بري يتوجه إلى دمشق.. ومصادره تكشف عن اتصالات لجمع الحريري ونصر الله

تيار المستقبل يكرر تمسكه بالمحكمة الدولية

نواب تيار المستقبل خلال اجتماعهم في بيروت برئاسة رئيس الحكومة اللبناني السابق، ونائب صيدا، فؤاد السنيورة، أمس (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

يستمر التحرك الإقليمي فاعلا في تثبيت التهدئة في لبنان دون التمكن، وحتى الساعة، من الإتيان بحلول للأزمة القائمة على خلفية المحكمة الدولية.

وفي هذا الإطار، جزم عضو المكتب السياسي في تيار «المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش أن «إلغاء المحكمة ليس خيارا أو اقتراحا مطروحا، كونه ليس بيد السعودية أو حتى الرئيس الحريري» مستغربا ما يطرح في هذا الخصوص، علما بأن «المحكمة قامت بقرار دولي ولا يمكن أن تلغى إلا بقرار من مجلس الأمن». وشدد علوش لـ«الشرق الأوسط» على أن «تيار المستقبل والرئيس الحريري لا يمكن أن يقبلا بأية صيغة تنتهي بإضاعة العدالة والحقيقة». وأضاف: «الأمور في المدى المنظور صعبة وشديدة التعقيد والدقة، وقد نشهد بعض الأحداث التي تزيد حدة التوتر. ما نعده لهذه المرحلة هو مزيد من الصمود والتمسك بمبادئنا وشعاراتنا التي لن تحيد عن المطالبة بالحقيقة والعدالة».

وعن لقاء الحريري بالمعاون السياسي للسيد حسن نصر الله، قال علوش: «اللقاء قد يؤسس للقاء نصر الله - الحريري، ولكن هذه اللقاءات لن تغير في المضمون، لأن الأزمة ستبقى قائمة، وكل ما ستنتجه سحب حدة التشنج من الشارع اللبناني». ويلتقي الرئيس السوري بشار الأسد اليوم رئيس المجلس النيابي نبيه بري بعدما التقى أول من أمس رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان. وقد قالت مصادر الرئيس بري عن اللقاء المرتقب لـ«الشرق الأوسط»: إن «اللقاء يندرج في خانة ترسيخ الاستقرار وتجنيب لبنان الفتنة في ظل ما يثار عن تسعير للقرار الظني الذي بات يستخدم في سياق التهديد والوعيد بعيدا عن سياقه الطبيعي لكشف الحقيقة».

وعن مفاعيل قمة الرياض، قالت المصادر: «نحن نبني على مسار طويل يتنامى بين سورية والسعودية ينعكس إيجابا على الوضع الداخلي اللبناني العام. الرئيس بري يلعب دورا أساسيا في هذا المجال لضبط الأوضاع ويقوم بمساع حثيثة للتهدئة مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط». ولفتت المصادر إلى أن «الرئيس بري لم يكن بعيدا عن اللقاء الذي جمع جنبلاط بالسيد نصر الله»، كاشفة أن «هناك اتصالات قائمة وعلى مستوى رفيع لجمع الرئيس الحريري بالسيد نصر الله لخفض منسوب التوتر ورفع منسوب الاستقرار». ووضعت مصادر الرئيس بري الزيارة الخاطفة لنائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان في إطار «محاولة إعادة استنهاض لمشروع أحبط برافعة القرار الظني».

وفي المواقف، أسف رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع «للأهمية التي أولتها وسائل الإعلام ورجال السياسة في لبنان للقمة السعودية - السورية، باعتبار أن الملف اللبناني هو شأن داخلي، ومواقفنا واضحة من كل الأمور، أيا تكن الدول المجتمعة، فمواقفنا مبنية على قناعات وأسس ثابتة وواضحة»، لافتا إلى أنه «في نهاية المطاف حان الوقت لتكون الشؤون اللبنانية ومسار السياسة الداخلية محددة فقط من قبل الفرقاء الداخليين اللبنانيين، ولكن للأسف قسم كبير منهم مرتبط بخارج لبنان». وأوضح جعجع أن «ما انتهت إليه القمة السعودية - السورية فيما يتعلق بلبنان هو لا شيء، باعتبار أن مواقف الفرقاء محددة بشكل واضح حول المحكمة الدولية وكل الأمور المتعلقة بها».

وإذ أكد وزير الأشغال العامة والنقل، غازي العريضي، أن «الأجواء إيجابية وأن هناك حرصا من الجميع على عدم التصعيد ومعالجة الأمور بالحوار»، وصف عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي خريس القمة السعودية - السورية، التي عقدت في الرياض، بـ«الحدث الكبير»، مؤكدا أن اللقاء والتفاهم بين هذين البلدين يصب مباشرة في مصلحة لبنان. ولفت خريس إلى أن «ما اتفق عليه خلال القمة هو السعي الدائم لإحلال التوافق الداخلي وحل كل المشاكل والملفات الخلافية بالتحاور والتفاهم، لأن المطلوب ألا يقع لبنان في مأزق»، مشيرا إلى أن «القمة انعكست مباشرة هدوءا على الوضع الداخلي وبات المطلوب من القيادات أن تعي خطورة المرحلة لتنتقل للتأكيد على أن لا مكان للفتنة أو الفراق بين اللبنانيين وأن المصلحة الوطنية فوق أي اعتبار».

من جهته، رأى وزير التربية حسن منيمنة أن «ثمة أربعة مواضيع متداخلة ومترابطة هي العراق ولبنان والنووي الإيراني والملف الفلسطيني»، لافتا إلى أن «الموضوع الأبرز هو الملف العراقي»، مشددا في الوقت عينه على أن «الملف اللبناني هو ملف إقليمي بامتياز». وقال منيمنة: «نحن مستمرون بحالة التهدئة، خاصة أن اللقاء السوري - السعودي يشكل مظلة أمان داخلية»، مضيفا «نحن نتعامل مع كل أسبوع بأسبوعه».