مصدر يمني رسمي لـ«الشرق الأوسط»: اتهام العولقي صدر بعد وصول لائحة الاتهام من واشنطن

رفض الربط بين المحاكمة وقضية الطرود

TT

رفضت مصادر يمنية رسمية لـ«الشرق الأوسط» الربط بين توجيه المحكمة الجزائية اليمنية المتخصصة في شؤون الإرهاب أمس رسميا تهمة الانتماء لـ«القاعدة» والتحريض على قتل الأجانب إلى أنور العولقي، والمحاولة الفاشلة لتنظيم القاعدة لإرسال طردين ملغومين في طائرتين متجهتين نحو الولايات المتحدة، وذلك في إطار ضغوط تتعرض لها صنعاء للحمل على متشددين يعملون في أراضيها.

وقال مصدر يمني مسؤول، رفض الكشف عن هويته، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إن بدء محاكمة أنور العولقي أتى عقب توفر التهم الرسمية ضد العولقي، مشيرا إلى مطالبة الجهات الأمنية اليمنية الولايات المتحدة إفادتها بالجرائم المرتكبة من قبل العولقي، مصرحا: «لقد طالبنا الولايات المتحدة رسميا بإرسال تقرير مفصل عن جرائم العولقي لكي تبدأ محاكمته وفق القانون اليمني».

وأوضح المسؤول اليمني أن بدء محاكمة العولقي في الوقت الحالي غيابيا رغم مرور فترة زمنية على إعلان الولايات المتحدة تكليفها وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) باعتقاله أو قتله ووضعه على القائمة السوداء، وكذلك الربط بينه وبين ضابط في الجيش الأميركي برتبة ميجر فتح النار بشكل عشوائي وقتل 13 شخصا على الأقل في فورت هود بتكساس العام الماضي، «كان فقط لاستلام الجانب اليمني مؤخرا التقرير عن جرائم وتهم العولقي الرسمية»، رافضا أي علاقة ما بين البدء في المحاكمة وقضية الطرود المفخخة التي كانت اليمن محطة رئيسية لها. وأكد المصدر الرسمي أن رئيس الوزراء اليمني أوضح في اجتماع جرى مؤخرا مع سفراء الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي رفض الحكومة اليمنية توجيه أصابع الاتهام إلى اليمن كلما حدثت حادثة تتعلق بالأمن الدولي، منوها بأنه لا يمكن لليمن أن يدفع الثمن عقب أي عملية، «حيث إن الشحنات الأخيرة مرت بأكثر من مطار دولي وليس فقط عبر صنعاء».

وأفاد رئيس الوزراء اليمني للسفراء الغربيين بترحيب الجانب اليمني بالتعاون المشترك لحفظ الأمن الدولي من خلال الاستعانة بأي خبرات تأتي عبر الدول الشقيقة والغربية في إطار النصح والتعاون للحفاظ على أمن المطارات وآلية التفتيش إلا أنه أكد رفض بلاده السماح بالتدخل في الشأن اليمني. وأضاف المصدر الرسمي في حديثه استعداد الجانب اليمني القبول بتدريب فرقها على مكافحة الإرهاب إلا أنه يشترط عملها تحت قيادة وأوامر أمنية يمنية. ويعتقد أن العولقي الذي يجري الربط بينه وبين محاولة فاشلة لتفجير طائرة ركاب متجهة إلى الولايات المتحدة في ديسمبر (كانون الأول) عام 2009 مختبئ في جنوب اليمن.

ويحاكم إلى جانب العولقي اثنان آخران أحدهما قريبه وهو عثمان العولقي والآخر يدعى هشام محمد عاصم وهو مسلح قتل الشهر الماضي مواطنا فرنسيا في مجمع شركة «أو إم في» النمساوية للنفط والغاز. ويحاكم الاثنان غيابيا أيضا.

وقال الادعاء للمحكمة وهو يتلو صحيفة الاتهام إن المتهمين الثلاثة أعضاء جماعة مسلحة تستهدف الأجانب. ووضعته وزارة الخزانة الأميركية العولقي في قائمتها السوداء وقالت إنه « إرهابي عالمي من طراز خاص» في خطوة تسمح بتجميد كل أرصدته الموجودة تحت الولاية الأميركية. وصرح مسؤولون أميركيون بأنه يعتقد أن الطردين الملغومين اللذين عثر عليهما في طائرتين في بريطانيا ودبي هما من تدبير «القاعدة في جزيرة العرب» وهو جناح التنظيم في اليمن.

من جهة أخرى أكد العميد علي حسن الشاطر مدير التوزيع المعنوي للقوات المسلحة اليمنية ورئيس تحرير صحيفة «26 سبتمبر» اليمنية تعاون قبائل شبوة مع الحكومة اليمنية في تسليم المطلوبين أمنيا ومواجهة عناصر «القاعدة»، مؤكدا على أن محافظة شبوة باتت خالية من أفراد تنظيم القاعدة بعد إخراج قبائل العوالق لها من الكهوف إثر تنسيق أمني مشترك، نافيا تقديم أي إغراءات مالية أو مشاركات سياسية للقبائل وإنما الأمر كان نتيجة ارتفاع الوعي الأمني والجانب الوطني.

وفي السياق ذاته أكد المصدر اليمني تبرؤ قبائل شبوة (العوالق) من أنور العولقي وموافقتها على التعاون الأمني لتسيلم المطلوبين، عقب تهديد القبائل السابق للحكومة اليمنية في حال التعرض بأي مواجهة ضد العولقي.