عاصفة ثلجية تضرب أوروبا.. ومقتل 28 شخصا جراء البرد القارس

استمرار اضطرابات كبيرة في حركة النقل البري والجوي

عنصر من الحرس البلدي في مدينة بوزنان البولندية يدفع سيارته التي تعطلت وسط شارع مغطى بالثلوج (رويترز)
TT

ضربت موجة الثلوج والجليد أمس أوروبا؛ حيث أسفر البرد عن وفاة 28 شخصا في بولندا والجمهورية التشيكية وليتوانيا، وعرقلت حركة النقل، حسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وأسفرت موجة البرد، التي ضربت أوروبا الوسطى، عن وفاة 18 شخصا في بولندا و6 في الجمهورية التشيكية و4 في ليتوانيا، كما أعلن مسؤولو هذه الدول أمس.

وفي بولندا، قال الناطق باسم الشرطة الوطنية موريوس سوكولوفسكي: «إن 10 أشخاص توفوا من جراء البرد منذ 24 ساعة في مختلف مناطق البلاد، بعد تسجيل 8 وفيات الثلاثاء. أحصينا 25 حالة وفاة من جراء البرد منذ مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي».

وأضاف سوكولوفسكي أن الضحايا هم بغالبيتهم من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و60 عاما ممن يكونون غالبا تحت تأثير الكحول.

وتراجعت درجات الحرارة في الشمال الشرقي إلى 17 بعدما بلغت الثلاثاء رقما قياسيا هو 33 تحت الصفر في هذه المنطقة.

كانت الحركة في مطار وارسو أوكيسي متقطعة، صباح أمس، وأُلغي عدد كبير من الرحلات.

وفي الجمهورية التشيكية رفع العثور على جثتي شخصين قضيا بسبب البرد، إلى 6 حصيلة وفيات موجة البرد.

وفي ليتوانيا، قتل البرد شخصين، بينما توفي مشردان هما رجل وامرأة من جراء البرد في نهاية الأسبوع.

وفي بريطانيا، حيث لا تزال آلاف المدارس مقفلة، يتسبب الشلل الجزئي لوسائل النقل، المستمر منذ أيام، بتفاقم موجة الغضب. وأعربت الصحافة عن استهجانها لأن تصبح البلاد «سخرية أوروبا» وتتهم السلطات بسوء إدارة الأزمة.

وسيبقى مطار غاتويك في جنوب لندن، الذي كان مقررا إعادة فتحه صباح الخميس، مقفلا يوما إضافيا؛ لأن المدرجات ما زالت غير صالحة للاستخدام. وينسحب الأمر نفسه على مطار إدنبرة في اسكوتلندا.

وسجل اضطراب أيضا في حركة خطوط السكك الحديدية في الرحلات الداخلية في بريطانيا، لا سيما في جنوب البلاد.

وفي ويست ساسكس (جنوب شرقي إنجلترا) اضطر أكثر من 300 راكب مساء أول من أمس إلى الانتظار مدة ساعة وسط الصقيع قبل أن يمضوا ليلتهم في المحطة.

والوضع ليس أفضل حالا للسائقين؛ حيث أغلق عدد كبير من الطرقات بشكل كامل أو جزئي بسبب الثلوج. وأحصي وقوع 11 ألف حادث الأربعاء على الطرقات البريطانية بسبب الجليد. وهو رقم لا يسجل عادة في مثل هذه الفترة من السنة.

وواجهت حركة النقل اضطرابات كبيرة الخميس في فرنسا التي تشهد منذ يومين تساقط كميات هائلة من الثلوج أدت إلى إلغاء نصف رحلات «أوروستار» واحتجزت مئات السيارات على الطرق.

وبعد المنطقة الوسطى، تأثرت الواجهة الغربية لفرنسا، الخميس، من بوردو (جنوب غرب) حتى الإقليم الشمالي، الذي غالبا ما يشهد طبقات ثلوج كثيفة.

وفي النورماندي (شمال غرب)، بلغت سماكة الثلوج 60 سنتيمترا في المناطق القريبة من شربور، وهي لم تشهد تساقطا مماثلا للثلوج منذ 4 عقود على الأقل.

وفي بريتاني (غرب)، عرقلت الثلوج والجليد حركة السير أيضا. وتمت استضافة نحو 500 شخص ليل الأربعاء الخميس في لامبل (كوت دارمور) في القاعة المخصصة للاحتفالات في مبنى البلدية أو في المدرسة، حيث أمن الدفاع المدني أسرة وأغطية.

وسقطت الثلوج أيضا في المنطقة الباريسية، لكن حركة الطرق لم تتأثر فعلا.

في المقابل، لم تستثن العاصفة السكك الحديدية والرحلات الجوية، فألغي 25% من الرحلات أمس في مطار رواسي الباريسي، و10% في مطار أورلي.

وألغي نحو 50% من رحلات قطارات «أوروستار» بين باريس ولندن وبين بروكسل ولندن. وألغي 20% من رحلات القطارات السريعة بين باريس ومنطقة الجنوب الشرقي، وتأخر عدد كبير من القطارات عن موعده نصف ساعة على الأقل بسبب تباطؤ السرعة.

والنتيجة الأخرى لموجة البرد التي تضرب البلاد، تمثلت في زيادة الضغط على الشبكة الكهربائية أمس، إلا أن وزير الصناعة الفرنسي إريك بيسون استبعد انقطاع التيار.

وفي ألمانيا، كانت الحركة طبيعية في مطار فرانكفورت الدولي (غرب) صباح أمس، لكنه اضطر إلى إلغاء بعض الرحلات بسبب إغلاق مطارات أوروبية أخرى.

وفي البرتغال، كانت الثلوج لا تزال تغطي نصفها الشمالي، وبقيت عشرات الطرق الثانوية مقفلة في الوسط والشمال.

من جهة أخرى، أغلق مطار براغ روزين، الذي يعتبر الأكثر حركة في أوروبا الوسطى، 6 ساعات ليل الأربعاء الخميس، بينما تم إلغاء نحو 40 رحلة بسبب تساقط الثلوج، كما أعلنت ناطقة باسمه أمس.

وقالت ميكاييلا لاغرونوفا لوكالة الصحافة الفرنسية: «إن المطار أغلق 6 ساعات وتم إلغاء 40 رحلة».

وأضافت: «منذ استئناف المطار نشاطه أقلعت عشرات الطائرات»، مشيرة إلى أن عدة رحلات أخرى ألغيت أيضا صباح أمس بسبب اضطراب حركة الملاحة الجوية في دول أخرى.