هجوم انتحاري ببصمات «القاعدة».. والحوثيون يتهمون أميركا وإسرائيل

مقتل وإصابة 23 حوثيا في تفجير سيارة مفخخة خلال الاحتفال بـ«يوم الغدير»

TT

تحولت بعض احتفالات الحوثيين في شمال اليمن بـ«يوم الغدير» إلى شكل دموي بعد التفجير الانتحاري الذي وقع أمس وسقط فيه أكثر من 20 يمنيا بين قتيل وجريح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف مجموعة من قيادات وعناصر الحوثيين في محافظة الجوف شرق البلاد، وهو الحادث الذي أدانته السلطات اليمنية، في الوقت الذي اتهم فيه الحوثيون المخابرات الأميركية والإسرائيلية بالوقوف وراءه.

وقال شهود عيان في الجوف إن انتحاريا يقود سيارة من نوع «سوزوكي - فيتارا» اعترض الموكب وفجر نفسه والسيارة، الأمر الذي أسفر عن مقتل 17 شخصا وإصابة 5 آخرين بجراح متفاوتة، وبين الضحايا قائد الحوثيين في محافظة الجوف حمود بن درهم العزي وعدد من الشخصيات الاجتماعية. وكان الموكب متجها إلى مديرية المتون في الجوف لإحياء «يوم الغدير» الذي يحتفل به الحوثيون هذه الأيام.

وفي خطوة لافتة، نظرا لحالة اللا سلم واللا حرب القائمة بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين، فقد أدانت السلطات اليمنية الحادث ووصفته بـ «الإجرامي»، وقال بيان صادر عن اللجنة الأمنية العليا التي يترأسها الرئيس علي عبد الله صالح إنهم يدينون ويستنكرون «هذا الحادث وغيره من الحوادث والجرائم التي تستهدف الأمن والاستقرار والسكينة العامة والمواطنين الأبرياء»، وكذا التي «تخالف تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وقيمه السمحاء»، وأيضا تخالف «قيم وتقاليد مجتمعنا اليمني الذي ينبذ كل أشكال التطرف والغلو والإرهاب والعنف».

وأكد مصدر في اللجنة الأمنية اليمنية العليا أن الأجهزة الأمنية والسلطة المحلية في محافظة الجوف تقوم بـ«إجراء تحقيقاتها، حاليا، في الحادث الإجرامي للكشف عن ملابساته»، مؤكدا أنها «ستلاحق المتورطين فيه أينما كانوا وستقدمهم للعدالة».

وفي الوقت الذي قال فيه مراقبون يمنيون إن الحادث يحمل «بصمات تنظيم القاعدة»، فإن الحوثيين اتهموا المخابرات الأميركية والإسرائيلية بالوقوف ورائه، وقال محمد عبد السلام، الناطق باسم عبد الملك الحوثي لـ«الشرق الأوسط» إنه أيا كانت الجهة التي تقف وراء الحادث، سواء تنظيم القاعدة أو غيره، فإنه «يخدم الأطماع الأميركية والإسرائيلية في المنطقة»، مشيرا إلى أن تنظيم القاعدة «صنيعة المخابرات الأميركية»، حسب قوله.

وحول الدلائل التي تم الاستناد إليها لاتهام واشنطن وتل أبيب بالوقوف وراء الحادث، قال إن «كل الاحتمالات تؤكد أن النشاط الاستخباري المتزايد في المنطقة والهدف منه، بما لا يدع مجالا للشك، إن كان قتل الأبرياء وتفكيك المجتمعات وخلق النزاعات، يخدم تلك الأطماع»، وأضاف، في سياق تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» أن التفجير «يحمل الطابع والأسلوب الأميركي في التفجيرات التي تحدث في بعض المناطق التي لا يعرفها اليمنيون». وأشار عبد السلام إلى أن الهدف من التفجير هو حدوث «مزيد من الضغوط الجوية والبرية وكثير من التنازل وإضعاف المجتمعات وتفكيكها»، في وقت تجدر الإشارة فيه إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل لم تردا، حتى اللحظة، على الاتهامات التي ساقها الحوثيون.

وقال الناطق باسم الحوثيين لـ«الشرق الأوسط» إنه لم يتم، حتى اللحظة، التعرف على هوية المفجر الانتحاري وإن فريقا يقوم بالتحقيق في الحادث عقب وقوعه مباشرة، دون أن يؤكد أو ينفي أن يكون الفريق تابعا لهم، وكذا عدم تأكيده مشاركة أجهزة الأمن الرسمية في التحقيقات، مؤكدا أن الحادث لا يستهدفهم وإنما يستهدف أبناء المنطقة الذين كانوا موجودين في المكان ذاته.

ورحب محمد عبد السلام بالإدانة الرسمية للتفجير ووصفها بـ«الموقف الإيجابي»، كما رحب بإدانات أحزاب اللقاء المشترك المعارضة واللجنة التحضيرية للحوار الوطني، للحادث، ودعا «مكونات المجتمع المدني إلى إدانة الحادث»، وإلى أن «يتحمل الجميع المسؤولية في الدفاع عن نفسه»، حسب تعبيره.