حماس تهاجم عباس بشدة لرفضه الشراكة الأمنية

قبيل اجتماع دمشق التصالحي

TT

اشتدت حدة الحرب الكلامية وحمى التلاسن بين حركتي فتح وحماس قبيل انعقاد جلسة الحوار بدمشق في 9 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي المخصصة للملف الأمني، وذلك عقب رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، السماح لحماس بالمشاركة في الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة.

فقد اعتبر الدكتور يحيى موسى نائب رئيس كتلة حماس البرلمانية والقيادي البارز في الحركة أن رفض عباس مبدأ الشراكة الأمنية يدلل على أن كل ما يعني أبو مازن هو أن تكون الأجهزة الأمنية مجرد وكيل أمني لإسرائيل، وهذا يشكل خرقا واضحا وكبيرا لما جاء في الورقة المصرية التي يطالب عباس حماس بالتوقيع عليها.

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال موسى إن تصريحات عباس تدلل بما لا يقبل مجالا للشك أنه يرفض إحداث أي تغيير في الواقع الحالي الذي يتواصل فيه التعاون الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية ويستمر فيه تعقب المقاومين وسجنهم والتنكيل بهم.

وكان أبو مازن قال في مقابلة صحافية خلال زيارته للكويت إنه في حال طرحت حماس خلال حوارات دمشق المقبلة اقتسام الأمن، فإن هذا الطلب سيتم رفضه، مؤكدا أن الأمن لا يمكن إلا أن يكون في يد واحدة ومرجعية واحدة وقيادة واحدة، مشددا على أن «اقتسام الأمن في غزة والضفة أمر مرفوض وغير مقبول إطلاقا».

وشن عباس هجوما على إيران، متهما إياها بعرقلة عملية التسوية بالمنطقة والقيام بدور سلبي تجاه القضية الفلسطينية وتجاه الحوار. وأوضح موسى أن جميع الفصائل الفلسطينية أجمعت في حوارات القاهرة السابقة على رفض التعاون الأمني مع إسرائيل وأكدت وجوب اعتماد عقيدة أمنية جديدة تقوم على الحفاظ على أمن المواطن الفلسطيني وليس الاحتلال. واستهجن موسى اتهام عباس إيران بعرقلة عملية التسوية، معتبرا أن هذه التصريحات تدلل على أن عباس «جزء من المنظومة الأميركية الإسرائيلية في المنطقة»، متسائلا: «إن كان العالم باستثناء أميركا يجمع على أن الحكومة اليمينية في إسرائيل هي المسؤولة عن عرقلة عملية التسوية، فكيف يتطوع عباس لاتهام من يقدم العون للشعب الفلسطيني».

وواصل تساؤلاته مستهجنا: «من الذي يواصل الاستيطان والتهويد ويطالب بالاعتراف بيهودية الدولة، ومن الذي يوفر الغطاء للمستوطنين للمس بالمواطنين الفلسطينيين». واعتبر موسى أن تصريحات عباس تدلل على أن القضية الوطنية وتحقيق الاستقلال لا تشكل جزءا من اهتماماته، متسائلا عن الدوافع التي تدفعه لـ«تبرئة الاحتلال على وجه الخصوص».

وشدد موسى على أن تصريحات عباس تدلل بما لا يدع مجالا للشك على أنه «غير مؤتمن على القضية الوطنية وليس أهلا للتفاوض باسم الشعب الفلسطيني، ما دام يتطوع ليكون بوقا للاحتلال»، مطالبا حركة فتح بتصويب مسارها واتخاذ موقف واضح وصريح من مواقف عباس، معتبرا أن «هذا النمط من الزعامات المسؤول عن تدهور مكانة حركة فتح بوصفها إحدى حركات التحرر الوطني». واستدرك موسى قائلا إنه على الرغم من التصريحات الخطيرة التي صدرت عن عباس، فإنه يتوجب الانتظار حتى التئام حوار دمشق المقبل والاستماع لما لدى ممثلي حركة فتح، مشددا على أن حركته ستكون ملتزمة بما جاء في الورقة المصرية بالإضافة للتفاهمات الداخلية التي ستتوصل إليها مع حركة فتح.