بوساطة تركية: إيران تتفاوض سريا على صفقة تبادل اليورانيوم مع الغرب

ستكون جاهزة بحلول اجتماع «5+1» في إسطنبول

TT

ذكرت مصادر دبلوماسية مطلعة أن إيران بدأت مفاوضات سرية لمناقشة خطط لتسليم جزء كبير من مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب، وتعليق عمليات التخصيب مقابل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها والتي أثرت بشكل كبير على الاقتصاد الإيراني. وتقول المصادر إن الصفقة التي تتم برعاية تركية تقوم على تسليم إيران 1000 كيلوغرام من مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب مع تسليم 30 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة إلى دولة أخرى موثوقة. وفي المقابل، تقوم فرنسا أو روسيا بتزويد إيران بأعمدة الوقود الجاهزة واللازمة لتشغيل مفاعلات النظائر المشعة النووية اللازمة للأغراض الطبية والتي تقول إيران إنها تقوم بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20% لتشغيلها، علما أن مستوى 20% هو المستوى الذي يصل إلى نصف ما يتطلبه إنتاج مواد تدخل في تصنيع الأسلحة النووية.

وقد قال أحد المسؤولين المنخرطين في عملية التفاوض وفقا لصحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية: «نعتقد أن الصفقة عملية، لكنه لا تزال هناك الكثير من التفاصيل التي ينبغي العمل عليها». وقالت مصادر دبلوماسية إن مفاوضين إيرانيين وأتراكا قد التقوا عدة مرات لمناقشة الخطوط العريضة في الصفقة التي يأملون أن تكون جاهزة للمناقشة الشهر المقبل، خلال الاجتماع المزمع بين إيران وما بات يعرف بدول 5+1 المكون من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى ألمانيا.

وأفادت المصادر الدبلوماسية بأن فرنسا وروسيا والولايات المتحدة منخرطون في المفاوضات التي بدأت بعد اجتماع تمَّ بين وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو وعدد من المسؤولين الإيرانيين في البحرين هذا الشهر. وكانت مفاوضات بين إيران والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا، قد انتهت إلى طريق مسدود بداية هذا الشهر، بعد رفض الجانب الإيراني مناقشة بعض القضايا الحساسة المتعلقة ببرنامج إيران النووي. وقال دبلوماسي فرنسي في إشارة إلى عدم جدوى المفاوضات إن النقاشات قائمة على الكثير مما يمكن تسميته بـ«حوار الطرشان».

والجدير بالذكر أن تركيا بدعم من الصين، تقف ضد أي عقوبات قاسية على إيران، حيث ترى أن إضعاف الاقتصاد الإيراني يؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار في المنطقة.

وفي هذا الخصوص، قال مصطفى كيلبار أوغلو، الخبير النووي من جامعة بيلكنت في أنقرة: «إن تركيا تلعب دورا خطيرا في هذا الشأن، غير أنها لا ترغب في فرض نفسها على المسرح الدولي». وأضاف في إشارة إلى عدم ثقة إيران بالدول الغربية في المفاوضات: «الدبلوماسية الضحلة لا يمكن أن تنجز المهمة، إيران تريد محاورا تثق به».

ولمحت مصادر إعلامية إلى وجود انقسام في الولايات المتحدة في ما يخص هذه المحادثات السرية التي تقودها تركيا، فقد دعا عدد من أعضاء مجلس الشيوخ المؤثرين الرئيس أوباما إلى رفض أي صفقة لا تقوم على تفكيك إيران للبنية الأساسية لبرنامجها النووي، لكن هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية، قد ذكرت أنه يمكن لإيران القيام ببعض أعمال التخصيب في المستقبل إذا أثبتت أنها ستقوم بهذه الأعمال بشكل مسؤول.

الجدير بالذكر أن فكرة تبادل الوقود النووي ترجع إلى يونيو (حزيران) من العام الماضي، عندما طلبت إيران من الوكالة الدولية للطاقة الذرية الإذن لها في الحصول على وقود لتشغيل مفاعلات النظائر المشعة للأغراض الطبية، وهي الفكرة التي على أساسها عرضت كل من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وروسيا على إيران الحصول على الوقود اللازم لتشغيل مفاعلاتها للأغراض الطبية في مقابل تسليم إيران لكمية من 1200 كيلوغرام من اليورانيوم الأقل تخصيبا والذي يكفي في حال تخصيبه بشكل أوسع لتصنيع قنبلة نووية واحدة.

يذكر أنه بعد توقف المفاوضات وقعت تركيا والبرازيل على صفقة مع إيران بموجبها تسلم إيران 1200 كيلوغرام من مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب إلى أنقرة مقابل الحصول على وقود التشغيل الذي تريده إيران لمفاعلاتها الطبية. وقد رفضت الولايات المتحدة في حينها الصفقة قائلة إن إيران قد قامت بتخصيب كمية أكبر من اليورانيوم من الكمية المتفق عليها.