الكويت: النيابة العامة تحقق مع أفراد من الأسرة الحاكمة بعد هجوم على قناة تلفزيونية

بينهم السفير الكويتي لدى الأردن ومسؤول في وزارة الداخلية

TT

تفاعلت أمس قضية الاعتداء الذي تعرضت له إحدى القنوات الفضائية الخاصة في الكويت، بعد أن أعلن أن النيابة العامة الكويتية شرعت في التحقيق مع عدة أعضاء من الأسرة الحاكمة بشبهة المشاركة في هجوم على قناة تلفزيونية خاصة، حسب ما أفاد محاموهم.

وقال المحامي عبد المحسن القطان إن أفراد الأسرة «تم استدعاؤهم والتحقيق معهم بسبب ادعاءات بمشاركتهم في الهجوم الذي تسبب بأضرار في المكاتب والتجهيزات، بالإضافة إلى ادعاءات بإطلاق النار». وذكر المحامي أن موكليه نفوا كل التهم الموجهة إليهم، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وهؤلاء الأفراد ينتمون إلى فرع المالك من أسرة الصباح الحاكمة في الكويت، ويشتبه في أنهم اقتحموا مكاتب قناة «سكوب» الأحد بعد بث برنامج اعتبروه مهينا لعائلتهم.

وكان بين المستدعين سفير الكويت لدى الأردن الشيخ فيصل الحمود المالك، الذي نفى اشتراكه في الاقتحام، بالإضافة إلى مسؤول في وزارة الداخلية وآخرين.

وكانت النيابة العامة الكويتية، قد أصدرت أوامر ضبط وإحضار في حق السفير الكويتي لدى الأردن الشيخ فيصل المالك الصباح، وشقيقه الشيخ الرائد عبد الله المالك، مدير إدارة البحث والتحري في الإدارة العامة لأمن المطار، وذلك على خلفية المعلومات التي أدلى بها بعض العاملين في قناة «سكوب» وأدلوا فيها بأن الشيخين، فيصل وعبد الله، كانا ضمن الحشود وقت مهاجمة القناة، رغم أن تحريات إدارة البحث والتحري من محافظة العاصمة أكدت أن الشيخ فيصل المالك وشقيقه الشيخ عبد الله لم يشاركا في الهجوم، وكانا يحاولان تهدئة المجاميع الغاضبة.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن القناة هوجمت من قبل أكثر من عشرين شخصا بعد أن قال مديرها النائب السابق طلال السعيد خلال برنامج حواري إن فرع المالك حاول الاستيلاء على الحكم قبل خمسين عاما. بينما قالت القناة إن عدد المهاجمين كان 250 شخصا.

ويواجه السعيد وشقيقته مالكة القناة، فجر السعيد، تهما بالسعي إلى قلب نظام الحكم على خلفية برنامج كوميدي بث في أغسطس (آب) الماضي تحت عنوان «صوتك وصل».

واستجوبت فجر السعيد، الخميس الماضي، بهذه التهمة بناء على دعوى تقدمت بها وزارة الإعلام التي يشغل فيها عضو في فرع المالك هو الشيخ فيصل المالك، منصب وكيل وزارة.

وأتت تصريحات النائب السعيد حول فرع المالك ومحاولته المفترضة قلب نظام الحكم بعد أن اتهم الشيخ فيصل بأنه وراء الدعوى المقدمة ضده وضد شقيقته. وكانت الحكومة الكويتية، ممثلة في وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، روضان الروضان، قد استنكرت ما بثته قناة «سكوب» الفضائية في أحد برامجها «من مواد تنطوي على مساس مرفوض بالأسرة، وكذلك ما قام به البعض من تصرف صبياني مرفوض على مبنى القناة مساء أول من أمس وممارسة أعمال العنف والإتلاف لأجهزة القناة ومحتوياتها».

وأوضح الروضان أن الجهات المعنية تتولى التحقيق في هذه الواقعة بكل تفاصيلها وأبعادها تمهيدا لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة في هذا الشأن. مضيفا، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الكويتية، أن مجلس الوزراء أعرب عن بالغ استيائه وإدانته لمثل هذه الممارسات التي يجرمها القانون «الذي تحرص الحكومة على تطبيقه على الجميع دون تمييز، ولن تتهاون في التصدي لمثل هذه الممارسات البغيضة والأعمال الغريبة على مجتمعنا الكويتي».