لجنة المتابعة العربية تربط استئناف المفاوضات بتقديم عرض أميركي جاد

في إطار نشاط سياسي شهدته القاهرة مبارك وموسى يستقبلان أبو مازن وميتشل

محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية و الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء القطري و عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية في مقر الجامعة بالقاهرة أمس (أ.ف.ب)
TT

أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، أن اللجنة قررت عدم استئناف المفاوضات المباشرة وغير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إلا ذا جاءت واشنطن بعرض جاد.

ودعت اللجنة إلى رفع الحصار والعمل على تفعيل جهود المصالحة الفلسطينية. وكان الشيخ حمد بن جاسم قد استهل المؤتمر الصحفي قائلا: «عقدنا عدة جلسات أسفرت عن بيان يؤكد وجود مشكلة حقيقية، وأن الوسيط الأميركي تخلى عن تعهداته للدول العربية وللفلسطينيين، وأن كل ما يقوم به هو محاولات للتمني ونقل الرسائل»، وأكد الشيخ حمد أن «أهم شيء في البيان هو وقف حصار غزة والمصالحة وعدم استئناف المفاوضات إلى أن يأتي الوسيط الأميركي بشيء جاد لإنهاء الصراع لأننا جادون في الحل، ولكن ليس كما يريد رئيس وزراء إسرائيل»، وأضاف الشيخ حمد أن الموقف واضح ولا يوجد تقدم أو أمل، وبالتالي بيان اللجنة يعكس هذا الأمر.

ومن جانبه قال موسى إن مسار المفاوضات أصبح غير مجد، وإن استئنافها يكون وفقا لعرض أميركي جاد. وردا على سؤال خاص بضعف البيان والموقف العربي بما يناسب الموقف الأميركي والإسرائيلي قال موسى إن هناك عددا آخر من الفقرات تفيد عرض كامل ملف عملية السلام على مجلس الأمن وعرض موضوع الاستيطان، وعقد اجتماع مشترك للجنة مع الرباعية الدولية، وقد صدرت تعليمات للسفراء العرب في نيويورك بالتحرك في هذا الصدد، وتابع: «نحن نخوض معركة دبلوماسية في مجلس الأمن ولا تفاوض لأن النتيجة معروفة وتضييع للوقت وخداع للرأي العام».

وردا على سؤال خاص باستثمار الاعتراف بالدولة قال موسى: «اللجنة دعت الدول إلى المزيد من الاعتراف، ونتوقع اعترافات خلال الأيام القليلة المقبلة»، وعقب الشيخ حمد: «نحن نعرف أنه سيكون هناك (فيتو)، وربما اعتراض في مجلس الأمن، ولكن سوف نذهب، وهذا لا يمنعنا من طرح القضية برمتها على مجلس الأمن، وهذا هو الحل السلمي»، وحول تفسيره لتراجع الدور الأميركي قال الشيخ حمد: «نحن نعرف منذ عام ونصف العام أنه لا نتيجة، والوسيط الأميركي كان غير مقتنع بذلك، ومع ذلك نثق في النيات الأميركية، ولكن نعرف أنه غير قادر على فرض حل»، وأقر الشيخ حمد بعدم توقعه بأي جديد من الإدارة الأميركية حول إحداث تقدم في عملية السلام، وقال: «وماذا سنفعل إذا رفضنا كل شيء؟»، وحول المصالحة الفلسطينية قال: «إننا نتابع وندعم جهود الإخوة في مصر، وتحدثنا عن أهمية تحقيق تقدم في هذا الشأن». من جانبها قالت حماس إن اللجنة غطاء لفشل السلطة الفلسطينية.

وافتتح اجتماع اللجنة بكلمة من الشيخ حمد بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء القطري، قبل أن تتحول إلى جلسة مغلقة، قدم فيها أبو مازن تقريرا تفصيليا حول الاقتراحات والتحركات الأميركية التي كان آخرها ما نقله مبعوث السلام جورج ميتشل في اجتماع في رام الله، أول من أمس.

واستهل الشيخ حمد كلمته التي جاءت بعد لقاء مع ميتشل فشل فيه، كما يبدو، في إقناعه بعدم الذهاب لمجلس الأمن الدولي لانتزاع الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، بالمواقف الأميركية التي أعلنها الرئيس باراك أوباما في مناسبات مختلفة، وكذلك وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون، لا سيما رؤية أوباما بأهمية تمديد تجميد الاستيطان.وأشار الشيخ حمد إلى أن الوقائع تثبت أن الجانب الفلسطيني والعربي تصرف بما يمكن وصفه بالقيام بمسؤوليته في تحقيق السلام بالصيغة التي وصفها أوباما في خطاب القاهرة. وذكر أن الجانب العربي تعامل بإيجابية مع طرح الرئيس أوباما لتسوية الصراع العربي – الإسرائيلي، واتخاذ ما يلزم من خطوات لدعم التحرك الأميركي على أساس تحقيق السلام الشامل، وقيام الدولة الفلسطينية، كما رحب بالموقف الأميركي الداعي إلى الوقف الفوري والكامل لسياسة الاستيطان في كل الأراضي المحتلة. وتحدث عن إصرار رئيس حكومة إسرائيل على المفاوضات المباشرة وتأكيد الجانب العربي الحاجة إلى وقف الاستيطان أولا وكذلك تأكيده أن المباحثات غير المباشرة لن تثمر في ظل الإجراءات الإسرائيلية غير المشروعة في الأراضي المحتلة. وقال: «تجاوبنا بمنح الفرصة للمباحثات غير المباشرة، وهي الفرصة التي طالب بها السيناتور ميتشل لتسهيل دور الولايات المتحدة في ضوء تأكيداتها للرئيس الفلسطيني أن لا تكون المباحثات غير المباشرة مفتوحة وبلا نهاية، وذلك بوضع سقف زمني لا يتجاوز أربعة أشهر، وأن لا يتم الانتقال منها إلى المفاوضات المباشرة تلقائيا.

وفي ختام كلمته التي قدم فيها استعراضا شاملا للأوضاع والتحركات العربية الإيجابية والتعنت الإسرائيلي، قدم ستة بدائل وخيارات وصفها بالسهلة: «أولا: الاستمرار في التأكيد على أن السلام العادل والشامل والدائم على أساس حل الدولتين هو خيارنا. ثانيا: لا يمكن للجنة المتابعة العربية أن تغطي العودة إلى مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة في هذه الظروف. وستقيم الموقف على ضوء ما يبلغنا به الفلسطينيون. ثالثا: علينا أن نؤكد بقوة المسؤولية والدور الأميركي في عملية السلام على أساس نفس المنطلق الذي أكده الرئيس أوباما بأن يتحمل الجميع المسؤولية المترتبة على دورهم. رابعا: علينا أن نؤكد بشكل قوي للإدارة الأميركية ضرورة رفع الحصار الظالم عن قطاع غزة فورا. خامسا: علينا أن نؤكد أيضا أهمية التوجه إلى مجلس الأمن في حالة فشل الولايات المتحدة من أجل تحقيق الاعتراف بالدولة الفلسطينية وحدودها القائمة ضمن خطوط 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

سادسا: علينا في الوقت ذاته أن نبحث بقوة على إنجاز المصالحة الفلسطينية لأنها عامل قوة للموقف الفلسطيني».

واستبق اجتماع لجنة المتابعة لقاء تشاوري خماسي بمقر وزارة الخارجية القديم، ضم أبو مازن ووزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، والشيخ حمد، ويوسف بن علوي وزير الشؤون الخارجية في سلطنة عمان، والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.

وبحث المجتمعون الموقف العربي الذي ستتم بلورته في اجتماع لجنة المتابعة في ضوء جولة ميتشل.

وفي وقت سابق أمس، أجرى أبو مازن محادثات مع نظيره المصري حسني مبارك وكذلك موسى. وتناولت مباحثات مبارك وأبو مازن جهود مصر لدفع عملية السلام والمواقف المصرية المؤيدة للموقف الفلسطيني، التي تعمل للتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وكافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ورفع المعاناة والحصار عنه، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وعرض أبو مازن نتائج محادثاته مع ميتشل، ومحاولات التوصل لحلول لتسوية قضايا الوضع النهائي، والأفكار الأميركية التي عرضها ميتشل والمواقف الفلسطينية المستندة إلى الشرعية الدولية بما فيها إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967. وبحث الرئيسان أيضا دور الدول التي تعترف بدولة فلسطين على حدود 1967 في دعم إقامة الدولة وتذليل صعاب مفاوضات الحل النهائي.

والتقى مبارك مع ميتشل، وبحث معه الأفكار والتحركات الأميركية لدفع عملية السلام، رغم الموقف الإسرائيلي الرافض لتجميد الأنشطة الاستيطانية.

وكان ميتشل قد بحث أيضا مع موسى آخر التطورات على صعيد عملية السلام.

وقال ميتشل، في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع موسى: «إن جميع الأطراف طلبت من الولايات المتحدة الاستمرار في جهودها من أجل السلام، ونحن سنبدأ خلال الأيام المقبلة في مفاوضات مع كل طرف على حدة، ونأمل في حدوث تقدم خلال الشهور التسعة المقبلة للاتفاق على القضايا الأساسية لنصل إلى اتفاق إطار للسلام». وأعرب عن تطلعه لاستكمال الجهود الأميركية والتوصل إلى حلول للصراع وإقامة دولة فلسطينية فاعلة ومستقلة موجودة على الأرض تعيش في أمن وسلام مع إسرائيل.