الحكومة البريطانية تقلص بعثة الحج السنوية.. وتؤكد أن السعودية تقدم تسهيلات صحية مناسبة

الخارجية لـ«الشرق الأوسط»: حصلنا على تعهد من الحكومة السعودية بأن التسهيلات كافية لجميع الحجاج

الأمير محمد بن نواف وإلى جانبه الوزير براون والوزيرة وارسي خلال حفل إطلاق بعثة الحج بالخارجية البريطانية أمس (تصوير: حاتم عويضة)
TT

يبدو أن سياسة تخفيض النفقات التي تعتمدها الحكومة الائتلافية البريطانية، وصلت إلى بعثة الحج التي ترسلها سنويا إلى السعودية، لمواكبة نحو 50 ألف مواطن مسلم من أصل نحو مليونين، يشاركون في الحج. فقد قررت بريطانيا تقليص البعثة المؤلفة من 14 شخصا، التي أطلقتها حكومة حزب العمال قبل 11 عاما، إلى 3 أشخاص، وحذف الفريق الطبي منها، مما تسبب في قلق لممثلي الحجاج البريطانيين في لندن.

وتخلت الحكومة أيضا عن اللورد باتيل الذي كان يرأس البعثة طوال الأعوام العشرة الماضية، من دون أن تقدم له تفسيرا حول الأسباب أو تتشاور معه مسبقا، بحسب ما أكد باتيل أمس لـ«الشرق الأوسط». وعبر باتيل عن «صدمته» من الخطوة التي قال إنها تمت من دون التشاور المسبق معه، وقال: «أنا في الحقيقة مصدوم من هذا القرار، ومن اتخاذهم القرار من دون التشاور معنا أو مع الفريق السابق».

إلا أن وزارة الخارجية بررت خطوتها بأن عدد الأشخاص الذين كانوا يلجأون لخدمات البعثة كان يتضاءل عاما بعد عام، إضافة إلى تحسن الخدمات الطبية السعودية بشكل كبير طوال الأعوام الماضية. وقالت ناطقة باسم الخارجية البريطانية لـ«الشرق الأوسط»: «هناك عدة أسباب لعدم إرسال أطباء هذا العام؛ أولا المراجعات التي أجريت بينت أن عدد المرضى الذين يلجأون للبعثة يتضاءل عاما بعد عام. وثانيا، خصصت السلطات السعودية 21 مستشفى يعالج المرضى مجانا خلال الحج، وقد أكدت لنا السلطات السعودية أن الخدمات الصحية التي تقدم في محيط الحج مناسبة».

وردا على سؤال حول سبب اتخاذ القرار الآن وليس في السنوات الماضية ما دامت الخارجية البريطانية تتحدث عن تقدم في الخدمات الطبية السعودية منذ سنوات، قالت الناطقة باسم الخارجية: «الآن هناك حكومة ائتلافية جديدة، وهذا أول عام لنا نرسل فيه بعثة الحج. وقد تم اتخاذ القرار انطلاقا مما تقدم». وأضافت: «في الماضي بعثة الحج كانت الوحيدة التي نرسل معها بعثات طبية، فالبعثات الأولمبية وغيرها نرسل معها بعثة قنصلية لدعمها ولكن لا تتضمن أطباء».

وعبر اللورد باتيل عن قلقه من أن الحجاج البريطانيين قد لا يلقون مساعدة فورية في المستشفيات السعودية، وقد يضطرون إلى الوقوف في صفوف طويلة. وأشار أيضا إلى عائق اللغة الذي قد يواجه الحجاج البريطانيين. وقال: «ما لا يدركونه هو أنه ستكون هناك صفوف طويلة في المستشفيات بسبب عدد الحجاج الكبير.. كما أن الأطباء لا يتحدثون لغاتنا، فنحن من بنغلادش والبنجاب في باكستان ومناطق من الهند، والأطباء في المستشفيات يتحدثون العربية وسيجدون صعوبة كبيرة في التكلم معنا».

واشتكى اللورد باتيل أيضا من تنحيته «من دون أن تقدم له أي أسباب»، وقال: «لا أعرف لماذا تمت تنحيتي أنا شخصيا. لا يريدونني أن أذهب ولم يعطوني سببا لذلك.. لا أدري أسبابهم.. قد تكون أسباب سياسية أو أخرى، ربما لأنني عضو في حزب العمال».

ولكن الناطقة باسم الخارجية البريطانية أكدت أن حكومتها تلقت تأكيدا من الحكومة السعودية بأن «التسهيلات الطبية ستكون كافية لتلبية طلبات جميع الحجاج من كل أنحاء العالم». وأشارت إلى أنه لم يتم التخلي عن اللورد باتيل شخصيا، إنما ستتألف البعثة هذا العام من موظفين حكوميين فقط، واحد من لندن يتحدث الأوردية، واثنان من السفارة البريطانية لدى السعودية يتحدثان العربية.

وكانت الخارجية البريطانية قد أقامت حفلا صغيرا لإطلاق بعثة الحج صباح أمس. وشارك في الحفل الوزيرة من دون حقيبة البارونة سيدة وارسي، ووزير الدول في وزارة الخارجية جيريمي براون، والسفير السعودي في لندن الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز آل سعود. وألقى الأمير محمد بن نواف كلمة أكد فيها أن الحكومة السعودية «لن تدخر وسعا لينطلق موسم حج هذا العام وينقضي بأمان وسلام، ولتكون مهمة بعثة الحج البريطانية ناجحة، ولتكون رحلة الحجاج البريطانيين إلى الأراضي المقدسة آمنة وملبية لحاجات قلوبهم ونفوسهم». وأضاف: «أما بالنسبة لنا، في السفارة السعودية، فإننا نقف على أهبة الاستعداد لتقديم أية مساعدة تسهم في تحقيق هذه الأهداف النبيلة».

وقدم الأمير محمد بن نواف شكره للحكومة البريطانية على الدعم الذي تقدمه سنويا لبعثة الحج، وقال إن هذا «يمثل تجسيدا للرعاية والاهتمام الرفيعين اللذين توليهما الحكومة للمسلمين البريطانيين، في كل وقت وفي شتى المجالات، باعتبارهم جزءا لا يتجزأ من التركيبة السكانية لهذا البلاد».