المؤسسة العسكرية الأميركية تكشف عن مقتل 77 ألف عراقي في 4 سنوات

حددت عدد القتلى المدنيين بأكثر من 63 ألفا والعسكريين بأكثر من 13 ألفا ما بين 2004 وأغسطس 2008

عراقي يعاين الدمار الذي ألحقه انفجار سيارة مفخخة بمنزل في سامراء إلى الشمال من بغداد (أ.ف.ب)
TT

أصدرت المؤسسة العسكرية الأميركية أحدث إحصاء مفصل لها حول الضحايا العراقيين خلال فترة تتجاوز 4 سنوات بالعراق، مشيرة إلى أن 63185 مدنيا و13754 من القوات الأمنية العراقية لقوا حتفهم منذ بداية عام 2004 حتى أغسطس (آب) 2008.

ويعد عدد العراقيين الذين لقوا حتفهم خلال سنوات الحرب التي تجاوزت 7 أعوام من القضايا التي يدور بشأنها جدال محتدم. وتتراوح التقديرات بين أقل من 100 ألف ومئات الآلاف، ومن العسير تحديد أي من الأرقام المطروحة أكثر دقة.

اللافت أن أعداد الضحايا الصادرة عن الولايات المتحدة أقل من الأخرى الصادرة عن الحكومة العراقية. فمثلا، أشارت منظمة حقوق الإنسان العراقية العام الماضي إلى أن 85694 عراقيا، بينهم أفراد الجيش والشرطة، قتلوا منذ بداية 2004 حتى أكتوبر (تشرين الأول) 2008.

وأعلن متحدث رسمي باسم الوزارة أن بيانات المؤسسة العسكرية الأميركية قريبة من الأرقام الصادرة عن الوزارة ولا ينبغي رفضها. وأضاف كامل أمين، المتحدث الرسمي، أنه «في النهاية، لا تقاس الحياة البشرية بالأرقام. إن هذا الرقم يحمل وراءه تداعيات اجتماعية. وخلف أرقام القتلى هناك عشرات الذين منوا بإعاقات وأرامل ويتامى».

والملاحظ أن هذه الأرقام تشمل أكثر أعوام الحرب دموية، ما بين 2005 و2007، عندما عصفت الصراعات الطائفية بالبلاد.

وخلال الفترة التي يغطيها التقرير الأميركي، أصيب 121649 عراقيا على الأقل بجروح. في المقابل، قتل 3592 شخصا وأصيب 30068 آخرون من قوات التحالف.

وتعمد المؤسسة العسكرية الأميركية إلى جمع معلومات مفصلة حول الضحايا العراقيين، لكنها أبدت بوجه عام عدم استعدادها للإعلان عنها، وكشفت من وقت لآخر فقط عن بيانات محدودة حول الضحايا المدنيين. وجاء صدور التقرير، الذي نشر على موقع القيادة المركزية الأميركية على شبكة الإنترنت في يوليو (تموز)، لكنه لم يلفت الانتباه حتى أول من أمس، بناء على طلب اعتمد على قانون حرية المعلومات تقدم به مسؤولو «أرشيف الأمن القومي» التابع لجامعة جورج واشنطن.

جدير بالذكر أن التقرير لا يتضمن أرقام الضحايا الذين سقطوا خلال الفترة التالية مباشرة للغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003. وقال متحدث رسمي باسم المؤسسة العسكرية الأميركية إنه من غير الواضح ما إذا كان القتلى في صفوف المتمردين متضمنين في البيانات.

كان إحصاء مثير للجدل، نشرته دورية «لانست» البريطانية الطبية عام 2006، قد قدر أن أكثر من 600 ألف عراقي قتلوا جراء الحرب، وهو رقم يفوق بمقدار يزيد على 10 أضعاف التقديرات الأخرى الصادرة في ذلك الوقت. من جهته، أشار «عراق بودي كاونت» (إحصاء الضحايا العراقيين)، وهو قاعدة بيانات عامة للقتلى المدنيين منذ عام 2003، قدر العدد ما بين 98252 و107235. وبالنسبة للأرقام الصادرة عن المؤسسة العسكرية الأميركية، فقد جرى تقسيمها تبعا للمحافظات وتعكس آثار الحرب الطائفية العراقية. وتشير الأرقام إلى أنه في عام 2006 قتل أكثر من 2100 مدني عراقي في المتوسط شهريا - في تصعيد حاد عن عام 2004 عندما بلغ المتوسط الشهري لأعداد القتلى نحو 239. وفي عام 2007، شهدت أعداد القتلى المدنيين ارتفاعا حادا، ليتجاوز في بعض الأحيان 3 آلاف قتيل شهريا، ثم انحسر العدد ببطء في نهاية العام في خضم زيادة أعداد القوات الأميركية. في يوليو (تموز) 2008، قتل 804 مدنيين عراقيين، وفي الشهر التالي قتل 488 آخرون. وعلى مدار العامين الماضيين، شهد العراق مستوى ثابتا ولكن أبطأ كثيرا من أعمال العنف.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»