قريع يدعو إلى إعلان الدولة الفلسطينية ويطلب وصاية دولية

فيلتمان في الرباط: لا سلام في الشرق الأوسط دون دولتين

TT

بينما أعلن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، جيفري فيلتمان، أمس أن حل النزاع في الشرق الأوسط يقتضي «دولتين» إسرائيلية وفلسطينية، حسب ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. دعا المفاوض الفلسطيني المخضرم أحمد قريع (أبو علاء)، رئيس دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير الفلسطينية، إلى إعلان الدولة الفلسطينية، وطلب وصاية دولية إذا فشل خيار الذهاب إلى مجلس الأمن لطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وجاءت دعوة قريع في وقت تدرس فيه القيادة الفلسطينية، التي يعتبر قريع أحد أركانها، خياراتها المتاحة البديلة للمفاوضات، بعد إصرار إسرائيل على الاستمرار في الاستيطان. وقال فيلتمان في لقاء مع الصحافيين أمس في الرباط إن «حل النزاع في الشرق الأوسط يقتضي بالضرورة خيار (الدولتين) الذي يدافع عنه» الرئيس باراك أوباما.

وكانت القيادة الفلسطينية بدأت السبت سلسلة اجتماعات مفتوحة للبت في خياراتها التي تتمحور حول الطلب من الولايات المتحدة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والذهاب إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن لطلب هذا الاعتراف وفق حدود 1967، أو طلب وصاية دولية مع إشعال مقاومة شعبية واسعة. وعبر قريع في محاضرة ألقاها، أول من أمس، ضمن ندوة سياسية نظمها مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في القاهرة، عن تشاؤمه من إمكانية أن تؤدي المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى نتائج عملية نتيجة السياسات الإسرائيلية العدوانية. وأكد قريع أن الخيارات الفلسطينية ما زالت مفتوحة، وفي مقدمتها الذهاب إلى مجلس الأمن. وأردف قائلا «لكن إذا فشل هذا الخيار فليتم الإعلان عن الدولة الفلسطينية، وطلب وصاية دولية». وأضاف «القضية الفلسطينية الآن تمر بمرحلة في منتهى الدقة والصعوبة، ومنعطف خطير، وربما لا أبالغ إذا قلت إنه من أخطر المنعطفات التي مرت بها القضية الفلسطينية على مدار السنوات الماضية». ولذلك طالب قريع بضرورة إنجاز المصالحة مع حماس، معتبرا أنها «الخيار الأول» الذي يجب اللجوء إليه الآن. واعتبر قريع أن الوضع الفلسطيني الداخلي ليس في أحسن أحواله، كما هو الوضع العربي تماما، «المنقسم ما بين الاعتدال والممانعة وعدم المبالاة، وهو ما ينعكس على القضية الفلسطينية». وقال «لا يجوز أن يظل الانقسام قائما ونحن نواجه هذه الحملة الإسرائيلية الشرسة، فجبهتنا الآن مفككة، وبالتالي الوضع ليس في أحسن أحواله، ويجب إنهاء الانقسام أولا، والاتفاق على برنامج سياسي واحد»، مشيرا إلى أطراف إقليمية ودولية (لم يسمها) بأنها مرتاحة للانقسام الفلسطيني. وتطرق قريع إلى مسألة يهودية إسرائيل، وقال «إن الهدف من وراء تمسك حكومة (رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين) نتنياهو بيهودية الدولة، هو أنهم يريدون التأكيد على صحة الرواية الصهيونية بأن هذه الأرض هي أرض إسرائيل، وإسقاط الرواية الفلسطينية العربية، وهنا يكمن الخطر». وأشار قريع إلى أن هذا الطلب ليس الأول من نوعه، مشيرا إلى أنه «في مؤتمر أنابوليس، الذي رعاه الرئيس الأميركي السابق جورج بوش فوجئنا بأن الجانب الأميركي ينحاز وقتها إلى الطرح الإسرائيلي بالحديث عن دولتين، دولة يهودية إسرائيلية، ودولة فلسطينية، إلا أن الوفد الفلسطيني رفض هذه المسميات، وعطلنا وقتها المؤتمر لأكثر من ساعة رفض خلالها الوفد الفلسطيني الخروج للقاعة التي كان بها 50 دولة إلى أن تم تجاوز هذا البند». ويرى قريع أن الموقف الأميركي لم يتغير بالنسبة للقضايا المرتبطة بإسرائيل، وقال «إن العرب لم يفهموا الرئيس الأميركي باراك أوباما جيدا، لأن أوباما الذي ظن البعض أنه متفاهم مع القضايا العربية، نسوا أن أميركا دولة مؤسسات». وأضاف «أسأنا فهم أوباما وقراءة حقيقة موقف الإدارة الأميركية، فهو قال في خطابه بالقاهرة إن استمرار الاستيطان عمل غير شرعي، وبالتالي هو كان يتحدث عن الاستمرار، ولم يتطرق إلى الفترة الماضية».