رهان على تفاهم سعودي - سوري يخرج لبنان من أزمة المحكمة

حزب الله غير متفائل بـ«حلول قريبة» في ظل «الضغط الأميركي»

TT

في ظل احتدام الأزمة الداخلية في لبنان، وانعدام الرهان على ولادة حل من رحم الحوار الداخلي أو من جلسات الحكومة، لا تزال الأنظار مشدودة إلى المساعي الإقليمية والاتصالات القائمة بين المملكة العربية السعودية وسورية للوصول إلى تفاهم على القضايا الخلافية وأهمها المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة قتلة رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، انطلاقا من النتائج التي انتهت إليها القمّة الثلاثية التي انعقدت في بعبدا، وضمت خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد والرئيس اللبناني ميشال سليمان، وأكدت بقاء لبنان تحت مظلّة الأمان العربية.

وأوضح عضو كتلة المستقبل النائب سمير الجسر أن «الرهان لا يزال قائما على الجهود العربية وخصوصا السعودية السورية، التي تسعى إلى تقريب وجهات النظر بين الفرقاء اللبنانيين»، وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «المملكة العربية السعودية تعمل دائما على جمع اللبنانيين وتوحيد موقفهم وكلمتهم وتثبيت التهدئة والاستقرار وتفعيل الحوار الداخلي، وهذه الأجواء دائما ما يبحثها سعادة السفير السعودي (علي عواض العسيري) في لبنان خلال لقاءاته مع كل القيادات اللبنانية». وشدد الجسر على «وجود مسلمات لا يمكن المساومة عليها ومنها المحكمة الدولية، والوصول إلى الحقيقة في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري»، داعيا إلى إلى «إخراج بدعة شهود الزور من دائرة التجاذب والأخذ بالاقتراح الذي يقال إن رئيس الجمهورية بصدد طرحه على مجلس الوزراء»، لافتا إلى أن «قضية شهود الزور ليست إلا وسيلة للوصول إلى غاية محددة وهي المحكمة الدولية ومحاولة الالتفاف عليها». وردا على سؤال عما إذا كانت المساعي الإقليمية لا سيما الاتصالات السعودية السورية ما زالت قادرة على احتواء الوضع في لبنان في ظل الموقف الأخير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ودعوته الصريحة إلى مقاطعة المحكمة الدولية، قال الجسر «هذا الكلام التصعيدي والعودة إلى نغمة التخوين ورفع وتيرة التصعيد السياسي لن يحل المشكلة ولن يفيد الذين يقدمون مثل هذه الطروحات»، مؤكدا أن «لا أحد لديه الرغبة بخرق السقف الأمني أو تجاوزه، إلا إذا كان البعض يخبئ شيئا»، مشيرا إلى أن «الأجواء الداخلية والإقليمية وحتى الدولية لا توحي بأن الوضع الأمني اللبناني في خطر».

في ذات الوقت أكد مصدر في حزب الله لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتصالات السعودية السورية فيما يتعلق بلبنان ليست جيدة، في ضوء الضغط الأميركي المتزايد على فريق 14 آذار في لبنان، وفي ضوء الخلاف المستجد بين الرياض ودمشق حول الملف العراقي». وقال المصدر: «باختصار شديد لا بوادر لحلول قريبة في لبنان، وإذا استمر الوضع على ما هو عليه أعتقد أن الوضع ذاهب إلى مزيد من التأزم، ولكن من الصعب وضع سيناريوهات من الآن لما يمكن أن يحدث إذا استمر هذا الواقع».

وعلق وزير الشباب والرياضة علي العبدالله على ما يحكى عن «اتفاق مكتوب»، تحضّر له الرياض ودمشق لحلّ الأزمة اللبنانية، فقال إن «التأثير السوري - السعودي في لبنان هو واقع وحقيقة، والقمّة الثلاثيّة التي عُقدت في لبنان وبعدها القمة الثنائيّة في السعودية بين الرئيس السوري بشار الأسد والملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز نفستا الاحتقان»، لافتا إلى أن «موضوع لبنان هو دائما على طاولة المناقشة إن كان في لبنان أو في السعودية، وهو الموضوع الأهم وتأتي بعده المواضيع العربية التي تتعلق بالعراق وفلسطين وبالتالي موضوع لبنان يأخذ النقاش الكامل لأنه عاجل جدا». إلى ذلك أعلن عضو كتلة حزب الله النائب علي فياض: «حزب الله والمعارضة لم يقفلا الباب أمام المعالجة وملتزمون بالتهدئة وحركة السفراء الثلاثة تندرج في إطار تكريس التهدئة أكثر من إيجاد حل تعمل على إنجازه دوائر إقليمية».