مسيحيو «14 آذار» لـ«الشرق الأوسط»: لا تهمنا العلاقات المباشرة مع سورية

إشارات سلبية في موقف العطري والكلام المعسول لا يجد ترجمته الواقعية

TT

يبدو أن الحلفاء المسيحيين لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري غير راضين عن الحالة التي بلغتها العلاقة الثنائية بين لبنان وسورية، وخصوصا بعد المواقف الأخيرة لرئيس الوزراء السوري ناجي العطري ووصفه قوى «14 آذار» بـ«هياكل كرتونية». وعلى الرغم من الإيجابية التي أعرب عنها الرئيس السوري بشار الأسد، في حديثه الى صحيفة «الحياة» أمس ، حيال العلاقة القائمة بينه وبين الرئيس الحريري من جهة، وبين مؤسسات البلدين من جهة أخرى، فإن مسيحيي «14 آذار» لم يقتنعوا بعد بوجود علاقة قائمة من دولة إلى دولة بين بيروت ودمشق، مستندين في ذلك إلى المواقف والإشارات السلبية التي يتلقفها اللبنانيون من فترة لأخرى من مسؤولين سوريين، آخرهم العطري.

وكان الرئيس الأسد قال في حديثه لـ«الحياة» انه اتصل هاتفيا بالحريري بعد مواقفه التي اعلنها في صحيفة «الشرق الأوسط» ليثني على ماقاله.

واعتبر سجعان قزي، المستشار السياسي لرئيس حزب الكتائب أمين الجميل، في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن «موقف الرئيس السوري الأخير يناقض مضمون حديث العطري لناحية تأكيده على أن سورية لا تريد التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية وتسعى إلى التهدئة وأن تكون على مسافة واحدة من الجميع». وقال: «من فوائد كلام العطري أنه كشف حقيقة الكلام السوري المعسول الذي نسمعه ولا نجد له ترجمة على أرض الواقع»، لافتا إلى أن «الدليل على ذلك هو تراجع العلاقة الثنائية عوض أن تتقدم وانحرافها عن مسار المؤسسات». ورأى أن «العلاقة قائمة اليوم بين النظام السوري وقوى لبنانية على حساب القوى الشرعية من رئاسة الجمهورية والحكومة ومجلس النواب».

وعما إذا كانت سورية تريد علاقات جيدة مع الحريري من دون حلفائه المسيحيين، شدد قزي على «أننا لم نشترط على الحريري أن نذهب معه إلى سورية، ونحن نعتبر أنه إذا كانت علاقة سورية بالمسؤولين اللبنانيين الشرعيين جيدة، فهذا يعني أنها جيدة مع الجميع». وأكد أن «حلفاء الحريري المسيحيين لا تهمهم العلاقات المباشرة مع سورية بقدر ما تهمهم العلاقات الشرعية بين البلدين»، معربا عن «تأييدنا بشدة للعلاقة الوثيقة بين الرئيسين الأسد وسليمان وبين الحكومتين اللبنانية والسورية، ونتمنى أن يفهم رئيس حكومة سورية، الذي صام دهرا ونطق كفرا، هذا الأمر».

بدوره أكد رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، «أننا نريد أفضل العلاقات بين البلدين، وأعتقد أن الرئيس الحريري لا ينقصه شيء في هذا السياق، ولكن الموضوع يتوقف اليوم على الجانب السوري». وقال: «لا أرى كيف ستكون العلاقات جيدة عندما يتهجم العطري بهذا الشكل على فريق لبناني هو فريق (14 آذار)»، مشددا على «وجوب التطابق بين الأقوال والنوايا». ولفت إلى أن «مسيحيي (14 آذار) ليسوا مطمئنين كثيرا إلى النوايا السورية وجميعنا اليوم في المركب نفسه».

ووصف منسق الأمانة العامة لقوى «14 آذار» فارس سعيد «الإشارات التي تأتي من سورية بإشارات متناقضة دائما تجاه اللبنانيين»، لافتا إلى أن «أخطر ما في كلام رئيس الوزراء السوري أنه صدر عن رئيس حكومة تجاه فريق لبناني، ولم يصدر عن فريق أو طرف سياسي سوري، من هنا يجب أن يكون هناك ردود من قبل (14 آذار)». ورأى أنه «إذا أردنا أن يكون هناك علاقات من دولة إلى دولة وعدم تدخل في الشؤون الداخلية كما قال الرئيس الأسد، فليستدع وزير الخارجية اللبنانية السفير السوري المقيم في لبنان وليستوضح منه كلام رئيس الحكومة السوري، ولكن على كل حال الموضوع أصبح وراءنا ونحن كل ما نبحث عنه علاقات طبيعية بين البلدين».

وأشار النائب في كتلة الكتائب سامي الجميل إلى أنه «من الأساس كان كلام السوريين واضحا، فهم يريدون علاقة ممتازة مع الرئيس الحريري لكن من دون حلفائه في (14 آذار) ومن دون المحكمة الدولية». ورأى أن «موقف السوريين من المحكمة الذي أطلقه وزير الخارجية السوري وليد المعلم من واشنطن كان واضحا وضرب بالحائط كل ما يتعلق بالمحكمة، كما أن العطري وجه كلاما سيئا يتعلق بـ(14 آذار)». وأوضح الجميل «أننا لا نقوم بأي شيء في السر، بل حديثنا علنا، ونقول إننا لا نريد أي تدخل في لبنان، لكن يجب أن نرى كيف نتواصل مع كل العالم لمصلحة لبنان وسيادته».