مواكب عاشوراء في كربلاء تنتقد الفساد الإداري وتأخر تشكيل الحكومة العراقية

9 أطواق أمنية و28 ألف عنصر من الجيش والشرطة لحماية مليوني زائر

جندي عراقي يراقب أحد مواكب عاشوراء في كربلاء أمس (أ.ف.ب)
TT

يواصل مئات الآلاف من الزوار الشيعة التوافد إلى مدينة كربلاء التي تستعد لأحياء ذكرى عاشوراء مقتل الإمام الحسين التي تبلغ ذروتها غدا وسط إجراءات أمنية مشددة لحماية المواكب التي وجهت انتقادات للفساد الإداري في البلاد.

وانتشرت أمس في شوارع كربلاء، خصوصا بين مرقد الإمام الحسين (ثالث الأئمة المعصومين لدى الشيعة) ومرقد أخيه غير الشقيق العباس، مواكب تسير على وقع الطبول لرجال ارتدوا ملابس سوداء حزنا.

وشكل الفساد الإداري ونقص الخدمات أبرز المسائل التي أثارها الزوار الشيعة الذين وصلوا إلى كربلاء موجهين انتقادات حادة من خلال هتافات شعرية باللهجة العراقية خلال المواكب. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، ردد أحد المواكب «عراق النفط والخيرات ثرواته ضياع.. وطنه يا حسافة (يا حسرة) يصير مرتع للضياع». كما ردد موكب آخر حول تشكيل الحكومة «تاسع شهر ياهالناس ما شكلوا حكم (حكومة).. شو بس قيل وي القال وصلت للعظم.. مو شعبي ابتله.. كافي مهزلة».

وقال حامد ميري رئيس موكب العباسية، وهو أقدم المواكب في كربلاء «كأننا ننادي في واد سحيق والمسؤولون صموا آذانهم ولا يسمعون صوت الشعب». وأضاف «كان النظام السابق يكمم أفواهنا واليوم سمح المسؤولون الجدد بفتح أفواهنا، لكنهم صموا آذانهم». وشهدت مناسبة إحياء عاشوراء في السنوات الماضية انتقادات مماثلة لأداء الحكومة.

بدوره، قال حيدر عزيز (30 عاما) وهو أحد الزوار الذين وصلوا مشيا على الأقدام إلى كربلاء قادما من مدينة الحلة المجاورة «جئت مع عائلتي إلى كربلاء لأشارك في إحياء يوم عاشوراء». وأضاف «بودي أن يستفيد السياسيون في العراق من ثورة الإمام الحسين في مكافحة الفساد والفاسدين والاهتمام بالشعب وتقديم الخدمات له لأن الحسين قتل من أجل سعادة الإنسان ولا يمكن للشخص الذي يبكي في مأساة الحسين وهو يفسد ويرتشي وربما يقتل نتمنى أن يسير الجميع بهداه».

وفرضت قوات الأمن العراقية إجراءات مشددة لحماية الزوار يشارك فيها 28 ألف عنصر من الجيش والشرطة. وأكد الرائد علاء الغانمي مدير إعلام قيادة شرطة كربلاء لـ«الشرق الأوسط» أن «المحافظة وضعت خطة أمنية محكمة للحفاظ على أرواح الزوار الوافدين من داخل وخارج العراق حيث شارك 28 ألف عنصر من الجيش والشرطة في الخطة بالإضافة إلى وجود إسناد مشترك من قبل المحافظات المجاورة مع مدينة كربلاء»، مضيفا: «الخطة تضمنت وجود 9 أطواق أمنية محكمة تحيط بمدينة كربلاء، فضلا عن إسناد جوي عراقي وانتشار كثيف للعناصر الأمنية عند مداخل المدينة وكاميرات منتشرة في عموم المدينة».

وأوضح الغانمي أن «الخطة الأمنية بدأت بـ3 مراحل، المرحلة الأولى الخطة الأمنية الخاصة بمحافظة كربلاء لتأمين الحدود الإدارية لها، والمرحلة الثانية التي هي ضمن قيادتنا هي مسرح عمليات الفرات الأوسط الذي يشمل النجف والديوانية والحلة وواسط أعدت لها خطط أمنية ونوقشت مع الحكومات المحلية وطبقت، ووصلتنا تعزيزات من وزارة الداخلية و4 أفواج من وزارة الدفاع 3 أفواج كموارد إضافية لأجهزة كشف المتفجرات ومفارز الكلاب البوليسية، وهنالك موارد فرقة المشاة الثامنة من الديوانية». ودعا الغانمي أصحاب المواكب إلى «أخذ الحيطة والحذر من المواكب الوهمية حيث يجب أن يكون الموكب معرفا وتوجد به بطاقة تعريف، مطالبا من صاحب الموكب أن يخصص 4 أشخاص لمراقبة الأشخاص الذين قد يدخلون إلى الموكب ويتركون مواد متفجرة، ومراقبة الأشخاص الذين يشربون الماء أو الأكل لأنهم قد يدسون السم وما إلى ذلك، ومراقبة العجلات أو الدراجات التي تترك بجانب الموكب».

بدورها، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الغانمي أنه «لن يسمح سوى للمركبات الأمنية والخدمية بالدخول إلى المدينة القديمة ومنها مركبات الإسعاف ومركبات البلدية». وأضاف أنه تم نشر 600 من العنصر النسوي في نقاط التفتيش لتولي تفتيش النساء. من جهته، توقع محافظ كربلاء آمال الدين الهر وصول عدد الزوار غدا إلى «مليوني زائر بينهم 100 ألف من الأجانب».