محافظ نابلس: خلية حماس التي حاولت اغتيالي كانت تخطط أيضا لتنفيذ تفجيرات

الاغتيال كان يستهدف تخريب خطة لتسلم السلطة صلاحيات أمنية كاملة في المدينة

TT

أكد محافظ نابلس، اللواء جبرين البكري، أن المجموعة المسلحة التي تنتمي إلى حماس، وكانت تخطط لاغتياله، كانت أيضا تخطط لتنفيذ تفجيرات في الضفة الغربية لإشاعة الفوضى.

ولأول مرة يقر البكري بمخطط اغتياله، بعد أن أعلنت مصادر فلسطينية قبل أيام إلقاء القبض على مجموعة من حماس في نابلس، كانت تخطط لاغتيال المحافظ وتنفيذ تفجيرات.

وقال البكري، خلال استقباله وفودا رسمية وشعبية زارته للتضامن: «نعم، ما نشر بشأن التخطيط لاغتيالي صحيح مائة في المائة»، وأضاف: «الخلية التي تم كشفها لديها من الإمكانيات المادية والتسليحية ما يكفي لتنفيذ مخططاتها الهادفة إلى إشاعة حالة من الفوضى من خلال اغتيالي، وتنفيذ تفجيرات كانوا يخططون لها».

وكانت السلطة الفلسطينية اعتقلت هذا الأسبوع خلية تابعة لحماس في نابلس، كانت تخطط، وفق ما قالت، لاغتيال البكري، وأكدت مصادر لـ«الشرق الأوسط» آنذاك أن الخلية أخذت بعض الخطوات في طريق اغتيال البكري، مثل استئجار شقة مطلة على بيته، وتفخيخ سيارة لهذا الغرض. وضبطت مع الخلية وثائق حول عملية الاغتيال التي كانت تهدف إلى إحداث إرباك في الضفة. غير أن حماس نفت ذلك نفيا قاطعا، على لسان محمود الزهار، عضو المكتب السياسي في الحركة في قطاع غزة، إذ قال إن «الاغتيالات الداخلية ليست من سياسة حماس».

وجاءت محاولة حماس في وقت تسلمت فيه السلطة مزيدا من الصلاحيات الأمنية في نابلس، التي ينظر إليها الأميركيون والإسرائيليون والفلسطينيون على أنها «بروفة» لمدى قدرة الأجهزة الأمنية الفلسطينية على فرض النظام والقانون. ومن المنتظر تسليم الأمن للسلطة في المدينة بصورة كاملة.

ونجحت السلطة في نابلس التي كانت توصف بأنها «عاصمة جبل النار» في إشارة إلى مدى اشتداد المقاومة فيها، وكثرة المسلحين، في فرض هيبة القانون، وكبحت جماح الفصائل المسلحة في المدينة بما فيها حماس التي كانت تعتبر نابلس أحد أهم وأكبر معاقلها.

وكان من شأن نجاح الاغتيال ضرب هذه «الصورة»، وتعطيل خطة تسلم السلطة للأمن، لكن البكري أكد أنه سيواصل العمل من أجل مزيد من الأمن والاستقرار في نابلس، «الذي بات على ما يبدو يزعج البعض». وقال البكري إنه منذ أن أحيط علما بقضية اغتياله من خلال الأجهزة الأمنية، رفض أن يتعامل برد فعل، إلا أنه في المقابل لن يتوانى عن ملاحقة أي شخص ينتهك سيادة القانون.

وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن مخازن الأسلحة التي يتم ضبطها بين الفينة والأخرى في الضفة تؤكد نية حماس تنفيذ مخططات إجرامية تهدف من خلالها إلى إضعاف السلطة.

واتهمت المصادر الأمنية حماس بمحاولة بناء قوتها العسكرية بين الفينة والأخرى، من خلال توجيهات من قطاع غزة. وأكدت المصادر أن ملاحقة الأجهزة الأمنية لعناصر حماس ومصادر تمويلها هو الذي يحول دون قدرة حماس على بناء خلايا مسلحة حقيقية.

وأشاد البكري بجهود «الأجهزة الأمنية التي باتت تعمل بطريقة مهنية وأداء عالي المستوى»، كما أشاد بـ«وقفة نابلس بكل فعالياتها ومؤسساتها المدنية والأهلية والحكومية والاقتصادية والأكاديمية ومختلف التشكيلات الشعبية والمجتمعية، واندفاعها العفوي لحماية مسيرة الهدوء والاستقرار، بعدما لمست حالة التحول التي حصلت بعد الخطة الأمنية، والتي انعكست إيجابا على مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والتنموية والتعليمية وحركة التنقل في المحافظة».