اتهامات التحرش الجنسي تطيح بالمرشح الأقوى لمنصب قائد الشرطة الإسرائيلية

أوري بارليف يسحب ترشيحه

TT

أطاحت اتهامات بالتحرش الجنسي التي طالت المرشح الأقوى لمنصب مفتش عام الشرطة الإسرائيلية، الميجور جنرال أوري بارليف، بكل حظوظه لتسلمه المنصب. وأنهى بارليف بنفسه أمس الجدل بعدما أعلن بشكل مفاجئ عن سحب ترشيحه لمنصب قائد الشرطة، وخروجه في إجازة ريثما ينتهي التحقيق في الشبهات القائمة حول تورطه في قضيتين جنسيتين.

وأبلغ بارليف المستشار القانوني للحكومة، يهودا فاينشتاين، ومفتش الشرطة العام الحالي الجنرال ديفيد كوهين، قراره بهذا الشأن.

وفورا رفع المستشار القانوني للحكومة الحظر عن استكمال عملية تعيين مفتش عام الشرطة، بعدما أوقفها بسبب القضايا التي لاحقت بارليف. وأبلغ فاينشتاين وزير الأمن الداخلي يتسحاق أهارونوفيتش بأنه لا مانع الآن من استكمال عملية تعيين المفتش العام القادم للشرطة بعد سحب ترشيح بارليف، موضحا من ناحية أخرى أن التحقيق في قضية بارليف سيستمر بصورة منتظمة. وسيواصل قسم التحقيقات مع أفراد الشرطة هذا الأسبوع جمع الأدلة، والاستماع إلى إفادات تتعلق بهذه القضية في مسعى للتوصل إلى استنتاجات بشأن الشبهات المنسوبة إلى بارليف.

وقالت محامية بارليف إن الوضع الناشئ أصبح لا يطاق لبارليف ولأفراد عائلته، كما أنه مس بصورة خطيرة بالشرطة. موضحة أن خروج بارليف في إجازة كان هدفه التركيز على حماية سمعته.

وقلت حظوظ بارليف كثيرا في الأيام الماضية بتسلم منصب مفتش عام الشرطة الإسرائيلية وأصبح عمليا خارج المنافسة، بعد اتهامات بالتحرش الجنسي لاحقته عشية اختيار اسم المرشح لمنصب قائد الشرطة.

وربما سارع بارليف للانسحاب بعدما نقل على لسان وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي أن الترشيحات تتجه نحو آخر.

وكان بارليف، الذي يعمل حاليا ممثلا للشرطة الإسرائيلية في الولايات المتحدة، قبل خروجه في إجازة، قد فشل في اجتياز اختبار على جهاز كشف الكذب، بعدما اتهمته الناشطة في المجال الاجتماعي أورلي إينيس باستخدام العنف في محاولة لإقامة علاقة حميمة معها، ونجحت هي في الاختبار، ومن ثم أكدت سيدة أخرى وقوع حادثة من هذا القبيل معها قبل 5 سنوات.

ونفى بارليف ارتكاب أي مخالفات رغم أنه اعترف بإقامة علاقة جنسية مع إحدى السيدتين اللتين لم يكشف عن هويتهما، وقال إن ذلك تم باتفاق.

ويعتقد بارليف أن كل شيء مدبر لإفشال تسلمه المنصب. وقال صديق مقرب منه كان قائدا سابقا للشرطة، إن الحادثة وقعت قبل نحو عامين لكنها طفت على السطح الآن بسبب قرب التعيين الوشيك في المنصب.

وقال آساف هيفيتز للصحافيين «لم تدهشني محاولات منع تعيين بارليف في المنصب. من الواضح أن الأمر حدث مع اقتراب التعيين.. وهو أحد المرشحين للمنصب». ويرى بارليف وأصدقاؤه أن رجالا بارزين في الشرطة والحكومة، وأهمهم المفتش العام الحالي، ووزير الأمن الداخلي، هم الذين يعملون على إفشال تسلمه منصب قائد الشرطة بسبب خلافات سابقة.

وكان هيفيتز قال صراحة قبل إجراء تحقيق مع صديقه بارليف قبل عدة أيام، «إنني أحمل المسؤولية عما يجري داخل الشرطة وعن قضية بارليف للمفتش العام الحالي ووزير الأمن»، مضيفا «لا يوجد لدي أدنى شك بأن ما يجري هو محاولة لمنع تعيين بارليف مفتشا عاما للشرطة، لقد حاول كوهين في فترة سابقة تنحية بارليف بمساعدة وزير الأمن الداخلي السابق آفي ديختر، وعثروا في الشرطة الآن على أسلوب آخر لتنحية بارليف، إنهم يقومون بذلك من خلال الأسلوب الأخير، قبيل تعيين المفتش العام الجديد، ويقومون به بأسلوب وقح إذ يقحمون قضايا جنسية في القضية».

وأضاف «إذا اعتقد أحد بأن هذه ليست طبخة المفتش العام فإنه مخطئ باعتقاده، إذ إنه لا يريد التسليم بإمكانية تسلم بارليف منصب المفتش العام. إن هذه القضية (التحرش الجنسي) كانت معروفة منذ أشهر لكنهم أظهروها الآن».

ومن غير المعروف من سيتسلم منصب مفتش عام الشرطة، واتهم مفوض الشرطة كوهين هذا الأسبوع وسائل الإعلام بمحاولة اختيار مفوض الشرطة المقبل.