مصر تنفي إبلاغ أميركا امتلاك صدام أسلحة بيولوجية قبل حرب 2003

القاهرة استقبلت مذكرات بوش بدهشة.. وقالت: حذرنا من غزو العراق

جندي يمني يقوم أمس بالحراسة في شارع قريب من ميناء مدينة عدن الجنوبية، حيث تقام بعض مباريات بطولة «خليجي 20» لكرة القدم.. وقد خصص اليمن 30 ألف عنصر أمني لمواجهة أي تهديد إرهابي أثناء البطولة (إ.ب.أ)
TT

نفت مصر أمس أن تكون قد أبلغت أميركا بامتلاك الرئيس العراقي الراحل صدام حسين أسلحة بيولوجية قبل الحرب التي غزت فيها الولايات المتحدة ودول غربية العراق عام 2003.

وقال الرئيس الأميركي السابق جورج بوش في كتابه الصادر مؤخرا بعنوان «نقاط القرار» إن الرئيس المصري حسنى مبارك حذره من امتلاك صدام أسلحة بيولوجية قبل الغزو الأميركي للعراق. وردت القاهرة أمس بدهشة لما ذكره بوش الابن. وقالت الرئاسة المصرية في بيان أمس: إن ما قام به مبارك هو التحذير في ذلك الوقت من أن غزو العراق يعتبر مخالفا للشرعية الدولية.

ونقلت تقارير إخبارية عن كتاب الرئيس الأميركي السابق الذي قاد تحالفا دوليا للإطاحة بصدام حسين قبل نحو 7 سنوات، أن مذكرات بوش الابن تضمنت القول: إن مصر أخبرت الولايات المتحدة بأن العراق يملك أسلحة دمار شامل، وإن القاهرة أخبرت قائد القيادة المركزية الأميركية في ذلك الوقت، الجنرال تومي فرانكس، أن الرئيس العراقي صدام حسين لديه أسلحة بيولوجية، وأنه سيقوم باستخدامها ضد القوات الأميركية «بكل تأكيد».

ونسبت التقارير لمذكرات الرئيس بوش قوله: «إن المعلومات الاستخباراتية التي حصلنا عليها كان لها تأثير على تفكيري».

وقالت مصادر قريبة من دوائر الرئاسة المصرية: إنه فور صدور كتاب «نقاط القرار»، هيمن ما جاء فيه عن علاقة مصر بالمعلومات الأميركية بشأن أسلحة الدمار الشامل، على متخذي القرار المصريين، الذين «استقبلوا ما ذكره الرئيس الأميركي السابق بالدهشة» وأرجأوا التعليق على الموضوع إلى حين الحصول على نسخة من المذكرات، للتأكد مما تداولته عدة تقارير في وسائل الإعلام الغربية عن علاقة مصر بقرار شن الحرب على العراق.

وأضافت المصادر أن مصر ترى أن ما ذهب إليه بوش الابن «لا يخرج عن محاولة إلصاق مسؤولية اتخاذ قراره بشن الحرب على العراق، على الآخرين، سواء أكانوا من الدول العربية أم الأجنبية، حكومات أو مخابرات.. نحن رأينا وما زلنا نرى أنه لم تكن هناك مبررات حقيقية لشن الحرب؛ لأن هذا لن يغفره التاريخ، وبالتالي نعتقد أن بوش أراد أن يقول للعالم إنه ليس وحده المسؤول عن ملايين القتلى والمصابين والمشردين في هذه الحرب».

وفي البيان الذي أصدرته الرئاسة المصرية، أمس، نفى المتحدث باسم الرئاسة، السفير سليمان عواد، نفيا قاطعا ما ذكره الرئيس بوش الابن، وقال عواد: إن الرئيس مبارك، على العكس، حذر الرئيس الأميركي والعديد ممن التقاهم من المسؤولين الأميركيين من الإقدام على غزو العراق لما يمثله ذلك من مخالفة جسيمة للشرعية الدولية.. كما حذر من أن الغزو لن يكون مهمة سهلة؛ لأنه سيواجه بمقاومة عنيدة يستخدم فيها العراق كل ما في حوزته من أسلحة وعتاد.

وتابع قائلا: إنه في إطار الجهود والاتصالات ذاتها للرئيس مبارك قبيل غزو العراق، وجه الرئيس مبارك الدعوة للرئيس جورج بوش الأب لزيارة مصر؛ حيث نقل إليه التحذير والمخاوف ذاتها من الغزو.. مبديا تطلعه لنقلها للرئيس جورج بوش الابن لإثنائه عن مواقفه.

كما أشار المتحدث إلى «مواقف مماثلة» للرئيس مبارك مع الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب بعد تحرير الكويت عندما عبر الرئيس الأميركي عن احتمال مواصلة عملية «عاصفة الصحراء» بالتحرك إلى العراق لإسقاط نظام الرئيس صدام حسين، وهو ما عارضه الرئيس مبارك آنذاك، محذرا من أن يتحول الرئيس الأميركي من «محرر للكويت» إلى «غاز للعراق»، وهو ما استجاب له الرئيس الأميركي بالفعل، كما قال المتحدث المصري في تصريحه. كانت العلاقات بين مصر وأميركا قد شهدت فتورا ملحوظا في السنوات الأخيرة من حكم الرئيس الأميركي الجمهوري جورج بوش الابن، بسبب عدة ملفات تخص التداعيات التي أحدثتها الحرب على العراق وتخص أيضا عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط والتطور الديمقراطي في الداخل.

وجاءت مذكرات الرئيس الأميركي في وقت تشهد فيه العلاقات بين القاهرة وواشنطن انتقادات متبادلة وتوترا، خاصة بعد أن أطلقت وزارة الخارجية الأميركية انتقادات حول انتخابات البرلمان المصري المزمع إجراؤها في الثامن والعشرين من الشهر الحالي والانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل، إلى جانب ملفات حقوق الإنسان والديمقراطية وغيرهما. وحتى أمس واصلت صحف مصرية شبه رسمية حملة انتقادات شديدة اللهجة على المسؤولين والخبراء والمحللين الأميركيين بسبب ما سموه «سعيهم الدائب للتدخل في شؤون مصر الداخلية».