اليمن: اعتقال واستسلام 17 عنصرا من «القاعدة» في أبين

استقبال حاشد للطالبة حنان السماوي في جامعة صنعاء.. ووفد أمني أميركي في صنعاء

الطالبة اليمنية حنان السماوي التي اعتقلت من قبل جهاز الأمن القومي تحتفل مع زملائها بجامعة صنعاء عقب الإفراج عنها أمس (إ.ب.أ)
TT

أعلنت السلطات اليمنية أمس، عن اعتقال واستسلام 17 عنصرا من تنظيم القاعدة في محافظة أبين في جنوب البلاد، في الوقت الذي أعربت فيه الولايات المتحدة عن تقديرها لدور اليمن في محاربة الإرهاب وقالت إنه لا يتحمل مسؤولية الطرود المفخخة، في حين احتفى طلاب جامعة صنعاء بزميلتهم حنان السماوي التي أفرج عنها بعد اعتقالها بتهمة التورط في قضية الطرود.

وقال محافظ محافظة أبين، أحمد الميسري، إن 14 عنصرا من أعضاء تنظيم القاعدة سلموا أنفسهم، أمس، إلى السلطات المحلية في المحافظة، وإن 5 من الأشخاص الذين سلموا أنفسهم، هم من قادة التنظيم في المحافظة وأحدهم يدعى جمال أحمد نعيران، وأن جميع المستسلمين مطلوبون لأجهزة الأمن. وتحدث الميسري في بيان صحافي، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، عن العوامل التي دفعت المطلوبين إلى الاستسلام وقال إن عددا من «أصحاب الفضيلة العلماء وشخصيات اجتماعية» لعبوا دورا في إقناع المطلوبين لتسليم أنفسهم، إضافة إلى «الضغط الذي قامت به قوات الأمن على تلك العناصر والحصار الاجتماعي الذي فرضه عليها أبناء المحافظة الذين يرفضون ما قامت به تلك العناصر خلال الفترة الماضية من أعمال إرهابية»، وكذا مساعي السلطة المحلية وأولياء أمور المطلوبين من أجل إقناع أبنائهم بالاستسلام و«إنهاء علاقتهم بما يسمى تنظيم القاعدة الإرهابي والعودة إلى جادة الحق والصواب وأن يكونوا مواطنين صالحين».

وكشف محافظ أبين عن اعتقال 3 مطلوبين آخرين من عناصر تنظيم القاعدة، أحدهم يدعى هاني الثريا و«تم القبض عليه في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بمنطقة العين بمديرية لودر»، في حين ضبط الاثنان الآخران في مديرية مودية وهما نادر الجرو وعلي شاهر، أثناء «قيامهما بتوجيه عناصر من التنظيم لاستهداف أفراد من الجيش والأمن الاثنين الماضي». وتوقع الميسري أن يقوم عدد آخر من عناصر «القاعدة» الملاحقين بتسليم أنفسهم خلال الأيام القليلة المقبلة، وجاء استسلام الـ14 بعد مرور نحو أسبوع على استسلام قرابة 15 آخرين.

وقامت أجهزة الأمن، خلال الشهرين الماضيين، بحملات أمنية في مديريتي لودر ومودية بأبين وميفعة في شبوة، لملاحقة مطلوبي «القاعدة» وبعد مواجهات عنيفة دامت أياما، أعلن تطهير تلك المناطق من المسلحين، ولقي ما يزيد على 70 ضابط مخابرات ورجل أمن مصرعهم، الأشهر القليلة الماضية، في عمليات اغتيال تمت في أبين وشبوة وحضرموت ولحج.

وفي سياق تطورات قضية الطرود المفخخة، قال السفير الأميركي في صنعاء، جيرالد فايرستاين، إن اليمن يواجه تنظيم القاعدة وإن بلاده والمجتمع الدولي شريكان للحكومة اليمنية في هذه المواجهة التي تترتب عليها «تضحيات وخسائر »، وإن الجميع يدرك ذلك. وأضاف فايرستاين أثناء لقائه، أمس، بنائب الرئيس اليمني، الفريق عبد ربه منصور هادي، بصنعاء، إنه «يجب ألا يتصور أحد أن الحكومة اليمنية تتحمل مسؤولية تجاه موضوع الطردين المرسلين إلى الولايات المتحدة»، وذلك لأن «العملية معقدة جدا وقد استغرق إبطال وتعطيل الطردين وقتا طويلا وصعبا وتفاصيل الموضوع لا يمكن لأي جهاز التنبؤ به أو التحوط نظرا للتعقيد المموه»، مشيرا إلى دعم واشنطن لليمن في مختلف المجالات، خصوصا ما يتعلق بـ«الجوانب الأمنية والمخابراتية وتبادل المعلومات ضد الإرهاب».

وفي جامعة صنعاء استقبلت جموع غفيرة من الطلاب والطالبات زميلتهم الطالبة حنان السماوي، التي اعتقلت من قبل جهاز الأمن القومي (المخابرات) بتهمة التورط في إرسال الطرود المفخخة، قبل أن يتم الإفراج عنها والقول إن فتاة أخرى انتحلت اسمها وصفتها في عملية إرسال الطرود والتي ما زال البحث عنها جاريا. وأعربت السماوي التي حضرت إلى الجامعة بصحبة والدها، عن شكرها لزملائها الذي هبوا للتضامن معها وطالبوا بالإفراج الفوري عنها.

ونفت السماوي ووالدها تعرضها للتعذيب أثناء فترة اعتقالها والتحقيق معها، لكن زملاءها الطلاب الذي استقبلوا استقبال الأبطال، رفعوا شعارات تطالب بكشف ملابسات عملية الاعتقال ورد الاعتبار لزميلتهم، بعد أن أضحت، في عشية وضحاها، متهمة بالإرهاب، إضافة إلى الانعكاسات السلبية لاعتقال فتاة في اليمن لدى المخابرات.

وتواصل السلطات اليمنية فرض إجراءات أمنية استثنائية ومشددة للغاية في العاصمة صنعاء، بصورة رئيسية، منذ الكشف عن قضية الطرود، فإلى جانب الإجراءات الجديدة التي فرضت في فحص طرود الشحن في المطارات والتي أعلنت عنها هيئة الطيران المدني، فإن قوات الأمن في وسط صنعاء ومداخلها ومخارجها، تقوم بتفتيش دقيق للسيارات والشاحنات وتدقق في هويات المسافرين، هذا في وقت ذكرت مصادر فيه مطلعة أن وفدا امنيا أميركيا وصل، أمس، إلى اليمن وذلك لعرض تدريبات معينة على رجال الأمن اليمنيين في المطارات الرئيسية بشأن عمليات تدقيق وتفتيش الطرود.

ونشرت وزارة الداخلية اليمنية المزيد من قواتها في مناطق الأحزمة الأمنية للعاصمة صنعاء والمدن الرئيسية ورفعت من حالة التأهب الأمني إلى أعلى الدرجات، خشية وقوع خرق أمني يتسبب في تنفيذ إرهابيين لعمليات إرهابية جديدة، كما قامت بحملة واسعة النطاق لمنع حمل السلاح في عموم البلاد، وأشار اللواء الركن محمد عبد الله القوسي، وكيل أول وزارة الداخلية، قائد شرطة النجدة، إلى أن قوات الأمن منعت، في الآونة الأخيرة، دخول أكثر من 700 ألف قطعة سلاح إلى العاصمة والمدن، بحسب ما نقل عنه موقع وزارة الدفاع اليمنية على شبكة الإنترنت.