لبنان: قوى «8 آذار» طيّرت جلسة الحوار الـ12 حول سلاح حزب الله

مصادره لـ«الشرق الأوسط»: الرئيس عاتب على من اعتكفوا وقاطعوا «راعي الحوار»

TT

أطاحت قوى «8 آذار» والمتحالفون معها في لبنان بنصاب جلسة الحوار الوطني حول الاستراتيجية الدفاعية، التعبير التقني لملف سلاح حزب الله، احتجاجا منهم على تأجيل ملف «شهود الزور» من جلسة لأخرى للحكومة، ما أثار حفيظة و«عتب» رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي اعتبر أن المقاطعة وجهت إليه.

وشكّل غياب ممثل حزب الله عن الجلسة الضربة الكبرى؛ كون الحزب المعني الأول بملف الاستراتيجية الدفاعية. ولم يكن حزب الله قد أعلن مقاطعته الجلسة رسميا كما فعل باقي فرقاء المعارضة، فحضر 13 قطبا من أصل 20 كلّهم محسوبون على قوى الأكثرية باستثناء رئيس المجلس النيابي نبيه بري، عراب الحوار الأول منذ عام 2006، الذي جاء ممثلا قوى المعارضة وحاملا وجهة نظرها.

ولم تصح كل التوقعات التي تحدثت عن صدور إعلان عن الرئاسة الأولى لتأجيل الجلسة، فاجتمع رئيس الجمهورية ميشال سليمان برئيس الحكومة سعد الحريري والرئيس بري قبيل ترؤسه الطاولة البيضاوية التي تغيّب عنها النائبان وليد جنبلاط وهاغوب بقرادونيان لوجودهما خارج البلاد، والنواب ميشال عون، ومحمد رعد، وسليمان فرنجية، وأسعد حردان، وطلال أرسلان، لأسباب سياسية. وكشفت مصادر رئاسة الجمهورية لـ«الشرق الأوسط» أن «الرئيس سليمان عاتب من اعتكفوا وقاطعوا الحوار وراعي هذا الحوار»، وتساءلت: «أنسجل موقفا سياسيا على حساب الحوار وفي وجه الرئيس الذي يبذل كل الجهود لابتكار مخارج ترضي الجميع؟»، وقالت: «المتحاورون لم يبحثوا خلال هذه الجلسة الاستراتيجية الدفاعية كما جرت العادة، وكل ما جرى التوافق والتأكيد عليه هو مبدأ الحوار»، لافتة إلى أنه «تم تحديد مهلة قبل 22 الحالي لإلزام المتحاورين بهامش معين، مشيرة إلى أن الموعد المقبل سيتم تحديده بالتشاور مع كل أقطاب الحوار».

من جهتها أوضحت مصادر المعارضة لـ«الشرق الأوسط» أن «السبب الأول والأبرز للمقاطعة هو عدم التعاطي الجدي من قبل الفريق الآخر مع ملف شهود الزور وتأجيل جلسة مجلس الوزراء المخصصة لطرحه»، لافتة إلى أن «الأولوية لدى المعارضة اليوم هي لملف شهود الزور، وبعدها تأتي بقية الملفات».

وقال بيان صادر عن رئاسة الجمهورية بعد اجتماع الـ13، إنه «وبنتيجة التداول قرر الرئيس سليمان رفع الاجتماع والدعوة إلى جلسة مقبلة تعقد في وقت أقصاه 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، لمناقشة الاستراتيجية الوطنية بهدف حماية لبنان والدفاع عنه وصونه وفقا للدستور وروح ميثاقه الوطني».

وفي وقت خرج الرئيس بري متجهّم الوجه رافضا الإدلاء بتصريح، أكد رئيس الحكومة سعد الحريري للإعلاميين أن «الحوار هو الأساس في البلد»، معتبرا أنه «من المؤسف أن يتغيّب البعض عن جلسة هيئة الحوار الوطني لأنها المحطة الوحيدة للنقاش بين كل الأطراف، فنحن نتحاور حول الاستراتيجية الدفاعية، ومنذ البداية نقول إننا نواجه تحديا كبيرا، وهو التهديدات الإسرائيلية. واليوم ماذا نقول للإسرائيليين؟ إن هيئة الحوار لا تجتمع حول موضوع ذي أهمية وهو الاستراتيجية الدفاعية؟ هذا أمر مؤسف». وأشار الحريري إلى أن «رئيس الجمهورية كان واضحا في الكلام الذي قاله، وسيحدد موعدا جديدا، ويجب على كل أعضاء هيئة الحوار أن يشاركوا في الجلسة المقبلة وعدم ربط بعض الأمور ببعضها لأن الاستراتيجية الدفاعية شيء والتهديدات الإسرائيلية ضد لبنان شيء آخر، كما يجب الفصل بين ما يطرح على جلسة مجلس الوزراء وما يطرح في جلسات الحوار». واعتبر الحريري أن «محاولة تبسيط الأمور هي جريمة ضد الوطن بكل ما للكلمة من معنى، ويجب عدم مزايدة بعضنا على بعض، لا سيما في ما يتعلق بهيئة الحوار التي بدأ بها الرئيس بري منذ عام 2006، لأنه كان يرى وجوب الحوار بين اللبنانيين، وشاهدنا ماذا حصل بالبلد عندما انقطع الحوار، ونحن نريد أن يستمر الحوار لمصلحة كل اللبنانيين».