غامضا حتى في الجانب البريطاني من حياته، ولم يترك خلفه أي تقارير ضريبية أو فحوصات طبية في العيادات، ولم يوجد في غرفته في لندن منذ تنفيذ عملية الاغتيال، في حين تم تفعيل هاتفه النقال المسجل باسمه في فرنسا، بيد أن التحقيقات لم تقد إلى شيء جديد.