فياض لـ «الشرق الأوسط»: المستوطنون لهم عنوان.. ومرجعيتهم حكومة إسرائيل

مبعوث السلام الأممي لرئيس الوزراء: الأمم المتحدة ستدعم إعلان الدولة الفلسطينية المستقلة

فياض والمبعوث الدولي روبرت سري لدى وصولهما الى قرية ترمسعيا للمشاركة في قطف الزيتون، امس (أ ف ب)
TT

أبلغ مبعوث السلام الأممي الخاص في الأراضي الفلسطينية روبرت سري، رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض أمس بأن الأمم المتحدة ستدعم إعلان الدولة الفلسطينية المستقلة.

من جانبه، قال فياض لـ«الشرق الأوسط»: «هؤلاء المستوطنون لهم عنوان، وعنوانهم حكومة إسرائيل»، وحمل إسرائيل مسؤولية أعمالهم التخريبية ضد المزارعين الفلسطينيين وغيرهم وكذلك اعتداءاتهم المتواصلة بأشكال مختلفة.

جاءت هذه التصريحات في الذكرى الـ65 لتأسيس الأمم المتحدة «يوم الأمم المتحدة»، الذي احتفل بها مبعوث السلام الدولي وفياض في قرية ترمسعيا القريبة من رام الله أمس، بأسلوب جديد وهو مشاركة أهالي القرية في قطف زيتونهم، في تحد واضح وصريح لتهديدات المستوطنين بتخريب موسم قطف الزيتون الذي يعتبر مصدر الرزق الأساسي لكثير من المزارعين الفلسطينيين. وشارك في هذه المناسبة التي تحيى عادة في قاعات وفنادق، إلى جانب سري نفسه، العاملون في مكاتب الأمم المتحدة في الضفة الغربية وقطاع غزة، حسب ما قال لـ«الشرق الأوسط» جمال زقوط المستشار الإعلامي لفياض.

وحسب سري، فإن «جميع اللاعبين الدوليين الرئيسيين متفقون حول حقيقة أن الفلسطينيين جاهزون في أي لحظة في المستقبل، للدولة». وأضاف: «نحن معكم في المرحلة الأخيرة من برنامجكم للوصول إلى هذه النقطة في أغسطس (آب) المقبل، وتحظون بتأييدنا».

ويشير سري في ذلك إلى الخطة التي أعلنها فياض في أغسطس 2009، لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية وتطويرها لترتقي إلى مستوى مؤسسات الدول الحديثة، وتعزيز جاهزية السلطة لإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة في غضون عامين، تنهي في أغسطس 2001.

وأشار فياض إلى اعتداءات المستوطنين الإرهابية المتصاعدة، محملا الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن هذه الأعمال، وقال: «هذا الحدث يكتسب معنى في منتهى الأهمية، خاصة في ظل تصاعد الأعمال العدوانية الإرهابية من قبل المستوطنين في المناطق كافة، التي تصاعدت حدتها بشكل واضح في موسم قطاف الزيتون هذا، الأمر الذي لم يبدأ في هذا الموسم بكل تأكيد، ولكن وتيرة هذه الاعتداءات قد تصاعدت بشكل كبير، ولم تقتصر على أشجار الزيتون، بل اشتملت، في ما اشتملت، على محاصيل أخرى، بالإضافة إلى ترويع مزارعينا، ومواطنينا في بيوتهم».

وقال فياض لـ«الشرق الأوسط»: «هؤلاء المستوطنون لهم عنوان، وعنوانهم حكومة إسرائيل، وهي المسؤولة بموجب القوانين الدولية عن حماية المدنين كقوة محتلة، ولكن بكل تأكيد هي لم تقم بذلك، بالإضافة إلى أنها لم تقم بمحاسبة أحد على خلفية أي من الأعمال الإرهابية التي مورست، والأشكال والصنوف المتعددة لهذا الإرهاب، ولهذا العنف، ولهذا الظلم الذي يمارس يوميا بحق شعبنا».

وشدد فياض على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته المباشرة لمحاسبة إسرائيل عن هذه الأعمال الإرهابية، وإلزام إسرائيل بالتقيد بقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وقال: «لقد شكرت السيد سري على ما يقوم به من تقديم تقارير دقيقة لمجلس الأمن الدولي، وبوتيرة منتظمة، إلا أنه آن الأوان لإيصال هذه الرسالة لأقطاب المجتمع الدولي ومكوناته في جلسات مجلس الأمن الدولي لكي يتحرك بالفعل لمحاسبة إسرائيل إزاء هذه الأعمال الإرهابية، حيث إن حكومة إسرائيل هي العنوان، وهي المسؤولة»، وأضاف: «نعم آن الأوان للمجتمع الدولي أن يحمل إسرائيل هذه المسؤولية وبشكل مباشر على فشلها في الالتزام بأبسط قواعد القانون الدولي في ظل الاحتلال، وهي مسؤولية القوة المحتلة».

وأشار سري من جانبه إلى أنه لا يمكن أن يكون هناك شيء أكثر رمزية من المشاركة بقطف الزيتون في فلسطين، وقال: «الحصاد تعبير عن الهوية والاعتماد على الذات. إنه رمز الشعب الفلسطيني بتمسكه الصلب بوطنه، وهذه الشجرة القديمة والجميلة وثمارها تجمع كثيرا من الأمل وعزيمة الشعب الفلسطيني»، وأضاف: «على الرغم من الاحتلال، وعلى الرغم من الانقسام، وعلى الرغم من صعاب الحياة اليومية، فإن أفعالكم تبعث برسالة قوية تُسمع بصوت عال وواضح في جميع أنحاء العالم»، وتابع: «إقامة دولة فلسطينية ليست مجرد حق؛ بل هي أيضا قابلة للتنفيذ. جميع اللاعبين الدوليين على اتفاق بأن الفلسطينيين مستعدون لإقامة دولة فلسطينية في أي وقت في المستقبل القريب، نحن على مقربة من خط النهاية لجدول أعمالكم للوصول إلى تلك النقطة بحلول أغسطس من العام المقبل، ولديكم دعمنا الكامل»، وقال سري: «الضرورة لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة ملحة وواضحة بفعل الحقائق البشعة هنا في ترمسعيا. في الأسابيع الأخيرة في هذه القرية وحدها دمر المستوطنون المتطرفون مئات الأشجار بالسم أو بقطعها، ونفس القصة تروى من قبل القرويين في كثير من الأماكن الأخرى، أنا مشمئز من أعمال التدمير لأشجار الزيتون والمزارع، وتدنيس المساجد والعنف ضد المدنيين». وأضاف: «إسرائيل كقوة احتلال يجب أن تمنع هذا العنف ضد السكان الفلسطينيين، وتقدم المسؤولين عنه إلى العدالة، إسرائيل تدين الهجمات، وأنا أرحب بذلك، لكن سجلها في فرض سيادة القانون على المستوطنين مؤسف، يجب على إسرائيل مكافحة العنف والإرهاب من قبل الإسرائيليين، كما هو متوقع من السلطة الفلسطينية في حالة العنف من جانب الفلسطينيين، ولقد حذرت أيضا بوضوح، ومنذ انتهاء مدة تجميد الاستيطان من بناء الوحدات السكنية الجديدة في جميع أنحاء الضفة الغربية، هذا البناء غير قانوني بموجب القانون الدولي، وسوف يؤدي إلى تقويض الجهود التي نبذلها للتوصل إلى حل عن طريق التفاوض».

إلى ذلك، نأت وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» بنفسها عن تصريحات مدير مكتبها في نيويورك آندرو ويتلي أمام مؤتمر «المجلس الوطني للعلاقات الأميركية - العربية» بمدينة واشنطن في 22 أكتوبر «تشرين الأول» الحالي. وقالت إنها: «لا تعبر ولا تعكس بأي شكل من الأشكال سياسات أو مواقف (الأونروا)». وكان ويتلي صرح بأن على اللاجئين «أن لا يعيشوا على وهم تحقيق حق العودة، وأن على الدول العربية الاستعداد لتوطينهم في أماكنهم، أو أن يختاروا أماكن أخرى حسب رغبتهم».