وزير البيئة الأردني المستقيل لـ«الشرق الأوسط»: أعترف أنني أخطأت في الإساءة لصحافيين

مقدمة برنامج «60 دقيقة»: لدي تسجيل بإساءات الوزير لصحافيين

TT

قال وزير البيئة الأردني المستقيل حازم ملحس أنه يتحمل الخطأ الذي ارتكبه في الإساءة غير المقصودة للصحافيين خلال ورشة عمل يوم الأحد الماضي منوها بأنه استقال لأنه شعر بضرورة عدم إحراج الحكومة وأنه من الشجاعة بمكان الاعتراف بالذنب وعدم تحميله لغيره. ولفت الوزير ملحس في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن رئيس الحكومة قدر موقفه بالاستقالة، مشيرا إلى أنه لا يريد أن يشغل الحكومة في وقت عصيب تستعد فيه لإجراء الانتخابات النيابية المقررة في التاسع من الشهر المقبل.

وأكد أنه نادم على وصف صحافيين «بالحمير» قائلا: «هي لفظة غير مقصودة وأنا نادم جدا عليها». وأضاف ملحس، الذي صدر أمس مرسوم ملكي بقبول استقالته: «أعترف أنني أخطأت في اختيار الكلمات، وبصراحة كان يجب أن لا أقول ذلك كوني وزيرا، مع تأكيدي بأن ما قلته جاء بشكل عرضي وتلقائي وغير مقصود، حيث إنني كنت أتحدث عن الإعلاميين الذين لا يعرفون شيئا عن الإعلام البيئي».

وشرح ملحس ما حدث معه في صحيفة أردنية بقوله: «قلت للحضور في ورشة الإعلام إن في (الطفيلة) 350 نبعا من الماء ويجب أن نعيدها 350 نبعا، لأفاجأ بالصحيفة في اليوم التالي تكتب أنني حكيت عن وجود 350 نبعا في الطويلة مما دعا الناس للتساؤل: هل هناك قرية في الأردن أو مدينة تدعى (الطويلة) مع أني حكيت: (الطفيلة)، وقد نشرت (الرأي) التقرير من دون حتى تدقيق لغوي تماما كما حدث مع مقدمة البرنامج التلفزيوني الذي ظهر وكأنني أهينها مع أنني لا أهين الصرصور، وأنا حتى الصرصور أحمله على (روقة) والنملة لا أقتلها، فكيف أتهم بأني أهين بني آدم».

من جانب آخر، قالت مصادر حكومية إن رئيس الحكومة سمير الرفاعي استدعى وزير البيئة مساء الاثنين في وقت متأخر، وناقشه في ما نسب إليه من تصريحات ومداخلات على هامش ورشة إعلامية مختصة في التغطيات الإعلامية، فأكد الوزير أنه قال هذا الكلام على سبيل النقد لوسائل الإعلام المحلية التي مارست مخالفات عدة، وهي تغطي نشاطات وزارة البيئة، والقضايا البيئية بشكل عام.

وأوضحت المصادر أن الرفاعي أبلغه أن الحكومة على وشك الإشراف على ملف الانتخابات، وأن تصريحات سلبية كهذه من شأنها أن تضع الحكومة في مواجهة الإعلام، وأنه مضطر لأن يرفع الأمر للعاهل الأردني لتقدير الموقف، واتخاذ القرار المناسب.

وبحسب المعلومات أيضا، فإن الملك حين أحيط علما بالموقف، طلب من رئيس الحكومة أن يبلغ وزيره بضرورة تحمل مسؤولياته السياسية التي تحتمها طبيعة منصب الوزير، والمبادرة إلى تقديم الاستقالة فورا، حيث جرى اتصال هاتفي بين رئيس الوزراء، ووزير البيئة، وقرر الأخير على ضوئه التوجه إلى الرئاسة وتقديم الاستقالة للرفاعي، مسببة برغبته في عدم إحراج الحكومة الأردنية في هذا الوقت الحساس، وأنه يقر بأن طبيعة تصريحاته قاسية جدا، وأنه يتحمل مسؤوليتها، ولهذا بادر إلى تقديم الاستقالة.

على صعيد متصل، قالت مقدمة برنامج «60 دقيقة» في التلفزيون الأردني عبير الزبن إنها قرأت على أحد المواقع الإلكترونية أن الوزير قد أساء إليها ووصفها وزميلها معد البرنامج هاني عمارين بالحمير، وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «إنني أحضرت شريط التسجيل وسمعته وتأكدت وزميلي من الإساءة، ونحن ندرس رفع قضية أمام القضاء».

وأشارت الزبن إلى أنها استضافت الوزير قبل نحو شهر في البرنامج المذكور «للحديث عن موضوع النظافة، وشاهد مدى انحدار مستوى النظافة في العاصمة والمواقع السياحية، وقد اعترف أنه المسؤول عن ذلك، وأكبرت فيه الاعتراف بالمسؤولية، أما أن يقوم بنعتي بكلمة حمارة في ورشة عمل، فإنني أستهجن من شخص في موقع المسؤولية في الوزارة الخروج عن المألوف».

وأصدر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أمس الثلاثاء مرسوما يقضي بتعيين خالد الإيراني وزيرا للطاقة والثروة المعدنية ووزيرا للبيئة، خلفا للوزير حازم ملحس الذي قدم استقالته.

وكان مرسوم ملكي أردني قد صدر ليلة أمس بالموافقة على قبول استقالة وزير البيئة الأردني حازم ملحس. على صعيد متصل، ساد ارتياح في الوسط الصحافي الأردني بصدور مرسوم ملكي بقبول استقالة الوزير ملحس، على خلفية بيان أصدرته نقابة الصحافيين أدانت فيه تصريحات مسيئة صدرت عن الوزير «السابق» بحق الصحافيين والإعلاميين خلال ورشة عمل للإعلاميين عقدت مؤخرا.