«انتفاضة» متواصلة في سلوان.. عنوانها الأطفال

وزير الأمن الداخلي: سنعتقل الأطفال.. ورئيس لجنة الدفاع عن الحي: عليه اعتقالنا جميعا

صبيان فلسطينيان يرشقان الجنود الاسرائيليين وسيارات اعضاء كنيست في حي سلوان في القدس المحتلة، امس (أ.ف. ب)
TT

هدد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يتسحاق أهرونوفيتش، أمس، باعتقال العشرات من أهالي سلوان في القدس «لوضع حد لمظاهر إلقاء الحجارة». وقال أهرونوفيتش خلال زيارة لسلوان التي تشهد مواجهات عنيفة شبه يومية، في مشهد يذكّر بالانتفاضة الأولى: «يجب وضع حد لهذه الظاهرة». وهدد باعتقال «العشرات من قاذفي الحجارة إذا اقتضت الضرورة ذلك، من أجل إعادة الهدوء والنظام».

وجاء حديث أهرونوفيتش بعد ليلة متفجرة في سلوان شهدت مواجهات عنيفة إثر محاولة مستعربين إسرائيليين اعتقال مجموعة من الأطفال في البلدة. واستمرت المواجهات حتى ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية في منطقة بئر أيوب، حيث هاجم فيها الشبان والأطفال الجنود الإسرائيليين والمستعربين والمستوطنين بالحجارة، ورد هؤلاء بالرصاص والقنابل الغازية والصوتية. وانتهت المواجهات باقتحام المستعربين مسجدا في البلدة، واختطاف 4 أطفال منه، وإصابة عدد من الأطفال بقنابل حارقة ورصاصات معدنية.

وتتركز المعركة الأساسية بين الجيش وأطفال سلوان، ولم يخجل وزير الأمن الداخلي وهو يقول في سلوان إن جيشه لن يمنح الحصانة للأطفال الذين يرشقونه بالحجارة. وعاد الجيش إلى شن غارات ليلية كما كان يفعل أثناء الانتفاضة الأولى لاعتقال راشقي الحجارة.

وتحولت سلوان أمس إلى ثكنة عسكرية، وهو ما فجر مواجهات جديدة مع طلبة المدارس العائدين، وعقد اجتماع مع قادة البؤرة الاستيطانية المسماة بيت «جونثان» الذي استولى عليه المستوطنون قبل أكثر من عام في منطقة بطن الهوى، شارك فيه أهرونوفيتش، والمفتش العام للشرطة في القدس دودي كوهين، وعدد من أعضاء الكنيست وشخصيات وقادة مستوطنون في القدس.

وزاد هذا الاجتماع من حدة التوتر في سلوان إذ إنه يهدف إلى بحث آليات هدم الأبنية التي تعتبرها إسرائيل غير مرخصة في الحي. وقال فخري أبو دياب (رئيس لجنة الدفاع عن سلوان): «إنهم يخططون لإنهاء الوجود العربي من سلوان». وأردف: «خطة 2020 تقضي بعدم وجود أي عربي في المنطقة التي يسمونها الحوض المقدس».

وأوضح أبو دياب لـ«الشرق الأوسط» أن أهمية سلوان بالنسبة للإسرائيليين تتركز في كونها «مفتاح الأنفاق» التي تؤدي إلى الأقصى. كل الأنفاق تبدأ من هنا».

وهاجم الأطفال الغاضبون أمس سيارات أعضاء الكنيست من اليمين الذين شاركوا في الاجتماع من بينهم، يوئيل حسون، وأوري أورئيل، ويعقوب كاتس، ونيسم زئيب، وأريه الداد، وانستازية ميخائيلي، وقالوا إنهم وصلوا إلى سلوان من أجل الوقوف عن كثب على عدم تنفيذ القانون في الحي وعدم هدم بيوت الفلسطينيين بحجة البناء غير المرخص.

وقال الداد من حزب هايحود هلئومي، (الاتحاد الوطني): «إن رشق سيارته بالحجارة يمثل تنازل إسرائيل عن السيادة في سلوان».

ورد أبو دياب: «وجودهم هنا يستدعي المقاومة». واتهم أبو دياب المستوطنين بالقيام باستفزازات متعمدة لإثارة ردود ومواجهات. وأوضح: «ما دام هناك مستوطنون وشرطة فهناك مقاومة».

وردا على تهديد وزير الأمن الإسرائيلي باعتقال العشرات من سلوان، قال: «عليه اعتقال كل أهل سلوان، عليه اعتقالنا جميعا لوقف المقاومة». وأضاف «بدل أن يهدد بذلك عليه طرد كل المستوطنين من هنا ووقف اقتحامات الشرطة». وحذر أبو دياب من تفجر الأوضاع بطريقة لا يمكن السيطرة عليها، وقال: «كل يوم هناك اشتباكات واعتقالات وغارات ليلية.. هذه التطورات تسبق العاصفة».

وتعتبر سلوان جزءا من أسباب التوتر الكبيرة في القدس، لكن مخططات أخرى لجماعات يهودية تثير توترات أخرى في أحياء أخرى في المدينة التي يشتد فيها الصراع السياسي والديني والديمغرافي.

وحذّرت مؤسسة الأقصى، أمس، من تنظيم جماعات يهودية متطرفة لحملات متعددة تدعو من خلالها إلى اقتحام جماعي يومي للمسجد الأقصى المبارك. وتأخذ هذه الحملات شكل مؤتمرات والتوقيع على استمارات التزام وتعهد باقتحام الأقصى. ودعت المؤسسة، في بيان لها تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه، إلى تنشيط الوجود اليومي وتكثيف شدّ الرحال إلى الأقصى.

ولفت البيان إلى قيام جماعات يهودية في الأيام الأخيرة عبر مواقعها الإلكترونية بنشر دعوة للمشاركة في مؤتمر تهويدي للأقصى تحت عنوان مؤتمر «دورشي تسيون» أي (مريدو صهيون)، من المفترض أنه عقد أمس، في قاعة شلومو في القدس، تحت شعارات مثل «ظاهرة موحدة من أجل جبل الهيكل».

وكانت عدة حركات يهودية تنشط في مجال إقامة الهيكل المزعوم واقتحامات المسجد الأقصى، وجهت دعوة لحضور هذا المؤتمر. وجاء في الدعوة أنه «وبمناسبة صعود الراباي (الحاخام الأكبر) جبل الهيكل، نأخذ على أنفسنا عهدا أن نتواصل مع جبل الهيكل».