مفجر استوكهولم «أراد استهداف قطارات أو متاجر مزدحمة».. والشرطة البريطانية تداهم منزل عائلته بلندن

وزير خارجية السويد يؤكد أن سياسة بلاده الخارجية لن تتغير

الشرطة البريطانية تنقل سيارة خلال عملية مداهمة لمنزل في منطقة بيدفوردشير شمال لندن أمس على ارتباط بتفجيري استوكهولم (أ.ب)
TT

كشف كبير المدعين العامين في السويد توماس ليندستراند أن الرجل الذي فجر نفسه في استوكهولم يوم السبت الماضي، وهو عراقي سويدي، من المرجح أنه كان يعتزم مهاجمة محطة قطارات مزدحمة أو متجر عندما انفجرت العبوة الناسفة قبل الموعد المفترض. وقال ليندستراند في مؤتمر صحافي أمس، إن الرجل الذي يدعى تيمور عبد الوهاب العبدلي، كانت بحوزته كمية كبيرة من المتفجرات بما في ذلك الحزام الناسف وإنه يعتقد أن له شركاء لأن خطة الهجوم أعدت بعناية. وأضاف: «لو انفجرت المواد الناسفة كلها في نفس الوقت لأحدثت أضرارا جسيمة للغاية».

وجاء ذلك في وقت داهمت فيه الشرطة البريطانية أمس منزلا في منطقة بيدفوردشير، شمال لندن، على ارتباط بتفجيري استوكهولم، وسط تقارير أشارت إلى أن الرجل الذي يشتبه في أنه المنفذ كان يقيم في تلك المنطقة. وبدأ عناصر شرطة لندن عملية التفتيش بموجب قوانين مكافحة الإرهاب نحو منتصف ليل الأحد، واستمرت حتى وقت متأخر أمس، كما قال ناطق باسم الشرطة. وقال الناطق إن «الشرطيين نفذوا مذكرة تفتيش صادرة بموجب قانون مكافحة الإرهاب في عنوان في بيدفوردشير. ولم تحصل عملية اعتقال». وأضاف: «نؤكد أن ذلك على ارتباط بحادث استوكهولم السبت». وأوردت عدة صحف بريطانية أمس أن الرجل الذي قدمه موقع إسلامي مرتبط بـ«القاعدة» على أنه منفذ اعتداء استوكهولم درس وعاش في بريطانيا.

وانفجرت سيارة كانت تحتوي على اسطوانات غاز في منطقة تجارية مزدحمة بعد ظهر يوم السبت، وبعد دقائق وقع انفجار في مكان مجاور أسفر عن مقتل المهاجم وإصابة اثنين. وقال ليندستراند إن المهاجم كان متجها على الأرجح «إلى مكان يوجد به أكبر عدد ممكن من الناس.. ربما المحطة المركزية.. ربما متجر أهلنز». وأضاف أنه تم تحديد هوية الرجل «بنسبة 98 في المائة». وعندما سئل عما إذا كان المهاجم هو تيمور عبد الوهاب، رد بالإيجاب.

وذكر ليندستراند أن عبد الوهاب، وهو من مواليد 1981، حصل على الجنسية السويدية في عام 1992 وأنه جاء من بلد شرق أوسطي وإن لم يتضح أي بلد تحديدا. وكان يعيش في السويد وأمضى وقتا في بريطانيا. وقالت وسائل إعلام إن عبد الوهاب قدم من العراق. وقبل وقوع الانفجارين بعشر دقائق، تلقت وكالة الأنباء السويدية «تي تي» وجهاز الاستخبارات السويدية رسالة إلكترونية باللغتين السويدية والعربية أفادت عن تنفيذ «عمليات» انتقاما من «الحرب على الإسلام» التي تشنها السويد، لا سيما في أفغانستان. وتنشر السويد نحو 500 جندي في أفغانستان. ويفترض أن يمدد البرلمان مهمة هذه القوة في 1 يناير (كانون الثاني) 2011.

وقالت أجهزة المخابرات السويدية إن الشخص الذي أطلق تهديدات قبيل الانفجار المزدوج قد يكون هو ذاته الرجل الذي وجد ميتا في موقع تنفيذ الهجوم. وقالت مالينا ريمبي المحللة في جهاز الاستخبارات للإذاعة السويدية «لدينا تسجيل صوتي ونحن نعتقد أنه الشخص ذاته» وهي تؤكد بذلك رسميا فرضية الاعتداء الانتحاري الأول في تاريخ السويد.

وذكرت مؤسسة «سايت» التي ترصد المواقع الإسلامية أن انتحاري استوكهولم المفترض قال في وصيته الأخيرة إنه نفذ وعدا قطعه تنظيم دولة العراق الإسلامية في العراق، وهو الفرع العراقي لتنظيم القاعدة. وبحسب «سايت»، فإن تيمور عبد الوهاب العبدلي الذي كشف عن هويته وعن صوره موقع «شموخ الإسلام»، قال إن عمليته تمثل تنفيذا لوعد من التنظيم وقال إن «دولة العراق الإسلامية وفت بوعدها». وكان زعيم التنظيم أبو عمر البغدادي دعا في 2007 إلى الانتقام من السويد بسبب نشر رسوم كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم -. كما وعد بمكافأة مالية لمن يقتل الرسام الكاريكاتيري السويدي لارس فيلكس.

ولكن وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت، أكد أمس أن سياسة بلاده الخارجية لن تتغير، خاصة في ما يتعلق بنشر القوات في أفغانستان. وقال بيلدت لدى وصوله لحضور محادثات دورية مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي ببروكسل: «سوف نعالج الأمور بأسلوب أهدأ نوعا ما ونرى ما ستصل إليه النتائج، لكن من الواضح أنه لن يكون له تأثير على سياستنا الخارجية أو على السياسة المحلية بطبيعة الحال».

واعتبرت الصحف السويدية أمس أن السويد انضمت إلى لائحة البلدان التي طالتها «موجة الإرهاب الدولي». وكتبت صحيفة «إس في دي»: «وصل الرعب الأعمى إلى السويد. وللمرة الأولى في بلادنا نصبح نحن المواطنين العاديين والعزل أهدافا لانتحاريين». من جانبها قالت منافستها صحيفة «داغنز نوتر»: إن «السويد طالتها موجة الإرهاب الدولي التي أوقعت في السنوات العشر الأخيرة ضحايا في أماكن مختلفة من العالم مثل بالي ومدريد ولندن ونيويورك». وأضافت أنه «بعد القنابل التي انفجرت في استوكهولم انهارت فكرة أن التطرف والاعتداءات الانتحارية هي مشكلات لا تعنينا نحن السويديين». وتساءلت صحيفة «إس في دي» عن المستقبل وكتبت: «إن واقع أن جهاز الاستخبارات لم يكتشف العملية على ما يبدو يطرح سؤالا بشأن احتمال وجود إرهابيين آخرين مختبئين يمكنهم أن يضربوا هنا» مجددا.