نتنياهو يقرر وقف هدم البؤر الاستيطانية بدعوى أن الهدم يخرب المفاوضات

حركات السلام والمنظمات القانونية الإسرائيلية اعتبرتها حجة واهية

عمال فلسطينيون يشتغلون في ورشة بناء بمستوطنة بيتار ايليت القريبة من بيت لحم في الضفة الغربية (إ.ب.أ)
TT

اتخذ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قرارا استيطانيا جديدا، أمس، بالتوقف عن تنفيذ تعهداته بهدم البؤر الاستيطانية التي تعتبر حتى حسب القانون الإسرائيلي بأنها غير شرعية.

وكشف النقاب عن هذا القرار في رسالة وجهها نتنياهو إلى محكمة العدل العليا الإسرائيلية، يقول فيها إن هدم البؤر الاستيطانية وفقا للجدول الزمني المقرر غير ممكن، وذلك «لأسباب تتعلق بالمفاوضات السلمية والأوضاع السياسية». وطلب من المحكمة وضع جدول زمني جديد لتنفيذ قرارها، في ما يتعلق بست بؤر كهذه.

المعروف أن البؤر الاستيطانية هي الأحياء التي أضافها المستوطنون في الضفة الغربية إلى مستوطناتهم خلال السنوات العشر الأخيرة من دون تصاريح من الدوائر الحكومية، وذلك بعد أن سيطروا على أراض فلسطينية خاصة.

ويبلغ عددها 103 بؤر. وفي أعقاب استنكار شديد من إدارة الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، ثم إدارة الرئيس باراك أوباما، تعهدت حكومات إسرائيل بهدم هذه البؤر عدة مرات. ولكنها نفذت التعهدات بشكل جزئي ومحدود.

وبادرت حركات السلام والمنظمات القانونية الإسرائيلية ومعها مجموعات من المؤسسات الفلسطينية للتوجه إلى محكمة العدل العليا في القدس لإلزام الحكومة الإسرائيلية بتنفيذ وعودها. واستجابت المحكمة لجميع الدعاوى بهذا الشأن، وأصدرت عدة قرارات تلزم الحكومة بالهدم، آخرها قرار بهدم ست بؤر. ووضعت المحكمة جدولا زمنيا ينتهي هذه الأيام، فعادت تلك المؤسسات إلى المحكمة تشكو من «إهانة الحكومة الإسرائيلية للمحكمة وعدم تنفيذ التزاماتها». ورد نتنياهو برسالة إلى المحكمة يشرح فيها «صعوباته لتنفيذ القرارات». ويدعي أنه في ظروف عرقلة المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين وأثر كل هدم على هذه المفاوضات في الساحة الإسرائيلية، يحتم تغيير الجدول الزمني من جديد. وطلب إلغاء قرارات الهدم وتغيير الجدول الزمني لإتاحة الفرصة أمام الحكومة حتى لا تخرب عملية السلام بخطوات إجرائية كهذه.

وقال ناطق بلسان هذه المنظمات إن الحجة التي يتذرع بها نتنياهو واهية ومستهجنة، وإن الإبقاء على هذه البؤر هو الذي يخرب مفاوضات السلام، حيث إن المستوطنين يستشعرون ضعف الحكومة أمام خرقهم للقانون ويواصلون بقوة أكبر بناء المزيد من البؤر الاستيطانية.

إلى ذلك، لمح نتنياهو إلى أن عملا عسكريا ضد قطاع غزة قد يكون لا مفر منه بسبب نصب صواريخ مضادة للطائرات في قطاع غزة. وخلال جلسة كتلة حزب الليكود البرلمانية الليلة قبل الماضية، قال إن سلاح الجو الإسرائيلي يواجه بالفعل صعوبات في تنفيذ طلعات جوية في محيط قطاع غزة بسبب نصب صواريخ مضادة للطائرات نصبها الفلسطينيون في قطاع غزة. وشدد نتنياهو على أنه في حال لم تتخذ الترتيبات الأمنية اللازمة، فإن الصورايخ المنصوبة في قطاع غزة من شأنها أن تؤثر على الملاحة المدنية والطيران العسكري على حد سواء. وحذر من أنه سيكون في إمكان الصواريخ التي قد تطلق من قطاع غزة إسقاط طائرات تهم بالهبوط في مطار «بن غوريون» الدولي أو في قواعد سلاح الجو الإسرائيلي، لا سيما أنه يوجد في محيط القطاع قواعد جوية عسكرية كبيرة، مشددا على أن الاحتياجات الأمنية لإسرائيل هي احتياجات حقيقية، ويجب أن يتم سدها من خلالها حلول حقيقية «ولن تكون بمثابة حبر على ورق فقط». واعتبر أبو عبيدة الناطق باسم «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة حماس، «ادعاء» نتنياهو أن لدى المقاومة في غزة صواريخ مضادة للطائرات «توطئة» لعدوان إسرائيلي جديد. وقال أبو عبيدة في تصريح صحافي: «هذه التصريحات تكشف حقيقة النوايا العدوانية التي تبيتها تل أبيب ضد قطاع غزة»، مشيرا إلى وجود مؤشرات على نية إسرائيل شن العدوان. واعتبر أبو عبيدة أن «المزاعم التي يسوقها نتنياهو وكبار الشخصيات السياسية والعسكرية في إسرائيل تهدف لمزيد من التحريض على المقاومة عن طريق تفخيم قدراتها، وإظهار المحتلين أمام الرأي العام الدولي على أنهم ضحية ومن حقهم الدفاع عن أنفسهم»، على حد تعبيره.

وأشار أبو عبيدة إلى أن تصريحات نتنياهو ترمي إلى إرباك قوى المقاومة وتخويفها من حملة عسكرية مقبلة، مؤكدا أن «مجاهدي الشعب الفلسطيني لا يخشون العدوان، وهم على أهبة الاستعداد للتصدي لأي حماقة يقدم عليها المحتلون الصهاينة»، وأضاف أن «أي مواجهة مقبلة إذا ما فرضها الصهاينة على القطاع المحاصر، فلن تكون نزهة، وسيتكبد فيه العدو خسائر غير مسبوقة». وشدد على أن أداء المقاومة الفلسطينية «سيكون أفضل حالا من أي وقت مضى إذا ما نشبت حرب عدوانية جديدة على غزة»، مشددا على حق المقاومة في امتلاك أي سلاح يمكن أن يؤثر على الاحتلال ويستنزفه.