والد «طفل سلوان» لـ«الشرق الأوسط»: حولونا إلى سجانين.. وابني لا يفهم ولا يتقبل الأمر

محكمة إسرائيلية تأمر بحبس الطفل عمران منصور في البيت أسبوعين

طفل فلسطيني يحمل صورة أحد المعتقلين خلال مظاهرة احتجاجية أمام مقر الهلال الأحمر في غزة نظمت للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين في السجون الإسرائيلية (أ.ف.ب)
TT

أفرجت الشرطة الإسرائيلية عن «طفل سلوان»، الفتى عمران منصور، الذي دهسه مستوطن إسرائيلي الجمعة قبل الماضي في القدس، في مشهد بث عبر كل وسائل الإعلام، وأثار غضبا كبيرا، وحولته للحبس المنزلي مدة أسبوعين مع دفع كفالة 2000 شيكل. وسمحت المحكمة الإسرائيلية لعمران بالذهاب والإياب إلى المدرسة ومنها خلال فترة حبسه في المنزل، ولكن برفقة مرافق بالغ فقط، وحددت مبلغ 10 آلاف شيكل غرامة إذا لم يلتزم بحبسه في منزله. كانت الشرطة الإسرائيلية قد اعتقلت عمران من منزله في حي بئر أيوب بحي سلوان، أول من أمس، واقتادته للتحقيق في سجن المسكوبية الشهير في القدس، لمدة 8 ساعات حول مشاركته في إلقاء الحجارة على سيارة المستوطن الذي دهسه، قبل أن تقرر محكمة إسرائيلية الإفراج عنه وتحويله إلى الحبس البيتي. كان عمران قد اشتهر بعدما بثت شاشات التلفزيون صورا حية للمستوطن ديفيد بعري، مدير عام رابطة «العاد» اليمينية الاستيطانية، وهو يدهس طفلين بشكل عنيف، يطير أحدهما (عمران) في الهواء مترين قبل أن يسقط على الأرض، ويلوذ المستوطن بالفرار من المكان قبل أن تعتقله الشرطة ومن ثم تفرج عنه. وقال محمد منصور، والد عمران لـ«الشرق الأوسط»: «هذا حكم جائر». وأضاف: «لو كان أكبر قليلا لتقبل الأمر، لكن ابني حتى الآن لا يفهم ما يحدث معه». وأكد محمد أن ابنه تضرر نفسيا بشكل كبير من جراء الحكم، وقال: «لا يمكن السيطرة على طفل بهذا العمر، يسألنا دوما لماذا هو ممنوع من مغادرة المنزل». وأضاف: «حولونا إلى سجانين لابننا». وتابع: «نجلس معه ونحرص على ألا يخرج، نقول له إذا أردت حتى أن تشتري شيئا أرسل أحد إخوتك، وهذا وضع لا يقبل أن يتفهمه أبدا». وتختصر قصة عمران قصص أطفال آخرين من سلوان، اعتُقلوا وتم التحقيق معهم، وضربوا وهددوا، بسبب «انتفاضة الحجارة» التي يقودها هؤلاء الأطفال حصرا في سلوان في القدس. وتشهد سلوان، منذ شهور، توترا غير مسبوق، بسبب سيطرة مستوطنين على منازل في الحي، وسعيهم إلى السيطرة على 22 منزلا ضمن خطة لبلدية القدس ببناء حديقة توراتية في المكان. كان مستوطنون قد اشتبكوا غير مرة مع أهالي سلوان، قبل أن يقتل مستوطن أحد أبناء الحي، قبل أقل من شهر، وهو ما فجر مواجهات لم تهدأ حتى الآن. وأمس تفجرت مواجهات جديدة بعد ليلة ساخنة في سلوان أصيب فيها أكثر من ثلاثين فلسطينيا، بينهم 3 سيدات، بأعيرة مطاطية وبالغاز المسيل للدموع، إثر مواجهات اندلعت بسبب محاولة الشرطة الإسرائيلية إزالة خيمة الاعتصام المنصوبة في الحي، والتي تحولت إلى رمز لصمود سلوان. كانت المخابرات الإسرائيلية قد أمهلت نعيم الرويضي، حتى يوم أمس، لإزالة خيمة الاعتصام عن سطح منزله، مهددة إياه، كما قال، بهدم المنزل والإبعاد عن مدينة القدس.

وصد الشبان والأطفال تقدم الآليات الإسرائيلية بداية الأمر، إلا أن قوات أخرى من الجنود وشرطة الاحتلال عادت مرة أخرى، بقوة أكبر، مقتحمة سلوان من عدة بوابات، فاشتبك معها الفلسطينيون، ومنعوها مجددا من هدم الخيمة. وتغلق إسرائيل سلوان بعد أن حولتها إلى ثكنة عسكرية، ويحذر أهالي المنطقة ومسؤولون فلسطينيون من تفجر كبير للأوضاع في الحي الشهير، ما لم يخرج المستوطنون من المنطقة.