الحكومة الإسرائيلية تتخوف من إقدام تركيا على قطع العلاقات معها قبيل الانتخابات

في سياق توقع اتخاد أردوغان خطوات «متطرفة» لزيادة شعبيته

TT

حذرت مصادر سياسية في تل أبيب، أمس، من تدهور خطير في العلاقات الإسرائيلية - التركية، يفضي إلى قطع العلاقات الدبلوماسية. وقالت المصادر ذاتها لصحيفة «معاريف»، إن رئيس حكومة أنقرة، رجب طيب أردوغان، قد يقدم على خطوة درامية كهذه في الشهور المقبلة، في إطار حملته الانتخابية.

وهاجمت هذه المصادر وزير السياحة الإسرائيلي، ستاس مسيجنيكوف، الذي دعا السياح الإسرائيليين إلى الامتناع عن السفر إلى تركيا عقابا لها على سياستها العدائية.

وقالت إن هذا الوزير، مثل رئيس حزبه، وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، لا يفلح إلا في هدم العلاقات الخارجية الإسرائيلية.

وقالت الصحيفة إن أردوغان يشعر أن وضعه الانتخابي ليس بأفضل حال، وهناك خطر أن يقدم على خطوته ضد إسرائيل قبيل الانتخابات (التي ستجري في يونيو «حزيران» المقبل)، ولذلك يخطط للقيام بعملية «تدهور ذات مغزى» في العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل لدرجة القطع التام لها.

واستندت الصحيفة في معلوماتها إلى ما نقله دبلوماسيون غربيون إلى نظرائهم الإسرائيليين مؤخرا.

وحسب هذه المعلومات سيتخذ أردوغان عدة خطوات «متطرفة» لزيادة شعبيته، قبيل الانتخابات لرئاسة الوزراء والبرلمان. وحسب الصحيفة فإن المعلومات التي وصلت إلى تل أبيب يفهم أن ليس إسرائيل وحدها التي ستشهد تدهورا في العلاقات الدبلوماسية مع تركيا بل ودول أوروبية والولايات المتحدة أيضا.

وفي السياق نفسه، أفادت وسائل إعلام في تركيا في نهاية الأسبوع بأن مجلس الأمن القومي أخرج من قائمة التهديدات على تركيا، إيران وسورية، وبالمقابل أضاف إسرائيل كـ«تهديد مركزي». وقبل عدة أيام صادق مجلس الأمن القومي على تغييرات ذات مغزى في وثيقة يسري مفعولها مدة خمس سنوات، وتسمى «الكتاب الأحمر»، وفيه إجمال عام للتهديدات على الدولة.

ويدور الحديث عن تغيير ذي مغزى، وذلك لأن هذه هي المرة الأولى منذ إقامة دولة إسرائيل تعتبر فيها تركيا أعمال إسرائيل في الشرق الأوسط بأنها تهديد لها.

وجاء في الوثيقة أن أعمال إسرائيل كفيلة بأن تدفع دول المنطقة إلى الشروع في سباق للتسلح.

وبالتوازي، أخرج المجلس من قائمة الدول المهددة سورية، وبلغاريا، وجورجيا، وأرمينيا، وإيران، التي اعتبرت في الماضي تهديدا مركزيا على أنقرة.

وكان وزير السياحة الإسرائيلي، طالب أول من أمس، باتخاذ خطوات ضد الدولة التي يسافر إليها مئات آلاف الإسرائيليين سنويا، وذلك في إشارة إلى تركيا. وقبل انعقاد جلسة الحكومة الأسبوعية، قال ميسجنيكوف إنه يجب مقاطعة تركيا من الناحية السياحية، والحفاظ على ما سماه «الكرامة القومية». وزاد قائلا إنه «شرف للإسرائيليين ألا يسافروا إلى تركيا».

وأضاف أن تصريحات أنقرة الأخيرة تمس بنسيج العلاقات بين إسرائيل وتركيا، وأن عدم السفر إليها من الممكن أن تجعلهم يدركون المغزى. وقال إن العلاقات مع تركيا استراتيجية، و«لا يوجد عداء وحرب بين الشعبين»، إلا أنه أضاف أنه طالما يواصل رئيس الحكومة التركية تصريحاته العدائية، فإنه لا يوجد للإسرائيليين ما يفعلونه هناك. وقال أيضا إنه يأمل أن تعود العلاقات إلى المستوى الاستراتيجي كما كانت عليه قبل «عصر أردوغان».

ومن جهته، قال وزير الداخلية الإسرائيلي، إيلي يشاي إنه يأسف لذلك، مشيرا إلى أن العلاقات مع تركيا كانت علاقات صداقة حتى فترة ليست بالبعيدة. وأضاف أنه يأمل أن تتحسن العلاقات رغم أن ذلك لا يبدو للعيان. وبحسبه فإن إسرائيل على ما يبدو «دولة لا تستطيع الاعتماد على أحد من الناحية الأمنية»، مشيرا إلى أن العلاقات مع إيران كانت ممتازة أيضا قبل 30 عاما، متسائلا «أين هي اليوم؟».