تيمور العبدلي يتحول من شاب «خلوق وعادي» إلى «إسلامي متطرف».. بعد عودته من بريطانيا

كان يبحث على مواقع الإنترنت عن زوجة ثانية متدينة ينشئ معها عائلة كبيرة

TT

قالت صحيفة «الـغارديان» البريطانية إن تفجير استوكهولم الذي نفذه تيمور عبد الوهاب العبدلي، مشابه لاعتداءات سابقة وقعت في بريطانيا والولايات المتحدة. وذكرت بالتفجير الذي نفذه فيصل شاه زاد، الأميركي من أصل باكستاني، عندما حاول تفجير سيارة مفخخة في ساحة تايمز سكوير في نيويورك، في مايو (أيار) الماضي. وقالت إن تفجير تايمز سكوير، كان أيضا عبارة عن سيارة مفخخة بعبوات غاز. وكذلك فإن الطبيبين البريطانيين كفيل أحمد وبلال عبد الله اعتمدا الطريقة نفسها، عندما حاولا تفجير سيارة مفخخة في وسط لندن في يونيو (حزيران) 2007، ومن ثم حاولا قيادة سيارة مفخخة داخل مطار غلاسكو في اسكوتلندا. واعتمد تيمور العبدلي الطريقة نفسها في استوكهولم يوم السبت الماضي، إلا أن محاولته أيضا باءت بالفشل. وكانت لدى العبدلي صفحة على موقع إسلامي للتعارف، يدعى «مسلمة»، ذكر فيه أنه كان يبحث عن زوجة ثانية. وقال في تعريفه عن نفسه، بحسب صحيفة «الـغارديان»: إنه ولد في بغداد وانتقل إلى السويد في عام 1992. وكتبت الصحف البريطانية أن تيمور درس في جامعة بيدفوردشير في لوتون (50 كلم شمال لندن) حيث كان لا يزال يقيم في السنوات الأخيرة. وبحسب الصحف، فإن زوجته وأولاده ما زالوا يعيشون في لوتون. وقالت «ديلي تلغراف» إن تيمور عبد الوهاب غادر بغداد في 1992، متوجها إلى السويد، ثم جاء للدراسة في بريطانيا عام 2001. وقال جيرانه لصحيفة «ديلي تلغراف» إن تيمور عبد الوهاب عاش في منزله في لوتون حتى الأسبوعين ونصف الأسبوع الماضيين. وقال طاهر حسين، 33 عاما، وهو سائق سيارة أجرة مقيم في لوتون، متحدثا لصحيفة «ديلي تلغراف»: «غالبا ما كنت أراه في الجوار. لم يكن يتكلم كثيرا، لكنه كان يبدو رجلا طيبا. كنت أراه على الدوام يمشي مع أولاده». وأضاف «صدمت عندما سمعت بما حصل، لم يكن ليخطر لي يوما أنه قد يقوم بمثل هذا العمل».

وذكرت صحيفة «الـغارديان» أن تيمور تحدث الإنجليزية والعربية والسويدية بطلاقة. وذكرت أنه التقى بزوجته في بدفوردشير قبل أن يصطحبها معه إلى السويد. وقالت الصحيفة على الرغم من أن التفاصيل التي يذكرها عن نفسه في موقع «مسلمة» يقول إنه يعيش في لوتون في بريطانيا، فإن سيارة «الأودي» بيضاء اللون التي تم تفجيرها مسجلة في السويد، في منطقة تراناس، حيث ارتاد المدرسة. ومدينة لوتون ذكرت في تقرير استخباراتي بريطاني مسرب في عام 2008، على أنها مركز لأكبر عدد من المتطرفين المسلمين، حيث التقى عددا من الرجال المسؤولين عن اعتداءات 7 يوليو (تموز) في لندن.

وللعبدلي ابنتان، واحدة تبلغ من العمر 3 سنوات ونصف السنة، والثانية سنة ونصف السنة، وله ابن ولد هذا العام. وذكر على موقع المواعدة أنه يريد أن يتزوج مرة أخرى من امرأة مسلمة سنية تبلغ من العمر ما بين 25 و30 عاما، وأن تكون لديه عائلة كبيرة، بموافقة عائلته الحالية. ووصف نفسه بأنه «متدين جدا»، وقال إنه لا يشرب الكحول ولا يدخن. وقال إنه يبحث للانتقال في المستقبل إلى بلد عربي، حيث يريد أن يستقر. وعلى صفحته على موقع «فيس بوك»، كتب: «أنا مسلم وفخور بذلك»، وقال من بين الأمور التي يحبها: «الخلافة الإسلامية، يوم القيامة، ولكن أيضا أحب الـ(آي باد) الخاص بي».

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية، إن تيمور لم يكن في السويد التي وصلها طفلا مهاجرا مع أهله سوى ذلك الشاب اللطيف المعشر، المحب للحياة، المندمج تماما في مجتمعه الجديد. إلا أن انتقاله إلى بريطانيا لمواصلة تعليمه قلب تصرفاته رأسا على عقب، وحوله إلى إسلامي متشدد. وتقول صحيفة «إكسبرسن» السويدية إن تيمور عبد الوهاب كان سيتم التاسعة والعشرين من العمر الأحد الماضي، أي غداة تنفيذه عمليته الانتحارية. وعندما وصل إلى السويد كان في العاشرة من العمر«ولم يخطر ببال أحد أن ماضيه كان مختلفا عن ماضي الآخرين، كان يشبه الجميع حوله»، بحسب ما نقل للصحيفة شاب عاشر تيمور خلال إقامته في السويد. وأمضى مراهقته في السويد مع والده ووالدته وشقيقتيه في مدينة تراناس الصغيرة الواقعة على بعد نحو 200 كلم جنوب استوكهولم، حيث دخل المدرسة، كما تظهر صورة له نشرتها صحيفة «إكسبرسن»، وهي لمراهق خفيف الظل يرتدي الكاسكيت البيضاء التي يرتديها عادة التلامذة السويديون. وقال جان جالابيان، الذي عرف تيمور خلال سنوات المراهقة: «كان مثله مثل أي مراهق آخر، يحب الحياة، له كثير من الأصدقاء، يخرج ويحتفل مثل الجميع، يشرب الكحول وله صديقات». وقالت إحدى مدرساته لصحيفة «أفتونبلاديت» إنه كان يتكلم السويدية بطلاقة «وكان خلوقا ووديا».

وفي عام 2001 غادر تيمور السويد لمتابعة تعليمه كمعالج فيزيائي رياضي في جامعة بدفوردشاير في لوتن في بريطانيا. وأنهى دروسه عام 2004، ولدى عودته إلى السويد عام 2005 كان شخصا مختلفا، بحسب ما يكشف المقربون منه. وإضافة إلى اللحية التي عاد بها إلى السويد من بريطانيا «كان شخصا آخر منغلقا»، بحسب ما يروي لصحيفة «إكسبرسن» صديق للعائلة، أكد أن تيمور تحول إلى مسلم متشدد إثر اتصاله بإمام مصري في مسجد لوتن. وعمل تيمور عبد الوهاب على إخفاء شخصيته الجديدة على أهله وأقاربه حتى اللحظة الأخيرة مما دفعه إلى طلب المغفرة منهم.