أعلنت وزارة الداخلية اليمنية، أمس، قائمة جديدة بأسماء وصور 8 من عناصر تنظيم القاعدة المطلوبين للأجهزة الأمنية، ورصدت الوزارة مكافأة مالية مقدارها 20 مليون ريال، أي ما يزيد على 100 ألف دولار أميركي، وذلك لمن يدلي بأي معلومات حول تلك العناصر. وفي هذه الأثناء أعلن عن اعتقال احد عناصر «القاعدة» في مديرية مودية بمحافظة أبين، في حين قال وزير الداخلية اليمني إن حارس الأمن الذي قتل، الأسبوع الماضي، مواطنا فرنسيا، يرتبط بتنظيم القاعدة.
وقال مصدر في الداخلية إن العناصر الشابة التي تم التنويه بشأنها «تم التغرير بهم من قبل عناصر إرهابية متطرفة في تنظيم القاعدة مهووسة بالقتل والتدمير وإقلاق السكينة العامة في المجتمع، وتقوم بحشو عقول هؤلاء الشباب الصغار بأفكار ظلامية ضالة ومنحرفة، وتدفع بهم إلى إلقاء أنفسهم إلى التهلكة»، وخاطب المواطنين داعيا إياهم إلى الإدلاء بـ«أي معلومات إلى أقرب قسم شرطة أو مركز أمني لما من شأنه تمكين الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على أي من هذه العناصر الخطرة، والتي تسعى إلى الإضرار بمصالح الوطن والمواطنين وزعزعة الأمن والاستقرار وإقلاق السكينة العامة للمجتمع». وفي الوقت ذاته، حذر مصدر الداخلية اليمنية، في بلاغ نشرته وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، من «التستر على أي شخص من هذه العناصر وغيرها من العناصر الإرهابية؛ لأن ذلك سيعرض من يقومون بذلك للمساءلة القانونية».
إلى ذلك، ذكرت مصادر أمنية في مديرية مودية بمحافظة أبين، جنوب البلاد، أنه جرى اعتقال احد عناصر تنظيم القاعدة في المديرية. وقالت المصادر إنه «إرهابي» ويدعى هاني علي محمد الثريا، وإنه عثر بحوزته على قنابل ومواد متفجرة وجهاز «لا سلكي». وأكدت الوزارة استمرار عملية الملاحقة الأمنية لعناصر «القاعدة» في مودية التي شهدت، أول من أمس، مواجهات عنيفة بين قوات الأمن ومسلحين تقول السلطات إنهم ينتمون لـ«القاعدة»، وهي المواجهات التي أسفرت عن مقتل عدد من الجنود وإحراق طواقم عسكرية. وكانت تلك المواجهات اندلعت في أعقاب اغتيال مدير أمن المديرية العقيد عبد الله البهام، ومحاولة اغتيال محافظ المحافظة أحمد الميسري، ومعه مدير أمن المحافظة العميد عبد الرزاق المروني، وهي المحاولة التي قتل فيها اثنان من مرافقي المحافظ، أحدهما شقيقه، وأصيب فيها عدد آخر من المرافقين.
على صعيد آخر، أكد وزير الداخلية اليمني، اللواء مطهر رشاد المصري، اعتقال عدد من قادة تنظيم «القاعدة»، في الآونة الأخيرة. وتحدث عن نجاحات حققتها الأجهزة الأمنية في حربها ضد الإرهاب، في حين قلل من أهمية إعلان «القاعدة في جزيرة العرب» تأسيس «جيش عدن – أبين». وقال الوزير المصري، في حوار متلفز مع الصحافية اليمنية رحمة حجيرة في أول حلقة لها في برنامج «محطات صحافية» الذي تبثه قناة «السعيدة» اليمنية الخاصة، إن تنظيم القاعدة يعاني من «حالة يأس، وإنما لا يعني هذا الاستهانة بأمره، أو التهاون في ملاحقة العناصر الإرهابية وتسديد المزيد من الضربات الموجعة إليه».
وحول العملية الأخيرة التي جرت، الأسبوع الماضي، واستهدفت في أحد شوارع العاصمة صنعاء نائب السفير البريطاني، قال المصري إن أجهزة الأمن تمكنت من «كشف منفذي العملية الإرهابية، وتجري حاليا عملية مطاردتهم والبحث عنهم في جميع محافظات الجمهورية». وكشف الوزير اليمني عن أن حادثة مقتل المواطن الفرنسي الذي يعمل مديرا لشركة نفط نمساوية في صنعاء «إرهابية»، وقال إن «تحقيقات الأجهزة الأمنية أكدت أنها جريمة إرهابية وليست جنائية، حيث اتضح من خلال التحقيقات أن المتهم منفذ الجريمة الإرهابية كان على اتصال بعناصر إرهابية قاعدية».
أما بشأن التفجيرات التي شهدتها مدينة عدن، الأسبوع الماضي، بمقر نادي الوحدة الرياضي، وأسفرت عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 17 آخرين، فأكد الوزير المصري اعتقال مرتكبي تلك التفجيرات وإحالتهم إلى النيابة بعد استكمال التحقيقات الأمنية معهم. كما كشف عن العثور على أسلحة ومتفجرات في بعض منازل العناصر المشتبه في تورطها، وأن تلك الأسلحة والمتفجرات كان الغرض منها استخدامها في «ارتكاب جرائم لإقلاق السكينة العامة بمحافظة عدن».
إلى ذلك، عثر يوم أمس بمحافظة أبين على جثث ثلاثة جنود متفحمة جراء اشتباكات أول من أمس الخميس بين الأمن ومسلحين يعتقد بانتمائهم لتنظيم القاعدة، كما عثر على 8 جنود مفقودين بحالة سليمة.
وعلمت «مأرب برس» أن الجنود الثمانية المفقودين احتموا بأحد المواطنين في المديرية مساء أول من أمس بعد الاشتباكات التي أعقبت مقتل مدير أمن مديرية مودية.
يأتي ذلك في الوقت الذي تعتزم فيه الحكومة تجهيز حملة عسكرية لتتبع أوكار العناصر التابعة لتنظيم القاعدة بمحافظة أبين.
وكانت محافظة أبين شهدت أول من أمس يوما داميا على أكثر من صعيد، حيث قتل مدير أمن مديرية مودية الرائد عبد الله البهام قبل ساعات من تعرض موكب محافظ أبين ومدير أمن المحافظة لكمين مسلح أدى لمقتل شقيق المحافظ وأحد الجنود المرافقين وإصابة عدد آخر من الجنود، إضافة لمقتل جنديين وإعطاب ثلاثة أطقم عسكرية بمديرية مودية التي شهدت اشتباكات متفرقة، كما شهدت مديرية لودر المجاورة اشتباكات بين الأمن ومسلحين مجهولين يعتقد أنهم على صلة بمنفذي عمليات أول من أمس.
* أسماء المطلوبين للداخلية اليمنية: - أمين عبد الله عبد الرحمن العثماني - بشير محمد أحمد الحليسي - شوقي علي أحمد البعداني - عبد الإله علي قاسم المصباحي - عبد الحميد أحمد محمد الحبيشي - محمد علي عبد الله الناشري - مصلح عبد الله أحمد الحليسي - يوسف أحمد مثنى زيود