صفعة جديدة لـ«القاعدة» بعودة مطلوب للسعودية التحق بالتنظيم عبر إيران

تربطه علاقة بأخطر المطلوبين على قائمة الـ85.. واللواء التركي لـ«الشرق الأوسط» عن عودته: دليل وعي

بدر محمد الشهري
TT

تلقى تنظيم القاعدة أمس، صفعة قوية من داخله، هي الثانية خلال أربعة أيام، بإعلان السعودية عودة أحد المطلوبين الأمنيين لها، كان قد التحق بالتنظيم قبل 3 سنوات عبر إيران.

وقالت وزارة الداخلية السعودية أمس، إن بدر الشهري، المدرج على قائمة تضم 85 ملاحقا في الخارج، قرر العودة طواعية وتسليم نفسه.

ويأتي هذا الإعلان، بعد أيام قليلة من إعلان الرياض، عن عودة جابر الفيفي المطلوب رقم 20 على القائمة نفسها، الذي كان قد التحق بـ«القاعدة» في اليمن، بعد إطلاق سراحه من غوانتانامو.

ويعتبر بدر الشهري، الذي أعلنت عن عودته السعودية أمس، واحدا من عشرات السعوديين الذين يعتقد وجودهم بالمثلث الباكستاني الأفغاني الإيراني.

وتتهم الرياض، الشهري، بارتباطه بعناصر تنظيم القاعدة في الداخل، ومنسقي السفر لمناطق الصراع، كما تسميها الداخلية السعودية، وتقصد بها: العراق، أفغانستان، واليمن.

وتشير المعلومات التي توفرت لـ«الشرق الأوسط» عن بدر الشهري، إلى وجود علاقة تربطه مع صالح القرعاوي، أبرز المطلوبين أمنيا، الذي يعتقد وجوده على الأراضي الإيرانية، إضافة إلى علاقته بكل من أسامة وسعد الشهري، ومغادرته بالترتيب معهما لأفغانستان، للانضمام لتنظيم القاعدة هناك، التي وصلها عبر إيران.

وكانت «الشرق الأوسط» قد نشرت معلومات بعد يومين من إعلان قائمة الـ85، في فبراير (شباط) 2009، ترجح أن 35 سعوديا ضمن هذه القائمة، تم رصدهم آخر مرة، إما في الأراضي الإيرانية أو في المثلث الإيراني الأفغاني الباكستاني، أي بنسبة 41 في المائة ممن وردت أسماؤهم في القائمة.

وتفيد معلومات غير رسمية أن عناصر «القاعدة» الموجودين في إيران يخططون لضرب مصالح سعودية أو أردنية، كما أن بعضهم يعتزم العودة إلى الداخل لتنفيذ العملية بنفسه، بينما البعض الآخر يعتزم الانضمام إلى مجموعة المقاتلين الجدد الموجودين على الأراضي اليمنية.

وبدر الشهري، واحد من مجموعة الـ35 سعوديا، الذين كان آخر وجود لهم في المنطقة الحدودية التي تشترك فيها كل من أفغانستان وباكستان وإيران، ومن المؤكد بالاستناد إلى ما مضى من معطيات أنه يملك معلومات ستفيد سلطات الأمن السعودية في حربها على «القاعدة» وكشف مخططاتها الإرهابية.

وتشير المعلومات المتوفرة عن الشهري، إلى أنه غادر السعودية قبل 3 سنوات، إلى البحرين، ومنها إلى إيران، ثم أفغانستان.

وقالت وزارة الداخلية السعودية في بيان لها أمس: إن «المطلوب بدر محمد ناصر الشهري أبدى في اتصال مع ذويه رغبته في تسهيل عودته إلى المملكة وتسليم نفسه للجهات الأمنية، حيث تم بالتعاون والتنسيق مع الجهات المختصة في جمهورية باكستان الشقيقة، ترتيب وتسهيل عودته والتقائه بأسرته فور وصوله إلى المملكة، كما تم تمكينه من أداء العمرة بمعيتهم».

وأضافت الوزارة في بيان جاء على لسان المتحدث باسمها «أن وزارة الداخلية إذ تعلن ذلك، تدعو كل الموجودين في الخارج ممن اتضحت لهم الرؤية حيال ما يراد بهم من رموز الفتنة والفساد إلى العودة إلى رشدهم والمبادرة بتسليم أنفسهم، وسوف يؤخذ ذلك في الاعتبار عند النظر في أمرهم».

والشهري، ليس أول المطلوبين الذين يسلمون أنفسهم طواعية لسلطات الأمن قادمين من المثلث الباكستاني الأفغاني الإيراني، بل سبقه بذلك فواز العتيبي الذي أعلنت الرياض عودته في سبتمبر (أيلول) 2009.

ورد اللواء منصور التركي، المتحدث الأمني بوزارة الداخلية، على سؤال حول قراءته عودة عناصر «القاعدة» الموجودين في اليمن وغيرها من البلدان طواعية، بقوله: «يبدو أن هذا مؤشر إيجابي لارتفاع مستوى الوعي بين هؤلاء المغرر بهم، عن الفكر الذي تم تغريرهم به، والأهداف الحقيقية التي تسعى الفئة الضالة للزج بهم فيها».

ويعتقد أن غالبية الذين تم إخضاعهم لبرنامج محمد بن نايف للرعاية والمناصحة، وانتكسوا بعد ذلك، استأنفوا اتصالاتهم لتسهيل عودتهم إلى البلاد.

وعن هذا يقول اللواء التركي لـ«الشرق الأوسط»: نحن نلمس أن المطلوبين الذين سبق لهم الاستفادة من برنامج الرعاية يلجأون للمختصين بالمركز لمساعدتهم في ترتيب عودتهم نتيجة للأثر الذي يتركه هذا البرنامج في أنفسهم.

وتقلصت قائمة الـ85، بعودة بدر الشهري وغيره قبله، إلى 72 مطلوبا. ويشار إلى أن الأسماء التي تم رفعها من قائمة الـ85، بالإضافة بدر الشهري، وجابر الفيفي اللذين أعلنت عودتهما في أقل من 4 أيام، هي: أحمد الهذلي، الذي تحوم حوله شكوك بتورطه في تسهيل مهمة منفذ محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت الأمير محمد بن نايف، سلطان راضي سميليل الدلبحي العتيبي، وفهد صالح سليمان الجطيلي، ومحمد عبد الرحمن سليمان الراشد، وكذلك عبد الله عسيري، أحد المطلوبين على القائمة الذي انتحر في هجوم إرهابي فاشل استهدف الأمير محمد بن نايف، مساعد وزير الداخلية، نفذه في أغسطس (آب) الماضي، فيما تسلم الأمن السعودي المطلوب عبد الله الحربي، في مارس (آذار)، بينما سلم 3 مطلوبين أنفسهم للأمن السعودي وهم محمد العوفي، الذي أعلن قائدا ميدانيا لـ«القاعدة» في فبراير الماضي، وكذلك فهد رقاد سمير الرويلي، في مارس، كما سلم المطلوب فواز حميدي العتيبي نفسه للأمن السعودي في سبتمبر، ويوسف محمد مبارك الجبيري الشهري، ورائد عبد الله سالم الظاهري الحربي، منفذا هجوم نقطة أمن الحمراء بمحافظة الدرب التابعة لمنطقة جازان في أكتوبر (تشرين الأول)، وجميع هذه العمليات تمت في عام 2009، ما عدا عملية القبض على الهذلي وتسليم الفيفي نفسه وعودة الشهري، وهي العمليات التي جرت في فبراير وأكتوبر من هذا العام.