المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية يناقش في تونس مشاركة النساء في التنمية المستدامة

سوزان مبارك تعرض التجربة المصرية.. وليلى بن علي تعتبر مشاركتهن فيها رهانا حضاريا

صورة تجمع زوجات بعض القادة العرب خلال افتتاح أشغال المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية أمس في تونس (رويترز)
TT

انطلقت أمس في تونس أشغال المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام تحت شعار «المرأة العربية شريك أساسي في مسار التنمية المستدامة».

ويشارك في المؤتمر الذي يعقد برئاسة السيدة ليلى بن علي، قرينة الرئيس التونسي،‏ عدد من قرينات الرؤساء الأعضاء بجامعة الدول العربية، ووفد رفيع المستوى من الجامعة‏.

وكان المؤتمر الأول قد احتضنته البحرين سنة 2006 في حين انعقد المؤتمر الثاني في أبو ظبي سنة 2008. ويعقد المؤتمر سبع‏ جلسات عمل تناقش موضوعات المرأة والبعد التربوي والثقافي للتنمية المستدامة، والمرأة والبعد الاقتصادي والبيئي والصحي والاجتماعي للتنمية المستدامة، ‏ بالإضافة إلى المشاركة السياسية والمدنية ووضع المرأة في النزاعات المسلحة‏.‏ كما تعقد جلسة حول مساهمة الشباب العرب في التنمية‏، ‏ ومائدة مستديرة حول المرأة العربية والتنمية المستدامة نحو رؤية مشتركة‏.‏ ومن جانبها، أكدت قرينة الرئيس التونسي، في كلمة الافتتاح، أن المؤتمر يعد مناسبة متميزة لتدارس مجموعة من المواضيع سعيا إلى مزيد من الارتقاء بمكانة المرأة العربية، وحرصا على تحقيق المساواة وتكافؤ الفرص بين الجنسين بما يدعم مسيرة الإصلاح والتطوير التي انخرطت فيها البلدان العربية، ويعزز حظوظ اندماج المرأة في عالم يشهد تحديات غير مسبوقة في شتى الميادين.

وأوضحت بن علي أن في تعطيل طاقة المرأة هدرا لنصف طاقة المجتمع، وأن التنمية المستدامة رهان حضاري وقضية إنسانية، تستوجب وضع سياسات وبرامج لتحقيق أغراض التنمية، وهو ما لا يتحقق إلا بالقضاء على أسباب الفقر والجوع والتمييز واختلال الأمن، وبنشر الوفاق الاجتماعي والرفع من حجم الاستثمار، وتنمية قدرات الإنسان وتحسين نوعية حياته ضمن توجه عادل وشامل ومستدام، لا يميز بين المرأة والرجل، ولا بين الأجيال.

وأشارت بن على إلى أن من أبرز معوقات التنمية، عدم تمكين المرأة من المشاركة الفعالة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وفي مواقع القرار والمسؤولية نتيجة عوامل تقليدية ما زالت تكرس اللامساواة بين المرأة والرجل.

وجددت السيدة بن علي تضامنها مع النساء في جميع مناطق التوتر والنزاع في العالم، وحرصها على أن تسهم لجنة المرأة للقانون الدولي الإنساني التي بادرت بإطلاقها في توعية مختلف الأطراف بأبعاد هذا القانون وضرورة احترام مبادئه. وأكدت دعمها الثابت لنضال الشعب الفلسطيني وصموده في وجه الاحتلال والعدوان، واستبساله في الدفاع عن حقوقه المشروعة في الحرية والكرامة.

واختتمت بن علي كلمتها بالتأكيد على أن الخلاص من ثلاثية الخوف والفقر والتمييز يعتبر من الأركان الأساسية للتنمية المستدامة، وأن ما تتعرض له المرأة في بعض المجتمعات من خصاصة وعنف وتشريد وتفكك أسري، بسبب تدني الأوضاع الصحية والاجتماعية والاقتصادية وتفشي النزاعات المسلحة، يعد انتهاكا لكرامتها وإساءة لكيانها وإخلالا بمفهوم التنمية الشاملة.

وسيعرض الوفد المصري برئاسة سوزان مبارك، قرينة رئيس الجمهورية المصري، عضو المجلس الأعلى لمنظمة المرأة العربية، تجربة مصر في مجالات التنمية المستدامة، ‏حيث قامت بإنشاء مدارس الفصل الواحد والصديقة للفتيات في مجالي التعليم والثقافة، ‏ كما أطلقت السيدة مبارك مشروع القراءة للجميع الذي قامت منظمة اليونسكو بتوثيقه لتعميم التجربة في دول أخرى.

وفي مجال الصحة، تعرض مصر جهودها في مجال مكافحة ممارسات من قبل ختان الإناث وخفض معدل وفيات الأمهات ومكافحة الأمراض التي تصيب المرأة مثل سرطان الثدي وغيره‏.‏ وفي المجال الاقتصادي، ستعرض جهود الدولة لمكافحة الفقر وتمكين المرأة اقتصاديا من خلال المشروعات الصغيرة والحفاظ على حقوقها في المجال الرسمي والقطاع الخاص. إلى جانب مجال السياسة، ودعم المشاركة السياسية للمرأة من خلال التأهيل وتخصيص مقاعد لها في البرلمان من خلال الكوتة‏.‏ ويتزامن عقد المؤتمر مع مرور ‏10‏ سنوات على إصدار الأمم المتحدة للقرار ‏1325‏ الخاص بتعزيز دور المرأة في نشر السلام ووقف النزاعات المسلحة، ‏ وكان هذا القرار دافعا لأن تؤسس السيدة مبارك الحركة الدولية للمرأة من أجل السلام بهدف تفعيل هذا القرار ودعم المرأة في صنع السلام.