بغداد تعلن اعتقال شبكة لـ«القاعدة» مسؤولة عن استقدام انتحاريين عبر سورية

إلقاء القبض على عناصر من «البعث» خططوا لاستهداف مواكب الشيعة.. ومقتل 3 زوار وشرطي في هجوم انتحاري

عدد من المعتقلين الذين عرضتهم السلطات العراقية في مؤتمر صحافي في بغداد أمس وقالت إنهم عناصر في تنظيم دولة العراق الإسلامية (رويترز)
TT

في عملية كبيرة وصفها القادة الأمنيون العراقيون بأنها «الضربة التي ستقصم ظهر الإرهابيين» في مدينة الموصل، أعلن وزير الداخلية العراقي جواد البولاني عن إلقاء القبض على 34 قياديا من تنظيم «دولة العراق الإسلامية» الذي يضم تنظيم القاعدة، في عمليات متفرقة شمال العراق، وجاء ذلك بينما أعلنت مصادر أمنية عن اعتقال 55 عنصرا من تنظيم القاعدة وحزب «البعث» المنحل كانوا يخططون لعمليات مسلحة لاستهداف مواكب الزوار لإحياء احتفال يوم عاشوراء في مدينة كربلاء، غير أن 4 عراقيين لقوا حتفهم لاحقا في هجوم انتحاري استهدف الزوار شمال شرقي بغداد.

وقال البولاني في مؤتمر صحافي في مقر مديرية مكافحة الإرهاب ببغداد، وبحضور ضياء حسين مدير مديرية مكافحة الإرهاب وعدد من القيادات العسكرية وممثلي العرب والمسيحيين والايزيديين في مجلس النواب العراقي، إن «هؤلاء المتهمين يمثلون الصف الأول والثاني لتنظيم القاعدة في العراق لما يسمى دولة العراق الإسلامية في شمال العراق (الموصل)».

وأضاف البولاني «لقد تلقى هذا التنظيم ضربة موجعة تمثلت في إلقاء القبض على الجهاز الكامل لهذا التنظيم إن كان إداريا أو ماليا أو عسكريا»، مبينا أن «هؤلاء مسؤولون عن أغلب العمليات التي جرت في العراق، ويعدون انطلاقة للعمليات المختلفة المتمثلة باستهداف الأماكن العسكرية بالهاونات، والمدنيين واغتيال شخصيات أمنية وأعضاء بالمجالس البلدية وتفجير بواسطة العبوات»، مضيفا أنه حسب التحقيقات الأولية فإن هؤلاء نفذوا أكثر من 100 عملية. وأن المجموعة مسؤولة عن استقدام الانتحاريين من تونس والجزائر وإدخالهم للعراق عن طريق سورية.

وأوضح البولاني: «إن هذه الشبكة مسؤولة عن 80 في المائة من التمويل المالي واللوجيستي لباقي ولايات العراق فيما يسمى دولة العراق الإسلامية، إذ إنهم يقومون بابتزاز المواطنين والشركات وناقلات النفط للحصول على الأموال».

كما أعلن البولاني عن وجود 835 سجينا محكوما عليهم بالإعدام في السجون العراقية، وقال: «إن المحاكم العراقية أدانت 14 ألف وخمسمائة شخص بارتكاب جرائم مختلفة، إضافة إلى أعداد أخرى غير محددة من الذين حكم عليهم بالسجن المؤبد، وآخرين بعقوبة الإعدام». وأضاف أن «الحكومة حريصة على توفير العدالة»، مشيرا إلى «إدانة 14500 مجرم، وصدور حكم الإعدام بحق 835، وآخرين بالسجن مدى الحياة».

وتأتي تصريحات البولاني بعد أيام من مطالبة مبعوث الأمم المتحدة في العراق، إد ميلكرت، العراق بإلغاء تنفيذ عقوبة الإعدام، خلال كلمة في اليوم العالمي لحقوق الإنسان.

ومن جانبه، كشف ضياء حسين مدير جهاز مكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية: أن «الأجهزة الأمنية العراقية بذلت جهودا كبيرة من أجل الوصول لهؤلاء، فهم يمثلون قمة الهرم لولاية العراق فيما يسمى (دولة العراق الإسلامية) في شمالي العراق»، مبينا أن أجهزة الاستخبارات العراقية تمكنت من الحصول على أهم أرشيف لهم من خلال عمليتها الأخيرة التي نفذتها في الأنبار، وهي عبارة عن رسائل أرسلها أبو أيوب المصري إلى والي الأنبار يوجه فيها بدعم والي بغداد بالمقاتلين والأموال لتنفيذ عمليات في بغداد». كما كشف النقاب عن «انتحاري تونسي من ضمن المجموعة التي ألقي القبض عليها، ويدعى محمد فرج حبيب، ودخل للعراق كانتحاري، لكن تم إلقاء القبض عليه عند تجواله في إحدى ضواحي الموصل، وكان في مرحلة التدريب على اللهجة العراقية».

وفي غضون ذلك، أعلن الفريق الركن عثمان الغانمي، قائد عمليات الفرات الأوسط، عن اعتقال 55 شخصا من تنظيم القاعدة وحزب العودة (البعث) كانوا يخططون لعمليات مسلحة لاستهداف مواكب الزوار لإحياء ذكرى عاشوراء في مدينة كربلاء (118 كيلومترا جنوب بغداد).

وقال الفريق الغانمي إن «القوات العراقية تمكنت خلال اليومين الماضيين من اعتقال 10 من عناصر تنظيم القاعدة و45 شخصا يمثلون خمس خلايا لحزب العودة بزعامة محمد يونس الأحمد في عمليات أمنية في ضواحي مدينة كربلاء كانت تخطط لاستهداف مراسم عاشوراء في المدينة»، حسبما أوردته وكالة الأنباء الألمانية.

وفي تطور لاحق أمس، قتل أربعة أشخاص بينهم شرطي وأصيب 17 آخرون بجروح في هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف موكبا شيعيا، وقال مصدر أمني إن «الانتحاري فجر نفسه عند موكب وسط ناحية بلدروز (75 كلم شمال شرقي بغداد)»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية. وأشار إلى أن الشرطي قتل لدى محاولته منع الانتحاري من تفجير نفسه.

وفي حوادث أخرى، قتلت امرأة وابنتها (18 عاما) بانفجار عبوة ناسفة داخل منزلهما، وقالت الشرطة إن «الانفجار وقع جراء قيام مجهولين بزرع عبوة ناسفة داخل منزل أحد عناصر الصحوة في ناحية جرف الصخر (60 كلم جنوب بغداد)».

كما أصيب ثلاثة أشخاص بجروح بانفجار عبوة ناسفة قرب مسجد براثا، في منطقة العطيفية في بغداد.