الداخلية السعودية: 75% من المقبوض عليهم في الخلايا الـ19 دون الثلاثين عاما

اللواء التركي يصف لـ «الشرق الأوسط» حالتهم التعليمية: 85% منهم لا يزيد تعليمهم على الثانوية.. و40% دون ذلك

المتحدث باسم الداخلية السعودية خلال تقديمه محاضرة لطلاب وطالبات جامعة الملك سعود («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت وزارة الداخلية السعودية أمس، معلومات خاصة، حول أعمار السعوديين المتورطين في الخلايا الإرهابية الـ19 التي تم تفكيكها الشهر المنصرم، وحالتهم التعليمية، حيث أشارت إلى أن 75 في المائة من السعوديين البالغة أعدادهم 124 أعمارهم دون الثلاثين.

وهذه المرة الأولى التي تكشف فيها الداخلية عن معلومات حول أعمار السعوديين المتورطين في خلايا الإرهاب الأخيرة، وسط تأكيدات ساقها المسؤولون عن الملف الأمني للأحداث الأخيرة تفيد بصغر أعمار السعوديين المشاركين في تلك الخلايا.

وكانت الرياض، قد أعلنت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عن تفكيك 19 خلية إرهابية، يبلغ قوام عناصرها 149، غالبيتهم سعوديون، كانت تخطط لأعمال إرهابية، وصل 10 منها على الأقل لخطوات متقدمة.

وبالأمس، كشف لـ«الشرق الأوسط» اللواء منصور التركي المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية أن 75 في المائة من العناصر السعوديين في الخلايا التنظيمية الـ19 التي تم تفكيكها الشهر الماضي، تقل أعمارهم عن الـ30 عاما وأن 85 في المائة لا يزيد تعليمهم على الثانوية العامة.

وفي إطار وصفه للحالة التعليمية للعناصر المحلية في تنظيم القاعدة المتورطة في خلايا الإرهاب الأخيرة، قال اللواء منصور التركي إن نسبة المتعلمين تفوق 85 في المائة، موضحا أن 45 في المائة من المجموع الكلي للمتعلمين يمتلكون الثانوية العامة، فيما 40 في المائة يمتلكون أقل من التعليم الثانوي.

وجاءت تصريحات المتحدث باسم الداخلية السعودية لـ«الشرق الأوسط»، على هامش محاضرة له ألقاها في جامعة الملك سعود، عن أساليب التغرير والتجنيد بتنظيم القاعدة، ضمن نشاطات اللقاء العلمي لطلاب وطالبات جامعة الملك سعود.

وجاء عنوان المحاضرة التي ألقاها التركي باسم «الفئة الضالة.. وسائل وأساليب التغرير والتجنيد»، وتحدث فيها عن معاناة المجتمعات الإنسانية من سوء الفهم الخاطئ لشباب الإسلام حول معنى الجهاد وكيفية تطبيقه وهو ما استغلته الجماعات المتطرفة في تحقيق أهدافها ومصالحها الشخصية مستخدمة الشباب السعودي على وجه الخصوص في ذلك وهو ما أعطى تأثيرا سلبيا على انطباع المجتمع العالمي عن الإسلام.

وأضاف «ضمن هذه الرؤية يجب أن نطرح العلاقة بين الفكر المتطرف والإرهاب، فالعلاقة بينهما جدلية يؤثر كل منهما في الآخر وينتجه وذلك بكيفيات متباينة تتنوع بحسب الظروف المحيطة، فكما قد نزعم أن الفكر المتطرف ينتج الدافع للقيام بعمل إرهابي فإن ذلك الدافع نفسه قد ينتج فكرا متطرفا ليسوغ وجوده أمام نفسه وأمام غيره، وعليه فلا يمكن اعتبار أن الفكر المتطرف علة تامة للإرهاب. ولا شك أيضا أن دراسة موضوع الإرهاب والتطرف في تلك المرحلة التي شاع فيها التحاق الشباب المسلم بالجماعات المتطرفة والتأثر بها واتباع أفكارهم المتطرفة أصبح من المهم لنا أن ندرس تلك الحالة جيدا وهو ما عكفنا على عمله خلال الأعوام الماضية حتى استطعنا أن نخلص إلى بعض النقاط المهمة حول ذلك الموضوع».

وأبرز اللواء التركي أن أحد الأسباب المهمة التي تجعل من الفرد المسلم لديه القابلية للتأثر بفكر تلك الجماعات أولا الفراغ، وعدم وجود ما يشغل الشاب هو الصفة الأساسية التي تؤدي به إلى الانصياع إلى تلك الجماعات.

ورأى المتحدث الأمني بوزارة الداخلية، أن التزمت في الدين وهو ما يعتقد البعض أنه التزام، أحد الأسباب التي تؤدي إلى الانضمام إلى الجماعات المتطرفة، حيث يقول «التزمت في الدين يؤدي إلى العصبية وإلى النظر إلى الأمور بنظرة تخلو من المنطقية والرحمة؛ فليس من المنطقي أبدا أن يؤدي عمل انتحاري لقتل أبرياء من أطفال ونساء وأمهات ورجال، كل ذلك لا يمت للإسلام بصلة بل يعطي المجتمع العالمي انطباعا سيئا عن الإسلام والشباب المسلم».

ويبرز الدور التعليمي للأسرة، كأحد أهم الأسباب الذي قد يؤدي فقدانه إلى الانخراط في صفوف جماعات الإرهاب.

يقول التركي «فنحن كآباء ومعلمين يجب أن نهتم بتعليم أبنائنا وبناتنا المفاهيم الصحيحة للجهاد في الإسلام وأن ديننا الحنيف يحرم قتل النفس وأن من قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا ولا نترك الباب مواربا للآخرين ممن يستغلون حماس الشباب في نصرة البلدان الإسلامية مثل أفغانستان والعراق وغيرهما ويقدمون لهم معنى الجهاد بمعانيه المزيفة المخبأة تحت عباءة الجهاد ونصرة الإسلام».

وشدد المتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودية، على أهمية نشر معنى الوسطية في الالتزام الديني بين الشباب، فالرسول الكريم قال في حديثه الشريف «لن يشاد الدين أحد إلا غلبه».

وأكد اللواء منصور التركي على أن الجهاز الأمني يأمل ارتباط الطالب والطالبة بالمدرسة بالمشاركة في النشاطات اللاصفية ومشاركته في تحميل المسؤوليات التي تؤدي للقضاء على الفراغ.