ليبيا: وقف الطبعة الأسبوعية لصحيفة مقربة من نجل القذافي

مصادر ترى أن القرار يعكس جدلا سياسيا في طرابلس بعد لقاء قبلي في فزان

TT

قالت صحيفة «أويا» المقربة من سيف الإسلام، نجل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، أمس إن أمين اللجنة الشعبية العامة (الحكومة) الليبية، البغدادي المحمودي، أصدر قرارا بوقف الصحيفة التي تصدر بشكل أسبوعي عن الصدور الورقي.

وأضافت الصحيفة على موقعها الإلكتروني أمس أن قرار المحمودي جاء على خلفية نشر الصحيفة لمقال رأي دعت فيه إلى تنفيذ فكرة سبق وطرحها القذافي للاستعانة بعدد من رفاقه القدامى لإدارة شؤون البلاد «بعد ما اقتربت ليبيا من درجة الأزمة في الممارسة الشعبية».

وكانت «أويا» التابعة لشركة «الغد» للخدمات الإعلامية، التي يشرف عليها سيف الإسلام القذافي قد توقفت عن الإصدار اليومي مطلع هذا العام، واستأنفت الصدور بشكل أسبوعي منذ يوليو (تموز) الماضي.

وجاء وقف الإصدار الورقي في نفس الوقت الذي نقلت فيه وكالة «ليبيا برس» التابعة لشركة «الغد» أيضا عن مصادر مطلعة لم تسمها، قولها إن هناك اتجاها لدى أحد القيادات المهمة لتأسيس «جمعية سياسية» داخل ليبيا تهدف إلى محاربة تمكين الليبيين العائدين من الخارج، من مناصب قيادية داخل الدولة، واعتبار الانفتاح الاقتصادي والاستثمار الأجنبي ظاهرة غير صحية تضر بالاقتصاد الليبي، والعمل على العودة بالمجتمع الليبي إلى «حقبة الثمانينات».

وبينما لم يتسن الحصول على تعليق من اللجنة الشعبية العامة (الحكومة) حول قرار وقف الإصدار الورقي لـ«أويا»، أوضح المحلل السياسي والمعارض الليبي إبراهيم عميش، أن الجدل الدائر في ليبيا في الوقت الحالي يعبر عن وجود تكتيكات سياسية تحدث في الدوائر العليا للسلطة، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن ليبيا تشهد تطورات متسارعة فيما يخص مسألة إدارة الدولة.

وتابع عميش قائلا «إن أهم تلك التطورات ما حدث منذ نحو شهر ونصف الشهر إثر قيام قبيلة المقارحة الحليف الرئيسي لقبيلة القذافي بعقد اجتماع قبلي في منطقة فزان (جنوب طرابلس)»، مشيرا إلى أن هذا الاجتماع شارك فيه عبد السلام جلود الذي كان يعد لسنوات الرجل الثاني في النظام الليبي، وكذا مشاركة رجل الأمن القوي، عبد الله السنوسي، الذي لوح أنصار لسيف الإسلام القذافي، بعلاقته بحادث سجن أبو سليم، الذي قتل فيه نحو 1200 سجين عام 1996.

ورفضت مصادر ليبية رسمية التعليق على الاجتماع، فيما قالت مصادر من قبيلة المقارحة إن عبد السلام جلود، البالغ من العمر 69 سنة، هو المخول بالحديث عن موضوع اجتماع فزان، وأنه توجه في الوقت الحالي إلى الأراضي المقدس لأداء فريضة الحج.

ويعتقد عميش أن القذافي سارع عقب اجتماع المقارحة إلى «إظهار القوة»، وإبلاغ رسالة مفادها وجود استعداد لعودة عبد السلام جلود لإدارة الملفات التنفيذية في البلاد من خلال منصب رفيع قد يكون رئيس اللجنة الشعبية العامة، التي تعني في ليبيا (الحكومة)، وهو المنصب الذي يشغله حاليا المحمودي.

وأعرب عميش، الذي ألف في السابق عدة كتب بشأن الوضع السياسي والقبلي في ليبيا، عن اعتقاده بأن جلود قد لا يقبل العودة للمشاركة في السلطة، لأن قبيلته (المقارحة) يشعرون أن القذافي ماض في إعداد سيف الإسلام لخلافته، وأن استعانته في هذه المرحلة بجلود هو مجرد محاولة لتهدئة المقارحة، وجعل جلود نفسه ممهدا لمرحلة انتقالية يأتي بعدها سيف الإسلام أو أحد أبناء القذافي، حسب تحليل عميش.